أعلنت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات البرلمانية في مصر النتائج النهائية للمرحلة الأولى من الانتخابات التي جرت جولة الإعادة فيها أول من أمس . وحملت نتائج جولة الإعادة مفاجآت من العيار الثقيل، بنجاح 32 من مرشحي الإخوان المسلمين مقابل سقوط عدد من أقطاب الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم . وأسفرت النتائج النهائية عن فوز الحزب الوطني ب 68 مقعدا، وهي نتيجة مخيبة لتوقعات قيادات الوطني التي كانت تخطط لحسم 90٪ من مقاعد هذه الجولة ليستريح الحزب في المرحلتين القادمتين، وفاز الاخوان ب34 مقعدا وهي نتيجة كبيرة للاخوان الذين أعلنوا أنهم سيفوزون بخمسين مقعدا في المراحل الثلاث، بينما أكد الحزب الوطني أنهم لن يحصلوا الا على 30 مقعدا، وهو ما حققوه وأكثر في المرحلة الأولى، وفاز المستقلون ب 56 مقعدا، ويحتمل سعي الحزب الوطني لضمهم جميعا تعويضا عن أعضائه الذين فشلوا في الانتخابات وفاز تحالف المعارضة ب 8 مقاعد : 2 للوفد و2 للتجمع وواحد لحزب الكرامة وواحد لشرفاء الغد وواحد لجبهة التغيير وواحد للحزب الناصري. مفاجآت الفوز والخسارة وعلى رأس المفاجآت التي أسفرت عنها الانتخابات فشل بعض رموز الحزب الوطني أمام الاخوان والمعارضة والمستقلين منهم الدكتور حسام بدراوي في دائرة قصر النيل في مواجهة منافسه المستقل هشام مصطفى خليل على مقعد الفئات، والنائبة المخضرمة فايدة كامل، ورجل الأعمال طلعت القواس وثريا لبنة وممدوح ثابيت مكي أمام الدكتورة شاهيناز النجار، والنواب المخضرمون حشمت فهمي في حدائق القبة، علي رضوان في الساحل بشبرا، مصطفى عامر في المنيا، وأحمد شيحة في الدرب الأحمر بينما أفلت بصعوبة رجل الأعمال مصطفى السلاب في دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة بعد معركة عنيفة مع مكارم الديري مرشحة الإخوان والدكتور سيد مشعل وزير الانتاج الحربي والدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء وبدر القاضي في دائرة بولاق ابو العلا . كما أكدت النتائج النهائية فوز مرشح الوفد أحمد ناصر في كرداسة ليكون أول مرشح وفدي يدخل المجلس النيابي، ورجب هلال حميدة مرشح حزب الغد المعارض في عابدين، والذي عاد إلى البرلمان بعد أن أسقطت عضويته في الدورة قبل الماضية بسبب حكم قضائي، ودخل الصحافي مصطفى بكري في دائرة حلوان عن الجبهة الوطنية للتغيير، وطلعت السادات عن حزب الأحرار بدائرة تلا بمحافظة المنوفية وشقيقه أنور السادات في الدائرة نفسها . أحداث عنف ودماء وعلى الرغم من إصدار وزارة الداخلية المصرية بيانا أكدت فيه أنه لم تحدث أعمال عنف كبيرة تعكر صفو الانتخابات باستثناء ما وصفته ب «حوادث عادية»، فإن منطقة إمبابة شهدت قيام متظاهرين بإحراق مقر الحزب الوطني الحاكم في المنطقة بعد الإعلان عن فوز مرشح الوطني إسماعيل هلال على حساب مرشح الإخوان معتبرين أنه نجح بالتزوير . كما قام مؤيدون لمرشحي الحزب الوطني بمنع جماعة أنصار الإخوان من الوصول إلى بعض الدوائر للادلاء بأصواتهم . وقالت منظمات حقوقية ان عمليات ترهيب واسعة النطاق وشراء أصوات واقتراع غير مشروع وقعت في لجان انتخاب في المحافظات التي جرت فيها الاعادة . ووقع حادث اطلاق نار بين أنصار اثنين من المرشحين في احدى دوائر القاهرة أصيبت فيه امرأة كما وقعت مناوشات بين مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ومؤيدي مرشحي الاخوان المسلمين. وسجلت اللجنة في بيانها أربع هجمات حرض عليها مؤيدو الحزب الوطني الذي يسيطر على 85 في المائة من مقاعد مجلس الشعب المنتهية ولايته، وقالت ان «العنف اتسع إلى حد مهاجمة ناخبين لانهم لم يصوتوا لمرشح الحزب الوطني وشمل العنف مراقبي اللجنة المستقلة الذين بلغ عددهم في هذه المرحلة 3435 مراقبا حسب اللجنة العليا للانتخابات . وألقى مؤيدو مرشح الحزب الوطني في أطفيح بالجيزة الحجارة وأطلقوا الرصاص على مراقب اللجنة المستقلة في محاولة لمنعه من دخول مركز اقتراع . وقالت المنظمة المصرية لحقوق الانسان، كبرى المنظمات الحقوقية في مصر، إنها تلقت بلاغات بوقوع حالات عنف وبلطجة من قبل أنصار مرشحي الحزب الوطني في مواجهة المرشحين المنافسين من المعارضة والاخوان المسلمين فضلا عن وقوع اعتداء بالضرب على مراقبي المنظمة المصرية لحقوق الانسان . وقالت الحملة الوطنية لمراقبة الانتخابات انه في دائرة باحدى قرى المنوفية «تم حشد عدد كبير من أنصار الحزب الوطني الحاكم يدعمهم عدد من محترفي البلطجة في مواجهة أنصار مرشح الاخوان المسلمين». وقال شهود عيان ان مشاجرات وقعت بين أنصار اثنين من المرشحين من غير الاخوان المسلمين في دائرة مصر القديمة بالقاهرة وان تبادلا لاطلاق النار وقع بين الجانبين مما أدى إلى اصابة امرأة وقالت منظمة سواسية لحقوق الانسان ان عدة أشخاص أصيبوا بالرصاص بعد معركة بالأيدي والسكاكين بين مرشح الحزب الوطني الديمقراطي والمرشح المستقل في الدائرة. وقالت الشرطة انها ليس لديها بلاغ بالحادث. وقال شاهد عيان في أسيوط ان بلطجية يقفون أمام عدد من اللجان لمنع ناخبين من الدخول وأن بعض الناخبين ومؤيدي مرشح من الاخوان تعرضوا للضرب بعصي وأصيب أحدهم في العمود الفقري وحاول البلطجية الاعتداء على فريق تصوير تليفزيوني اعتقدوا أنه صور التحرشات . وتابع أن مئات من أعضاء الاخوان المسلمين احتشدوا خارج لجان اقتراع وأخذوا يرددون هتافات منها «لا اله الا الله» و«في سبيل الله قمنا» من أجل تحفيز الناخبين على الاقتراع بينما احتشدت أعداد ضخمة من قوات الامن خارج بعض اللجان لإدخال الناخبين فرادى. وقال متحدث ان مرشحة الاخوان المسلمين في دائرة مدينة نصر بشرق القاهرة مكارم الديري فوجئت باضافة أسماء ناخبين إلى القوائم بعد الجولة الاولى «بالمخالفة للقانون الذي يمنع أي اضافات أثناء ممارسة العملية الانتخابية». ونقلت حافلات مئات الناخبين المسجلين جماعيا في الدائرة للتصويت لمصطفى السلاب مرشح الوطني، وقال أحد هؤلاء الناخبين رافضا ذكر اسمه ان ناخبين جاءوا من مصنع يملكه السلاب في محافظة المنوفية إلى الشمال من القاهرة.