أدلى الناخبون المصريون أمس بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان المصري) لشغل 74 مقعداً يتنافس عليها 439 مرشحاً، بينهم 78 مرشحاً ينتمون إلى الحزب الوطني الديموقراطي (الحاكم) و15 مرشحاً من جماعة الإخوان المسلمين. وأعلن في وقت سابق فوز 14 مرشحاً عن الحزب الوطني في 12 دائرة بالتزكية. واتسمت العملية الانتخابية بأجواء هادئة في غالبية المحافظات والسخونة فقط في الدوائر التي يتنافس على مقاعدها مرشحون منتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، في حين صاحبت هذه الجولة التي شهدت اقبالاً محدوداً من الناخبين أحداث عنف ومشاحنات بين أنصار عدد من المتنافسين، في حين جرح شخص في محافظة البحيرة (دلتا النيل) بطلق ناري عندما اطلق ضابط شرطة الرصاص في اتجاهه، واعتقلت الشرطة العشرات من أعضاء جماعة الإخوان. وتؤكد المؤشرات ضمان الحزب الحاكم الحصول على ثلثي المقاعد المتنافس عليها (50 مقعداً) نتيجة لانعدام المنافسة، فيما ظلت المنافسة حامية حتى اللحظات الأخيرة لغلق باب الاقتراع على 24 مقعداً. ورصدت «الحياة» وجوداً مكثفاً لعناصر الشرطة في محيط لجان الاقتراع، وهو الأمر الذي أثار حفيظة عدد من مرشحي المعارضة الذين اشتكوا من قيود ومنع الشرطة توجه بعض الناخبين إلى مراكز التصويت. وخضعت العملية الانتخابية التي استمرت حتى السابعة من مساء أمس لإشراف قضائي على اللجان العامة للانتخابات، وعددها 55 لجنة عامة تتولى في الوقت ذاته الإشراف على مختلف اللجان الفرعية وعددها 35 ألف لجنة، يتولى إدارتها 175 ألفاً من الموظفين العاملين بالدولة والقطاعات والهيئات العامة. وبينما اشتكت جماعة «الإخوان» وعدد من أحزاب المعارضة من قيود تواجه مرشحيهم، تحدثت منظمات حقوقية عن عمليات حشد جماعي للناخبين وتسويد للبطاقات ومنع عشرات المراقبين من ممارسة دورهم، الأمر الذي يهدد نزاهة الانتخابات والتي تجري للمرة الأولى في ظل عدم اشراف قضائي كامل على عملية الاقتراع بعد التعديلات الدستورية التي اجريت العام 2007. وقالت «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» إن مراقبيها رصدوا انتشار ظاهرة التصويت الجماعي لبعض مرشحي الحزب الوطني في محافظات حلوان والإسكندرية والقليوبية وتقديم الرشى الانتخابية في محافظة كفر الشيخ عندما قامت مرشحة الحزب الوطني هدى الطبلاوي بتوزيع وجبات غذائية على الناخبين وأفراد الأمن ورؤساء اللجان وتسويد البطاقات في محافظتي بني سويف والمنيا (صعيد مصر) والغربية (دلتا النيل) لمصلحة مرشح الوطني، اضافة إلى الاعتداء على عدد من وكلاء المرشحين في محافظات المنوفية والمنيا وقنا (جنوب البلاد) كفر الشيخ (اعالي النيل) من قبل بعض «البلطجية» ومنع المراقبين والناخبين من دخول اللجان الانتخابية. كذلك شهدت الاجواء الانتخابية عدداً من الاشتباكات والمشاحنات بين أنصار المرشحين في محافظتي الغربيةوبني سويف استخدمت فيها العصي والحجارة ما ادى إلى سقوط عدد من الجرحى. في حين قالت جماعة الإخوان المسلمين إن أحد ضباط الشرطة ويدعى أحمد الملا اطلق النار على أحد أنصار مرشح الإخوان في دائرة حوش عيسى التابعة لمحافظة البحيرة (شمال القاهرة) ويدعى ياسر فايز مهدي عرابي ما ادى إلى اصابته بطلق ناري. ونفى عضو مكتب ارشاد الإخوان الدكتور عصام العريان انباء تواترت في شأن انسحاب مرشح الجماعة في البحيرة محمد الزيات، مؤكداً ل «الحياة» ان جماعته مستمرة حتى اعلان النتيجة. لكن العريان أعلن أن جماعته سترفع دعاوى قضائية لوقف الانتخابات بعد عمليات التزوير التي جرت فيها. وإذ اشتكى العريان من قيود واجراءات قمعية واجهت مرشحي الإخوان ومناصريهم، توقع نجاح خمسة على الأقل من مرشحي الجماعة، معتبراً حدوث ذلك نجاحاً كبيراً. وقال إن النظام في مصر «أفسد الحياة السياسية». وشكا مرشح حزب الغد الليبرالي المعارض أحمد عبدالمالك صقر عن دائرة أبو حمص التابعة لمحافظة البحيرة مما اعتبره «تزويراً وبلطجة» لمصلحة مرشحي الحزب الوطني هناك، مشيراً ل «الحياة» إلى أن اجهزة الأمن منعت أنصاره من الوصول إلى مقار اللجان للإدلاء بأصواتهم. كذلك شكا السكرتير العام لحزب الوفد منير فخري عبد النور من «انتهاكات» وقعت في بعض الدوائر حيث تم منع مندوبين وناخبين من الوصول إلى اللجان. وأكد عبدالنور ل «الحياة» أن ثلاثة من مرشحي الحزب «يسيرون بخطى ثابتة في دوائرهم». وأشار الأمين العام لحزب التجمع اليساري المعارض سيد عبدالعال إلى «عمليات تزوير» زعم أنها وقعت في دوائر المنتزه في محافظة الاسكندرية الساحلية ومحافظة قنا التي يتنافس فيها عدد من مرشحي التجمع. في المقابل، أكد الأمين العام للحزب الوطني رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف التزام الحزب الحاكم بتوجيهات الرئيس حسني مبارك في يوم الانتخابات في شأن ضرورة الالتزام بكل ما هو صادر عن اللجنة العليا للانتخابات وأن يكون أعضاء الحزب قدوة ومثلاً بما يعطي الثقة بالحزب والعملية الانتخابية بوجه عام.