شهد اليوم الأول لجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية المصرية أمس إقبالا متوسطا في المجمل من جانب الناخبين ، وتميزت بعض المحافظات مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية والمنيا وسوهاج بالإقبال الكثيف، فيما تدنى الإقبال في محافظات أخرى مثل الغربية والدقهلية والسويس. ووزعت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة منشورات تحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة، تحت عنوان "مصر تسطر مجدا جديدا" جاء فيها: "شعب مصر الوفي.. أثبتم للعالم أجمع في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة أنكم صناع 7 آلاف سنة حضارة، وها أنتم تذهبون إلى جولة الإعادة من أجل تحقيق آمالكم العظيمة". وطبع على المنشورات صورة للأهرامات وبرج القاهرة وصندوق انتخابي ولجنة انتخابية، يحميها جنود القوات المسلحة وعدد من المعالم الحضارية التي تؤكد التاريخ الطويل للرقى المصري عبر حضارة تجاوز عمرها 7 آلاف سنة. وأكدت مصادر عسكرية أن المنشورات تستهدف حث جموع الشعب المصري على المشاركة في التصويت بإيجابية وطمأنة الناخبين بأن القوات المسلحة تحمى إرادة الشعب، لافتا إلى أن تلك المنشورات تم توزيعها في جميع اللجان بمختلف محافظات مصر. وأعدت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة عددا من العربات المتخصصة في الدعم النفسي وحث المواطنين على المشاركة بالتصويت في جولة الإعادة ، والمساهمة في رفع الروح المعنوية لضباط وأفراد القوات المسلحة الموجودين في مختلف محافظات الجمهورية، والتأكيد على أن ما يقومون به مهمة وطنية سامية هدفها الأساسي خدمة الوطن والمساهمة في الارتقاء بشأنه وتحسين أوضاعه على جميع المستويات. وحملت سيارات أفواج العمليات النفسية مكبرات صوتية ضخمة تردد الأناشيد والأغاني الوطنية ورسائل المساندة والدعم النفسي للمواطن لحثه على المشاركة في التصويت، ورسائل تؤكد أن القوات المسلحة تساند جميع فئات الشعب المصري وتعمل على استقرار البلاد، بالإضافة إلى توزيع منشورات على مستوى جميع الجيوش والمناطق العسكرية لحث المواطنين على المشاركة في جولة الإعادة. ومع بدء الجولة الثانية والأخيرة، جددت الجماعة الإسلامية دعمها الكامل للدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين. ودعت الجماعة في بيان لها أمس جموع المصريين للنزول للإدلاء بأصواتهم، مضيفة: "مع كامل احترامنا وتقديرنا لأصحاب دعوى المقاطعة والانسحاب، إلا أنه في ظل الظروف الراهنة فإنه يجب إنهاء المقاطعة والاصطفاف خلف مرشح الثورة، لضمان فوز الدكتور مرسي بفارق كبير، وذلك لكشف محاولات التزوير بصورة واضحة. وناشدت الجماعة الإسلامية جميع أطياف الثورة المصرية تشكيل مجلس لحماية الثورة ليحدد الموقف الموحد حال تزوير الانتخابات، وليقوم بمراقبة أداء الرئيس، ولتحقيق أهداف الثورة والحفاظ على منجزاتها. كما دعت الجماعة الإسلامية أبناءها، في جميع المحافظات، لبذل كامل وسعهم للحفاظ على الثورة وأهدافها والاستعانة بالله على ذلك واليقين في نصره سبحانه وبذل الطاعة له سبحانه استجلابا لرحمته ولتنزيل نصره. ومن جانبه أكد الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب المنحل والقيادي الإخواني، أن المصريين لن يقفوا في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق على الحياد أمام محاولة إعادة إنتاج النظام السابق بكامل منظومته القمعية البوليسية السلطوية، التي رأينا عينة من قراراتها خلال الأيام القليلة الماضية، على حد قوله. وأضاف البلتاجي، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه في كل الأحوال سنبدأ حلقة جديدة من مسيرة النضال السياسي ابتداء من الغد المقبل، مطالبا الجميع بأن يجددوا العهد وألا يستجيبوا لرسالة اليأس والإحباط التى قصدوها من وراء القرارات والأحكام الأخيرة، وقال :"سنستمر في نضالنا ولن نتوقف، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا. على جانب آخر، أشار البلتاجي إلى أن كبار فقهاء الدستور والقانون (طارق البشرى- عاطف البنا- أحمد مكي وغيرهم) يؤكدون أن منطوق حكم المحكمة الدستورية بشأن حل مجلس الشعب لا يتعلق سوى بالمقاعد الفردية، ولا يمتد ليشمل القوائم الحزبية ولا ينبني عليه بذاته حل المجلس، مضيفا أن أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور بدأوا التداعي للانعقاد العاجل للجمعية لتضطلع بواجباتها كجهة وحيدة لها صلاحية التعامل مع المقترحات الدستورية. وكانت حملة الفريق أحمد شفيق نشرت منذ أيام تحذيرا للناخبين، من تقديم البعض لهم أقلاما تحمل حبرا متطايرا يزول بعد فترة، ما يجعل الورقة التي وضع فيها الاختيار لشفيق فارغة وتصبح