سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشاجرات وإطلاق نار ووفد من الاتحاد الأوروبي راقب الاقتراع ... والإعادة ستكون في غالبية الدوائر . الانتخابات البرلمانية المصرية : الحكومة و "الوطني" يؤكدان نزاهتها ... وقوى المعارضة تتحدث عن تدخلات
مثل كل انتخابات في مصر، لم يمر اليوم الأول من الانتخابات البرلمانية التي تجري على ثلاث مراحل كانت أولاها أمس، من دون إطلاق نار ومشاجرات بين المرشحين وأنصارهم. كذلك كان التناقض في رؤى ذوي العلاقة بالانتخابات حول الأجواء التي جرت فيها، فمسؤولو الحكومة والحزب الوطني الحاكم تحدثوا عن مناخ شفاف وحرص على أن تجري العملية الانتخابية في نزاهة، فيما صدرت عن دوائر المعارضة بالطبع انتقادات واتهامات بتدخلات الحكومة لمصلحة مرشحي الوطني. وفي حين كان معلناً أن منظمات حقوقية ستراقب الانتخابات بعدما حصلت على حكم قضائي يكفل لناشطيها ذلك سواء داخل اللجان أو خارجها، فإن ما لم يكن معلناً وعُرف أمس أن وفداً يمثل الاتحاد الأوروبي راقب الانتخابات وجال في اللجان بصحبة مندوب من وزارة العدل المصرية. وشاهد مراسل"الحياة"الوفد في لجان اقتراع عدة يسأل أعضاؤه المواطنين والقضاة ورجال الأمن الذين وقفوا خارج اللجان، إضافة الى عدد من المرشحين. وضم الوفد أربعة من أعضاء البرلمان الأوروبي هم كل من ادوارد ماكليلان بريطانيا وبوست لاحييد ديجك هولندا وفرانشيسكو اونيريكو سيرون إيطاليا وجانا هايباسكوفا تشيكيا. وكانت عملية الاقتراع بدأت في الثامنة صباحاً لاختيار 164 نائباً من بين قرابة 1620 مرشحاً يمثلون مختلف الأحزاب والتيارات والقوى السياسية في 82 دائرة انتخابية في ثماني محافظات هي القاهرةوالجيزة والمنوفية وبني سويف والمنيا واسيوط ومطروح والوادي الجديد. وتوافد الناخبون على اللجان الانتخابية العامة والفرعية البالغ عددها 10 آلاف و644 لجنة فرعية و3161 مقراً انتخابياً للإدلاء بأصواتهم في صناديق شفافة في مختلف الدوائر الانتخابية في المحافظات الثماني. واستبق الرئيس حسني مبارك يوم الانتخابات بكلمة وجهها إلى الشعب المصري أكد فيها أن الانتخابات"ستخطو بمصر خطوة مهمة وستضيف إلى ما حققته الانتخابات الرئاسية لمسيرة الديموقراطية والاصلاح"، لافتاً إلى أن أصوات الناخبين"هي التي ستحدد شكل ومعالم هذا البرلمان ليقوم بمهمات ومسؤوليات تلك المرحلة الجديدة، وينهض بدوره حيال الاصلاحات الدستورية والتشريعية". وأعرب عن تطلعه لانتخابات"تشهد تنافساً شريفاً تعزز التعددية وتثري بنياننا الديموقراطي وتستكمله"، وأشار إلى أن الانتخابات يشرف عليها"قضاء مصر العادل"ويراقبها الشعب والمجتمع المدني بجمعياته الأهلية وتتولاها اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية وفق أحكام القانون. وطالب مبارك الناخبين بالمشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم"لأن مشاركة أبناء الوطن هي مفتاح النجاح لتلك الانتخابات". وقال وزير العدل رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات المستشار محمود أبو الليل إن اللجنة"تتطلع بكل التقدير والاجلال والثقة