وسط اجواء من القلق والشك بقدرة اي زعيم فلسطيني يفوز في الانتخابات الرئاسية على تحقيق وعوده بالسلام، وتراجع اسرائيل عن وعودها بتسهيل عملية الاقتراع يتوجه اليوم الى صناديق الاقتراع اكثر من مليون ومئتي الف فلسطيني لاختيار خلف للرئيس الراحل ياسر عرفات. وتشير معظم التوقعات الى فوز رئيس منظمة التحرير محمود عباس ابو مازن بفارق كبير بينه وبين بقية المرشحين الستة، خصوصاً مصطفى البرغوثي الذي قد يحصل على 20 في المئة من الاصوات. وتحظى هذه الانتخابات باهتمام دولي واسع، اذ يُنظر اليها كمدخل لإعادة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ويشارك في مراقبتها شخصيات دولية معروفة بينها الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر ورئيس المراقبين الاوروبيين ميشال روكار الذي زار ضريح عرفات امس. وأصدر القائم بأعمال السلطة الفلسطينية روحي فتوح امس مرسوماً يقضي بإجراء الانتخابات التشريعية في تموز يوليو المقبل. واصدرت لجنة الانتخابات المركزية امس احصاءات جاء فيها ان عدد الناخبين المسجلين حتى اول كانون الاول ديسمبر 2004 بلغ 1.282.524 مليون، بينهم 863 آلف ناخب من الضفة الغربية يمثلون حوالي 71 في المئة من الناخبين المؤهلين للتصويت، و419 ألفاً من قطاع غزة يمثلون 64 في المئة. واضافت ان عدد الهيئات المحلية للمراقبة بلغ 201 هيئة، يمثلها 7124 مراقباً، وعدد هيئات المراقبة الدولية بلغ 58 هيئة يمثلها 800 مراقب، و13 هيئة حزبية يمثلها 12448 وكيلاً، اضافة الى 2242 وكيلاً للمرشحين المستقلين. واشارت الى ان عدد مراكز الاقتراع حسب السجل الانتخابي وصل الى 1007 مراكز. ولفتت اللجنة الى انها وزعت في اطار التعريف بالعملية الانتخابية وحض المواطنين على المشاركة فيها 500 ألف ملصق، واكثر من مليون منشور، ومئات الاعلانات في الصحف، وعشرة آلاف اعلان اذاعي، وخمسة آلاف اعلان تلفزيوني. وخلافاً للاتفاق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل على"تسهيلات"قبل 72 ساعة من فتح صناديق الاقتراع، تتيح حرية الحركة للمقترعين على الحواجز العسكرية المنتشرة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، عمدت قوات الاحتلال الى نصب حواجز اضافية"طيارة"، خصوصاً في شمال الضفة الغربية فارضة حظر التجول على عدد من القرى المحيطة بنابلس وطولكرم، فيما لم تفتح احدى البوابات المقامة في اطار جدار الفصل في منطقة"عنبتا"حتى ساعات المساء ما يهدد بحرمان الآلاف من الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع المخصصة لهم في البلدة. ونصب الجنود الاسرائيليون حاجزاً آخر يفصل قرية دير دبوان عن رام الله المجاورة. وعلى حاجز قلنديا على طريق القدس - رام الله والذي يفصل عمليا شمال الضفة عن جنوبها، بقي مشهد الازدحام والتأخير على حاله. ولم تتوقف حملات الاعتقال شبه اليومية اذ اعتقل تسعة فلسطينيين على الاقل. واكد رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر في تصريح الى"الحياة"ان اسرائيل"لم تلتزم بأي من الاجراءات التي تعهدت بها لتسهيل العملية الانتخابية"مضيفاً ان اللجنة على اتصال مع"الارتباط الفلسطيني"وطواقم المراقبين الدوليين. وقال"الواقع ان هذه الانتخابات تجري في اطار الاحتلال". وأضفت القيود الاسرائيلية التي رافقتها تهديدات من مصادر عسكرية ب"اعادة النظر في التسهيلات"، جواً من الارتباك على المشهد الانتخابي، ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية عن هذه المصادر ان الحكومة ابلغت رئيسي المراقبين الدوليين الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر ورئيس الوزراء الفرنسي ميشيل روكار. ورأى مراقبون ان اسرائيل تسعى من خلال عرقلة العملية الانتخابية التي ضمنت اجراءها الى الحد"من حجم الفوز"الذي يتوقع ان يحققه ابو مازن، اذ تريده ان يتسلم مهمات منصبه الجديد"ضعيفاً".