باطلة. كما حذر ناشطون على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" من استخدام أقلام حبر خاصة تنتشر لصالح أحد المرشحين الرئاسيين ، موضحين أن هذه الأقلام تقوم بعمل الحبر السري الذي يتطاير بعد فترة من استخدامه في اللجان الانتخابية. وأوضح الناشطون أن المصادر التي حذرت من استخدام هذه الأقلام تقول "إن هذه الأقلام الخاصة يقوم بتوزيعها أنصار احد المرشحين الذي فاز في الجولة الأولى من الانتخابات في لجان محافظتي المنوفية والشرقية بعدد كبير من الأصوات "في إشارة إلى أحمد شفيق". وأصدرت لجنة انتخابات الرئاسة أمراً لقوات الجيش والشرطة المكلفة بتأمين العملية الانتخابية بالقبض الفوري على أي شخص يقوم بتوزيع أو بيع أقلام للناخبين أمام اللجان وإحالته للنيابة فورا. وقال المستشار حاتم بجاتو، أمين عام لجنة انتخابات الرئاسة، إن هذا القرار يأتي لمنع أية محاولة للتلاعب بأصوات الناخبين بعد ما توارد من أنباء عن توزيع أقلام يتطاير حبرها بعد دقائق لتصبح بطاقة التصويت فارغة بعد أن يدلي المواطن بصوته فيها ما يجعل البطاقة باطلة وتستبعد من الصندوق. وأكد بجاتو أن من سيتم القبض عليه يبيع أقلاما أو يوزعها أمام اللجان فسيواجه بتهم ارتكاب جريمة انتخابية بهدف منع المواطنين من إيصال آرائهم وأصواتهم في العملية الانتخابية. وأوضح أن لجنة انتخابات الرئاسة وفرت أقلاما موثوقا بها باللجان الفرعية من أجل أن يستخدمها المواطنون في الإدلاء بأصواتهم، وتم توجيه القضاة بمنع أي مواطن من استخدام أقلام غير الموجودة باللجان ، وأشار إلى أن اللجنة وجهت القضاة بختم بطاقات التصويت والتوقيع على ظهرها قبل تسليمها للناخبين زيادة في الحرص من أجل مواجهة أوراق التصويت التي تم تسريبها من المطابع الأميرية قبل بدء الانتخابات حتى إذا وصلت للصندوق يتم استبعادها في الفرز فورا. وأعلن مصدر مسئول أن لجنة الانتخابات الرئاسية طلبت إجراء تحقيق عاجل في واقعة اكتشاف أحد القضاة الذي يرأس لجنة انتخابات فرعية تابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية، وجود 24 بطاقة تصويت مسودة سلفا لصالح المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسي، وذلك عندما قام القاضي بفتح الدفتر المغلف والذي يحوي بطاقات الاقتراع والذي كان قد تسلمه من المطبعة الخاصة عن طريق رجال الشرطة، حيث تبين أن تلك البطاقات مسودة بقلم جاف أزرق. وقال عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات الرئاسية المستشار عمر سلامة إن القاضي قام على الفور باستبعاد تلك البطاقات، وتسليم الناخبين بطاقات تصويت أخرى صحيحة للاقتراع، وأبلغ على الفور لجنة الانتخابات الرئاسية بتلك الواقعة لاتخاذ اللازم حيالها. وأكد المستشار سلامة ان التحقيق سيشمل كل من له صلة بتلك البطاقات قبل وصولها إلى لجنة الاقتراع لاتخاذ الإجراءات القانونية بغية التوصل إلى الفاعل الحقيقي الذي يقف وراء هذه الواقعة وتحميله المسئولية الجنائية. وأدلى المرشح الرئاسي أحمد شفيق بصوته أمس وسط حراسة مشددة من الجيش وأفراد الشرطة المدنية والشرطة العسكرية . ورفض شفيق الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام، وقامت قوات الأمن بإغلاق باب المدرسة، التي أدلى فيها بصوته، فور دخوله، واستمرت مظاهرات مؤيديه أمامها، وبعدها بدقائق خرج شفيق من الباب الآخر للمدرسة، وكانت هناك سيارة تابعه للجيش، تقوم بتصوير فيديو مستمر للقطات وصول وتصويت شفيق من أمام اللجنة. وتعرض شفيق للرشق بالأحذية عقب إدلائه بصوته فى الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي. كما شهدت اللجان منذ بدء عملية التصويت نشاطا ملحوظا لأنصار الحزب الوطني المنحل في بعض القرى ، وقاموا بالدعاية للفريق أحمد شفيق أمام اللجان، وقاموا بحشد الناخبين عن طريق السيارات والأتوبيسات . وقامت حملة أحمد شفيق بتحريك أتوبيسات سياحية مكيفة لنقل الناخبين من مساكن الموالح ببنها إلى مقار الاقتراع بدائرة المدينة، لصالح مرشحهم . كما أدلى الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، بصوته في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، بإحدى مدارس محافظة بني سويف " جنوبالقاهرة " . ورفض بديع الحديث مع وسائل الإعلام ، احتراما للصمت الانتخابي، داخل اللجنة، ولكنه قال بشكل مقتضب: "مصر اليوم في اختبار". من جانبه، أدلى الدكتور محمد مرسي، مرشح رئاسة الجمهورية عن حزب الحرية والعدالة التابع للجماعة بصوته في لجنة مدرسة الزقازيق الإعدادية في محافظة الشرقية، ودخل مرسي إلى مقر اللجنة بسيارته، ورفض النزول منها. الى ذلك اعلن المشير طنطاوي حل مجلس الشعب رسمياً تنفيذاً لحكم المحكمة الدستورية العليا الصادر الخميس.