في استجابة رجال القضاء لما خلصت إليه اللجنة العليا من السماح لمنظمات المجتمع المدني المصرية بمتابعة الانتخابات خارج اللجان الفرعية والعامة وداخلها تحقيقاً للشفافية الكاملة وإقراراً للطمأنينة في القلوب"، موضحاً أن اللجنة اصدرت بطاقات خاصة لممثلي المنظمات المشهرة قانوناً تتيح لحامليها دخول لجان الاقتراع والفرز بعد استئذان القاضي رئيس اللجنة. وأشار إلى أن اللجنة العليا سمحت بالأمر ذاته لممثلي أجهزة الإعلام المصرية والعربية والعالمية وتولت الهيئة العامة للاستعلامات إصدار البطاقات الخاصة بهم، وأشار وزير العدل إلى أن هذا التوجه من اللجنة العليا للانتخابات مبناه أنه"ليس لدينا ما نخفيه عن أمتنا أو عن العالم بأسره من تأكيد الحرص على الشفافية والحيدة التامة"، مؤكداً ثقته في أن"يؤدي رجال القضاء هذه المهمة القومية الجليلة بأرفع درجات الأداء المشرف"، مشيراً إلى أن العالم"يرقب هذه النقلة الحضارية التي تمر بها مصر على أيدي قضائها وقضاتها على طريق الاصلاح الذي يقوم على ترسيخ الديموقراطية وتأكيد سيادة القانون". وأكد مسؤول أمني هو اللواء حمدي عبدالكريم أن أجهزة الشرطة التزمت تعليمات وزير الداخلية السيد حبيب العادلي بضرورة الالتزام بالحياد الايجابي خلال سير العملية الانتخابية. وقال اللواء عبدالكريم في تصريحات أدلى بها أمس إن غرفة العمليات في الوزارة لم تتلق حتى الظهر أي اخطارات في شأن وقوع مخالفات أو انتهاكات لسير العملية الانتخابية سواء من الناخبين أو المرشحين. وأضاف أن الاجهزة الامنية تقوم بدورها في تأمين العملية الانتخابية من كل جوانبها وظلت على حيادها، ولم يدخل أي ضابط أياً من اللجان الانتخابية إلا بناء على طلب رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات. وأشار الى أن مديرية الأمن في القاهرة أقامت سرادقات بكل قسم ومركز شرطة مجهزة بأجهزة الكومبيوتر لإرشاد الناخبين عن مقار دوائرهم الانتخابية والاطلاع على اسمائهم في اطار التعليمات بضرورة تيسير مهمة الناخبين ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بكل حرية وشفافية كاملة. كما خصصت مديرية أمن الجيزة في كل قسم ومركز ضابطاً في كل دائرة لإرشاد الناخبين الى مقار لجانهم الانتخابية. وذكرت"وكالة أنباء الشرق الاوسط"أن منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان والمجلس القومي المصري لحقوق الانسان لم تتقدم بأي شكاوى أو اعتراضات على أداء عملها والتي باشر اعضاؤها متابعة الانتخابات من داخل مراكز التصويت وخارجها"بكل سهولة ويسر". وفي المقابل، تحدث مرشد"الإخوان المسلمين"السيد محمد مهدي عاكف عن عمليات تزوير جرت لمصلحة مرشحي الوطني. وأبدى عاكف بعدما أدلى بصوته أسفه لإصرار الحزب الحاكم على ما وصفه ب"تغييب إرادة المواطن". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن عاكف قوله للصحافيين بعد ادلائه بصوته ان"النظام مصمم على فساده ومعي تقارير من كل مكاتب الاقتراع تدل على ان الحزب الوطني يستخدم اساليبه القذرة في التزوير". واضاف:"ليست هناك شفافية ولا حرية وإنما هو تزوير كامل"، مديناً ما وصفه ب"الاساليب غير الكريمة وغير المحترمة سواء كانت في الصحافة القومية او في التلفزيون". وأعرب عن غضبه بصفة خاصة من برنامج للتلفزيون المصري الحكومي اذيع مساء الثلثاء وتضمن هجوماً شديداً على الاخوان. وتحدث عما اسماه ب"اساليب التزوير الناعم التي هي اخطر من التزوير المباشر والمفضوح"، وأشار في هذا السياق الى"الاعداد الكبيرة من موظفي الحكومة وشركات القطاع العام التي تم قيدها قيد جماعي بالمخالفة للقانون والى اتوبيسات حكومية وغير حكومية تحمل هؤلاء الناخبين الى مكاتب الاقتراع وتجبرهم على انتخاب مرشحي الحزب الوطني الحاكم". وقال ان أئمة بعض المساجد التابعة للحكومة خارج القاهرة دعوا أول من امس عبر مكبرات الصوت الى عدم التصويت لمرشحي الاخوان. وأكد المرشد العام للاخوان ان الحزب الوطني يشتري الاصوات في دائرة مدينة نصر شمال شرقي القاهرة مقابل 500 جنيه حوالي 90 دولاراً. يذكر ان الاخوان رشحوا في مدنية نصر الاستاذة في جامعة الأزهر مكارم الديري وهي السيدة الوحيدة على لائحتهم الانتخابية التي تضم 125 عضواً. وتنافس الديري رجل اعمال تقدر ثروته بالملايين مرشح عن الحزب الوطني هو مصطفى السلاب. وأوضحت مكارم الديري التي كانت بصحبة عاكف خلال ادلائه بصوته، ان 1700 سيدة من الموظفات والاساتذة في جامعة الازهر مسجلات في لجنة بمدرسة صفية زغلول بمدينة نصر لم يتمكن من الادلاء بأصواتهن لأنهن وجدن ان الاسماء في الكشوف غير مطابقة لاسمائهن في حين انهن استطعن خلال الانتخابات الرئاسية قبل شهرين المشاركة في التصويت بلا مشاكل في مكتب الاقتراع نفسه. وقال عاكف:"تعاملنا مع النظام بأرقى الاساليب ... فلم نهاجم احداً ولم نشتم ولم نخض الانتخابات بكل قوتنا الانتخابية وانما بعدد متواضع حتى لا نستفز العقلية الاستبدادية في الحكم ولاننا لا نريد صداماً، وإنما نسعى الى مساعدة الناس على الاصلاح وقد فوجئنا بهذه الاساليب في التزوير". وشهدت دائرة الساحل في شمال القاهرة حادث إطلاق نار إذ أطلق مرشح الحزب الوطني لمقعد الفئات علي رضوان الرصاص على مجموعة من المواطنين فأصاب اثنين تم نقلهما إلى مستشفى شبرا العام ومستشفى الساحل، وانتقلت الشرطة إلى موقع الحادث أمام مدرسة منية السيرج الابتدائية. وكان مرشح الوطني يتفقد لجان المدرسة ومعه مجموعة من حراسه واستجاب لاستفزاز بعض المواطنين الذين أفصحوا عن عدم تأييدهم له فأخرج سلاحاً نارياً - خرطوش - وأطلق طلقة أصابت مواطناً يدعى أشرف الطحان وآخر يدعى وليد، وبعدها أطلق حراسه طلقات أخرى فطاردهم أهالي المنطقة، فاختبأ رضوان داخل المدرسة حتى حضرت قوات الشرطة بقيادة رئيس المباحث وأمنت خروجه واصطحبته إلى قسم الشرطة. وأثار الحادث سكان المنطقة فخرجوا في مسيرات في الشوارع وفي سيارات تحمل مكبرات صوت تدعو لاسقاط المرشح الذي اطلقوا عليه لقب"البلطجي". وأتاح الحادث الفرصة لأنصار الدكتور حازم فاروق مرشح"الإخوان المسلمين"ليكتسب المزيد من التأييد لانتخابه مع المرشح الآخر للحزب الوطني عمال وهو سيد رستم. وشهدت دائرة شبرا تحالف مرشح الحزب الوطني عمال رضا وهدان - من خلال شقيقه