أظهر وزير الخارجية الاميركي كولن باول تراجعا عن معارضته ترشيح رئيس "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي لرئاسة سلطة عراقية انتقالية. وقال في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" التلفزيونية الاميركية ان الجلبي "شخصية معروفة جيداً، وهو ناضل وبذل قلبه وروحه من أجل إطاحة النظام العراقي على مدى سنوات عدة". وقال الوزير الاميركي إن الامر "يعود في النهاية لإختيار الشعب العراقي". إلا انه اعترف بأن واشنطن "سيكون لها دور في تشكيل تلك السلطة الانتقالية. واشار الى انه سيكون هناك ايضا دور حيوي للأمم المتحدة، خصوصاً في النشاطات الانسانية". ومعروف ان وزارة الخارجية كانت رشحت وزير الخارجية العراقي السابق عدنان الباجه جي لرئاسة سلطة او حكومة انتقالية، معتبرة ان الجلبي لا يتمتع بشعبية كبيرة داخل العراق. وذكرت مصادر وزارة الخارجية ل"الحياة" ان اجتماع المعارضة العراقية الذي سيعقد في الناصرية الثلثاء المقبل "ليس مخصصا لتكريس رئاسة الجلبي"، على رغم انها لم تستبعد ان يلعب الجلبي دورا ما في المرحلة المقبلة. ووصف نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز عملية اختيار شخصيات عراقية لرئاسة سلطة انتقالية وعضويتها بأنه "معضلة". وأوضح انه "كلما اقترحنا شخصاً ما، فإنه يتعرض لإتهامات بأنه تابع لواشنطن، ويتم التشكيك في صدقيته". وقال في لقاء عقده مع ممثلي وسائل الاعلام العربية في واشنطن اول من امس أن الادارة الاميركية تسعى الى تسريع عملية إعطاء "وجه عراقي سياسي" للمرحلة الانتقالية الى جانب الادارة المدنية الاميركية برئاسة الجنرال المتقاعد جاي غارنر، الذي سيعنى بالخدمات الاساسية وشؤون البنى التحتية بمساعدة عراقيين من التكنوقراط. كما تختلف وزارة الخارجية مع البنتاغون على حجم التغيير المطلوب في البيروقراطية العراقية. إذ فيما يرى باول أن العراق يمتلك مؤسسات بيروقراطية يمكن البناء عليها وتطويرها بعد عزل القريبين من الرئيس العراقي وكبار المسؤولين في حزب "البعث"، ترى وزارة الدفاع أن هناك حاجة الى تغيير جذري يزيل كل اعضاء حزب "البعث" من المواقع الرسمية. ويحظى الجلبي بتأييد نائب الرئيس الاميركي دك تشيني الى جانب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائبه ولفوفيتز.