لا تتبعي الموضة، بل كوني أنتِ، سواء تمتعتِ بجسد عارضات أزياء بمقاييس عالمية أم تعدى وزنك عشرات الكيلوغرامات... مهما يكن من أمر، فأنتِ جميلة. اقتنعي بنفسكِ من الداخل واظهري شخصيتكِ في ملابسك من دون أن تتحولي أسيرة الموضة"، نصيحة وجّهها أوليفييه لابيدوس إلى نساء العالم، في نهاية مقابلة خصّ بها"الحياة"في دارته في شارع فوش في عاصمة الموضة باريس. أوليفييه لابيدوس ابن تيد وفيرونيكا سوبيرت. بتعبير آخر هو ابن أحد أشهر مصممي أزياء العصر وصاحب أحد أذكى العطور العالمية، وابن ملكة جمال فرنسا لعام 1955 ومن ثمّ إحدى أبرز عارضات الموضة في عصرها. وُلِد أوليفييه في عام 1958، ترعرع في كنف متذوقي الموضة من الطراز الأول. خرج من المهد ليغوص في دهاليز دور الأزياء، مروراً بطفولة ترعرعت بين طيات الأقمشة وحدّة المقص ودقّة الإبر، إلى اسم يضيف بريقاً على تاريخ العائلة الضليع في سماء الموضة العالمية على امتداد جيلين على التوالي. "قلة هم ابناء مصممي أزياء وعارضات أزياء في العالم"، يقول أوليفييه لابيدوس، مصنّفاً عائلته عاملاً أساسياً في تحوّله مصمم أزياء."حبوت تحت طاولات المشغل الخاص لعائلتي. اختبأت خلف الأقمشة حتى أصبحت أشعرها بالفطرة، فكبرت في داخلي كحاسة إضافية"يقول. أوليفييه مونتاغو، أوليفييه روبير... وأسماء أخرى استعارها لابيدوس الابن، بعدما مُنع من استخدام اسمه الحقيقي في عالم الموضة من دار الأزياء والعطور التي حملت اسم والده"تيد لابيدوس"."بادئ ذي بدء، جاء المنع خوفاً من تعرّض اسم لابيدوس للمضاربة. بعدها أخذت الأمور تأخذ منحى آخر. لكن ومنذ اشهر قليلة، ربحت دعوة قضائية أعادت لي الحق باستخدام توقيعي"، يقول أوليفييه مؤكداً أنها المرحلة المنتظرة التي بدأت بعد 11 عاماً من العمل تحت مظلة"بيار بالمان"وغيرها من دور الأزياء. 25 حزيران يونيو 2005، شكّل نقطة تحول في مسيرة أوليفييه. فبعد تقديم ما يقارب ال 150 عرض أزياء بين عامي 1989 و1999 راوحت بين الازياء النسائية والرجالية، وتصميم فساتين الزفاف، من دون أن يستطيع توقيع أي منها باسمه، يتحضّر اليوم للمرحلة الجديدة في حياته المهنية التي ستكون ممهورة ب"توقيع أوليفييه لابيدوس". ألبسة جاهزة في متناول الجميع. هوت كوتور. العودة الى كنف الالبسة الرجالية التي تميز بتصميمها بعد والده، أربعة هواجس تشكل المسار الرئيس للمرحلة الجديدة في حياة أوليفييه. "من السهل جداً تصميم أغلى فستان في العالم، عبر ترصيعه بأغلى المجوهرات. لكن الصعوبة تكمن في تقديم المنتج العالي الجودة والأزياء الراقية بأسعار مدروسة، وفي متناول الفرد العادي"، يقول أوليفييه، مؤكداً أن التمكّن من وصول أزيائه الى الشريحة الأكبر من الناس هو هاجسه الأساسي. إذ أن المارين على السجادات الحمر ليسوا هدفه. ماركة جديدة ستُطرح في الأشهر القليلة المقبلة، علامة فارقة ستدخل عالم الموضة والسوق العالمية، تمنّى أوليفييه عدم ذكر اسمها في الوقت الحالي."وليدة"أوليفييه، ستدخل من الباب العريض الى عالم الموضة، وانظارها تتجه الى العامل والانسان ذي القدرة الشرائية المتوسطة. هاجس أول في سيعمل اوليفييه على تحقيقه وسيكون الأول في حمل توقيعه إلى جانب العمل على الخطوات الأخرى. يرى أوليفييه أنه استطاع أن يخطو خطوة مهمة في هذا المجال عبر العمل مع Pronuptia couture الدار التي صمم فيها فساتين الأعراس التي دغدغت مشاعر الفتيات اللواتي استطعن الحصول عليها. أوليفييه لابيدوس الذي يعشق الحياة الريفية البسيطة وأهلها الطيبين، كان أول القائلين بأهميّة التكنولوجيا في عالم الأزياء. وتمكن خلال عشر سنوات من العمل بالتعاون مع العديد من المجموعات الصناعية، والمختبرات على تطوير أقمشة وخيوط تستطيع تحقيق أفكاره. وتمكن من المزج بين الورود الطبيعية والأقمشة. واستطاع وضع microcapsule في التصاميم فيخرج الحرير او القطن او الصوف معطراً بالروائح الطبيعية. وتمكّن من جعل الاضاءة، الصوت والصورة، الموسيقى، والهاتف جزءاً من الأزياء التي يرتديها عارضوه وعارضاته. وتوصل بالتعاون مع شركة"سوني"الى طرح فساتين محمّلة بصورة الفيديو فيما وضع مع سيدريك بروشيه تصاميم من الأقمشة تحفظ الحرارة من الطاقة الشمسية. تطلعات وأفكار جعلت منه الأول في المزج بين التكنولوجيا العالية والأزياء لا سيما الراقية منها. عام 1997، وعلى خطى والده أيضاً تزوج أوليفييه من عارضة أزياء، إلاّ أنها من أصل عربي وبالتحديد لبنانية. يارا والدة طفلتيه أسهمت في نقل تطلعات أوليفييه الى العالم العربي."افتخر بأن زوجتي لبنانية وعربية. واحترم المرأة العربية، لأنها صاحبة ذوق رفيع، ومتتبعة شرهة للموضة. العالم العربي هدف أساسي في تطلعاتي، وحتماً سيكون لي العديد من المشاريع وعروض الأزياء هناك"، يقول أوليفييه. ماركة جديدة تنطلق في اقل من ستة أشهر، موقّعة باسم عرّاب الحرير والتكنولوجيا في خدمة الأزياء... ستكون حتماً علامة فارقة في عالم الموضة المعاصر.