أدى انتشار مقاهي الانترنت في المجتمعات المحافظة في العراق ومن بينها تكريت إلى نشوء ردود فعل أسرية واجتماعية سلبية. وألقت العائلات العراقية المسؤولية على الانترنت في تدني مستوى تعليم الطلبة في المدارس. بدأ ارتياد الشباب مقاهي الانترنت التي انتشرت في تكريت في شكل سريع ولافت، إثارة مخاوف الأسرة التي لم تكن معتادة على هذه الظاهرة من قبل. فالشاب الذي كان يقضي أوقات فراغه متسكّعاً في الشوارع العامة والاسواق أو مستقلاً سيارته، أصبح اليوم لا يفارق مقاهي الانترنت حتى وقت متأخر من الليل. اثار هذا الامر قلق الأسرة، واشتكى كثيرون من ظاهرة غياب الأبناء عن البيت لفترات طويلة، لا سيما طلبة المدارس الثانوية. فما إن يغادر الطالب المدرسة حتى يقصد مقاهي الأنترنت المنتشرة في شارع"اربعين"، احد اشهر شوارع تكريت، ويقضي فيها الوقت المتبقي لديه، عازفاً عن متابعة واجباته المدرسية. دفع هذا الأمر إدارات المدارس الى التشكّي من ضعف مستوى الطلبة في العام الدراسي الحالي. وعزا أحد المدرسين هذه الظاهرة إلى تدني مستوى الخدمات وافتقار الشباب إلى مكان سياحي جميل يقصدونه ويقضون فيه"متسعاً"من الوقت بعد الخروج من المدرسة وافتقارهم إلى وسيلة تسلية في البيت تريحهم من عناء الدراسة، خصوصاً مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. بالتالي، يجد الطلبة في مقاهي الانترنت التي تستخدم المولدات في تشغيل الحاسبات والانترنت فرصة للترفيه عن أنفسهم. ويشير المدرس ذاته إلى أن"مستوى التعليم تدنى في شكل كبير بسبب ارتياد الطلبة المقاهي للدردشة وعقد الصداقات وليس بحثاً عن فائدة علمية أو ثقافية". وتقول أم رائد من تكريت إن ابنها طالب في المرحلة المتوسطة و"هو يرتاد مقهى الانترنت بعد دوام المدرسة مباشرة. وقد اثر هذا في مستواه الدراسي، وأصبح مدمناً على الإنترنت". وتقول راجية إن زوجها"أصبح يتشاجر معها في شكل مستمر بسبب غياب ابنهما عن البيت لساعات طويلة يقضيها في مقاهي الانترنت". ودعا احد الآباء إلى إقفال هذه المقاهي"التي أفسدت عقول الشباب وغيرت من سلوكهم"، بينما يشير فيصل الى"ضرورة التوسع في إنشاء مثل هذه المقاهي والسماح للطلبة والشباب بارتيادها واستغلال الانترنت في أمور علمية تساعد الطالب في فهم المادة الدراسية في شكل أفضل. فالانترنت قرية صغيرة يستطيع فيها الطالب الإلمام بكل جوانب المعرفة". ولدى زيارة مقاهي تكريت، تجد أن أكثر الزبائن هم من شريحة الشباب بينما لا يشكّل الأساتذة الجامعيون والأطباء والعاملون في المهن الأخرى نسبة 01 في المئة. كما انهم يقضون مدة لا تتجاوز الساعة، في حين يقضي الشبان والطلبة فترات تتجاوز الساعتين أو أكثر.