القاضي وهدان وهدان - مع المرشح المستقل فئات فادي الحبشي. وأدى هذا التحالف الى إغلاق إحدى لجان مدرسة العطار نصف ساعة بعد إخراج مندوبي المرشحين منها، ما أثار ثائرة بقية المرشحين الذين اعتصموا داخل المدرسة رافضين استمرار عملية التصويت بها إلا بعد معالجة آثار إغلاق اللجنة وتسجيل طعونهم. وكانت اللجنة شهدت إقبالاً ضعيفاً في الدوائر الأربع لشمال القاهرة وهي شبرا وروض الفرج والمعهد الفني والساحل. لكن سُجل اقبال في لجان قليلة ومنها مدرسة فريد أبو حديد سيدات وقامت الشرطة بمنع دخول الرجال إليها. وقام الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المال ومرشح الحزب الوطني فئات في دائرة المعهد الفني بجولة طويلة تفقد خلالها اللجان ومعه زميله المرشح الآخر محمد سوستة. كما أدلى البابا شنودة بصوته في مدرسة محمد فريد في شبرا. وشهدت اللجنة إقبالاً مكثفاً من جانب الأقباط الذين يمثلون غالبية سكان المنطقة، وتولى موظفو وزارة المال الذين استبعدوا من حق الانتخاب بحكم قضائي بسبب قيدهم الجماعي عملية توزيع الأوراق التي تدعو الى انتخاب الوزير وحليفه عن العمال. وواجه غالي الذي أصبح في حكم المؤكد نجاحه من الجولة الأولى أو على الأقل الإعادة مع منافسه مع مرشح حزب الغد الدكتور مدحت عبدالهادي النائب السابق للدائرة الذي شغل عضوية المجلس لدورتين قبل دخول غالي المنافسة. واصطف شارع شبرا الرئيسي في المنطقة بقرابة 200 لافتة من القماش تدعو لانتخاب غالي وسوستة، إلا أن اللافت فيها أنها كتبت باللون الأزرق الذي تختص به جماعة الإخوان المسلمين نفسها في دعايتها. وبدا مؤكداً أن غالبية الدوائر ستشهد جولة إعادة بعد اسبوع نظراً لكثرة عدد المرشحين. وشهدت بعض الدوائر الانتخابية البالغ عددها 82 دائرة إقبالاً ضعيفاً في الصباح باستثناء بعض الدوائر وإن بدا مرشحو الإخوان يحصدون العديد من الأصوات، فيما شهدت بعض دوائر القاهرة إقبالاً شديداً مثل دائرة السيدة زينب والتي تشير فيها المؤشرات إلى نجاح مرشحي الوطني فيها الدكتور أحمد فتحي سرور ومجدي عبد الفتاح. وشهدت دائرة الجيزة أيضاً إقبالاً كبيراً من الناخبين، وتفيد المؤشرات بنجاح محمد أبو العينين من الجولة الأولى على مقعد الفئات. وداخل دائرة المطرية بدت اسهم مرشح الإخوان محمود مجاهد في تصاعد، ولم يكن الأمر واضحاً في دائرة قصر النيل لشدة المنافسة على مقعد الفئات بين مرشح الوطني الدكتور حسام بدراوي والمرشح المستقل هشام مصطفى خليل الذي كان استقال من الحزب الوطني ليخوض المعركة مستقلاً، ومرشح التيار الإسلامي الدكتور جمال عبد السلام. وشهدت دائرة باب الشعرية مزاعم برشاوى انتخابية مقدمة من مرشحي الوطني في مواجهة مرشح حزب الغد الدكتور أيمن نور الذي واجه صعوبات داخل الدائرة. وقال نور ل"الحياة"إن منافسه كان يوزع أموالاً على الناخبين وان سيارات نقلت موظفين ليدلوا بأصواتهم لمصلحة مرشح الوطني. وفي دائرة الزيتون يُرجح فوز مرشحي الحزب الوطني الدكتور زكريا عزمي ومصطفى عبدالوهاب. وفي دائرة النزهة بدا فوز الدكتور حمدي السيد وعمر الرفاعي وهما من الحزب الوطني مرجحاً.