سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطف شقيق رئيس البرلمان العراقي ومقتل 26 مسلحاً واعتقال 180 في القائم . بن حلي ضد إقصاء البعثيين من مؤتمر القاهرة والمحافظون الجدد يحتفون بالجلبي في واشنطن
في مؤشر الى المصاعب التي يواجهها وفد الجامعة العربية في بغداد، أعلن الأمين العام المساعد أحمد بن حلي أن"لا مانع من عقد مؤتمر المصالحة في العراق إذا وافق كل الأطراف"على ذلك. وأكد استبعاد رموز النظام السابق من المؤتمر، وعدم اقصاء البعثيين، مطالباً كل الأطراف بعدم"وضع شروط"مسبقة. على المستوى السياسي أيضاً، استقبلت وزيرة الخارجية الأميركية نائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي في مكتبها في وزارة الخارجية، وسط حفاوة من المحافظين الجدد. وسيلتقي خلال زيارته واشنطن نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد. أمنياً، خطف أمس شقيق رئيس البرلمان حاجم الحسني في كركوك وقتل 26 مسلحاً واعتُقل 180 آخرون في القائم، حيث استمرت عملية"الستار الفولاذي"التي تشنها القوات الأميركية والعراقية قرب الحدود مع سورية، في حين استهدفت سيارتان مفخختان مسجداً شيعياً في ضاحية الشعب في بغداد وأسفرتا عن سقوط ستة جرحى أحدهم بحال الخطر. الجامعة العربية دعت جامعة الدول العربية أمس كل الفرقاء العراقيين الى وقف العنف لخلق مناخ ملائم استعداداً لبدء حوار في المؤتمر الذي تنوي عقده في القاهرة في 19 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وقال بن حلي في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية العراقية:"نتطلع الى هدوء على الساحة العراقية ووقف كل أعمال العنف لتوفير مناخ وجو مناسبين للمؤتمر الذي ننوي عقده وتجري العملية السياسية والانتخابات المقبلة في جو سلمي". واضاف ان"هذه الدعوة موجهة الى جميع الاخوان الذين لهم علاقة بمثل هذه الأعمال". وزاد:"توصلنا الى اتفاق مع القوى السياسية وأطياف المجتمع العراقي على ان يكون انطلاق مؤتمر الوفاق الوطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة في 19 الجاري". واوضح ان"هناك ظروفاً حتمت عقده في القاهرة بسبب حضور أطراف دولية كالأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي". وتابع ان"هذا الاجتماع سيحضره عدد محدود من ممثلي القوى السياسية والشخصيات على ان تتوسع دائرة المشاركة في المؤتمر"المؤمل عقده مطلع العام المقبل. ورداً على سؤال عن إمكان عقد المؤتمر في بغداد، كما يريد بعض الأطراف، قال بن حلي:"اذا اتفق الاطراف على عقد المؤتمر في العراق فهذا شأنهم وليس هناك أي مانع". وأكد ان الجامعة العربية في هذه الحالة"ستعمل على عقده في العراق وبالشكل الذي يريده العراقيون". ورداً على سؤال عما اذا كانت هناك أطراف تنتمي الى حزب"البعث"المنحل ستشارك في المؤتمر، قال:"لقد كان مليونا عراقي ينتمون الى حزب البعث، فهل يجب اقصاؤهم كلهم من الحوار؟ طبعاً لا". وأضاف:"لكنّ هناك رموزاً عليها تبعات"وهؤلاء سيتم اقصاؤهم. وفي"زيارة مصالحة"الى واشنطن، التقى نائب رئيس الوزراء العراقي أحمد الجلبي الذي كان يلقب ب"الطفل المدلل"لوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وسط ترحيب من أركان"المحافظين الجدد"وعلى رأسهم ريتشارد بيرل الرئيس السابق لمجلس السياسات الدفاعية التابع للبنتاغون الذي قال:"هناك من يقول إن الجلبي مدبر مكائد. لكن في الحقيقة، كان أساسياً في كل تطور إيجابي في العراق". وكشفت وكالة"أسوشييتد برس"أن اجتماع الجلبي مع رايس عُقد بعيداً عن الصحافيين والمصورين خلافاً للعادة، إذ يُسمح للمصورين بتسجيل بداية لقاءات رايس مع مسؤولين رفيعي المستوى. ومعلوم أن الاجتماع الأخير لرايس مع الجلبي عُقد قبل سنتين عندما كانت مستشارة الأمن القومي الأميركي، وباجراءات مماثلة لضمان"سريته". ومن المقرر أن يلتقي الجلبي أيضاً خلال زيارته نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، لكنه لن يُستقبل في البيت الأبيض، لتفضيل الرئيس جورج بوش عدم لقاء أي مرشح قبل الانتخابات المقرر إجراؤها منتصف الشهر المقبل. جاء ذلك في وقت كشف خليل الدليمي محامي صدام حسين أن الرئيس العراقي المخلوع لا يسمع كثيراً عما يدور في العالم الخارجي، ويُمضي وقته في المعتقل العسكري الأميركي في الصلاة وقراءة القرآن وغيره من الكتب. وأعلن الدليمي أن هيئة الدفاع عن صدام ومعاونيه ستقاطع المحكمة، معتبراً أن"صدام أسير حرب"، داعياً الأممالمتحدة والولايات المتحدة الى الضغط على المحاكمة لتفرج عنه. وسيقرر القضاة الخمسة في محاكمة صدام مصيرها اثر اغتيال أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع. وأوضح رئيس المحكمة القاضي الكردي رزكار محمد أمين أن القضاة سيقررون خلال الأيام المقبلة مدى تأثر هذه المحاكمة بمقاطعة هيئة الدفاع ومقتل أحد أعضائها عادل الزبيدي أول من أمس. وقال أمين الذي ترأس اليوم الأول من المحاكمة في 15 تشرين الأول اكتوبر إن الحكومة مسؤولة عن أمن المشاركين في المحاكمة بما في ذلك المحامون، معتبراً أن الوقت حان لجلوس الأعضاء الخمسة في المحاكمة، ليبحثوا الوضع في ما بينهم بهدف التوصل الى قرار في الأيام المقبلة.