توجه الناخبون في الاراضي الفلسطينية المحتلة الى صناديق الاقتراع امس لانتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات. ولوحظ ان المنافسة محصورة تقريبا بين رئيس منظمة التحرير، مرشح حركة"فتح"محمود عباس ابو مازن ومرشح"المبادرة الوطنية الديموقراطية"مصطفى البرغوثي، وسط توقعات بأن يكون"ابو مازن"الاوفر حظا. وتكتسب هذه الانتخابات، وهي الثانية بعد انتخابات عام 1996، اهمية كبيرة لانها ستفرز"رجل المرحلة"المقبلة التي يعلق الفلسطينيون عليها امالا كبيرة في تحسين اوضاعهم السياسية والمعيشية. وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان بلاده مستعدة للعب دور اكبر بعد الانتخابات يشمل دفع"خريطة الطريق"واطلاق اسرى ووقف الاستيطان. وشهدت عملية الاقتراع اقبالا كثيفا في ساعات المساء ما قبل اقفال صناديق الاقتراع، بعدما كانت نسبة التصويت بلغت 53 في المئة فقط. وبسبب العراقيل والحواجز الاسرائيلية التي اعاقت حركة الناخبين، قررت لجنة الانتخابات المركزية تمديد عملية الاقتراع ساعتين، فتحت خلالهما مراكز الاقتراع امام سكان غزة الموجودين في الضفة، كما اعلنت انها ستسمح للمقيدين في السجل المدني بالاقتراع بعدما كانت منعتهم من ذلك في وقت سابق امس. وشهد قطاع غزة اقبالا كبيرا على التصويت من النساء والشبان والعجائز. واشاد المراقبون الدوليون بالاداء الفلسطيني كخطوة اولى نحو تحقيق الديموقراطية، ولاحظوا ان الانتخابات اتسمت بالهدوء والتزمت المعايير الدولية، باستثناء مراكز الاقتراع الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي في القدسالمحتلة حيث اتسمت العملية الانتخابية بالفوضى، وهو ما عبر عنه الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر عندما تحدث عن"مشكلات كثيرة"في المراكز الخاضعة للاحتلال. ورغم ذلك اشار المرشحون الى"خروق"للقانون الانتخابي، اذ اشار البرغوثي الى ان صحفا محلية واصلت نشر دعاية انتخابية ل"ابو مازن"ومرشح حزب"الشعب"بسام الصالحي صبيحة عملية الاقتراع، ولان الحبر الذي استخدم لطلب ابهام الناخبن بعد التصويت ولمنعهم من الاقتراع مرتين، من السهل ازالته بالماء والصابون. كما اتهم الطيب عبد الرحيم، رئيس حملة"ابو مازن"الانتخابية لجنة الانتخابات المركزية بارتكاب"اخطاء جسيمة بنمعها المسجلين في السجلات المدنية من الاقتراع"، وهو قرار تراجعت عنه اللجنة لاحقا.