فيما بثت المصادر الاميركية أمس تحذيرات جديدة لسورية تتعارض مع اللهجة"الملطفة"التي اتسمت بها تصريحات مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج خلال زيارته لدمشق، قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة"في باريس ان ارميتاج حذر الجانب السوري من أي عمل يستهدف المعارضة اللبنانية معتبراً أن أي عمل من هذا النوع ستقع مسؤوليته على سورية. وأكدت انه أطال خلال المحادثات في تناول موضوع لبنان والقرار 1559. وفي السياق نفسه، أعلن السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان، في بيان أصدره اثر لقائه مع الرئيس اللبناني اميل لحود، ان ارميتاج أكد في لقاءاته في دمشق، اهتمام الولاياتالمتحدة"برؤية انسحاب مسالم ومنظّم للقوات السورية العسكرية والاستخباراتية من لبنان". راجع ص8 ونقلت المصادر عن البيت الأبيض اصراره على تنفيذ القرار 1559، وتوافقه مع فرنسا على التشدد في مضمون قرار التجديد لقوة السلام الدولية في جنوبلبنان"يونيفيل"في نهاية الشهر الحالي. وأشارت الى ان هذا القرار لن يتضمن اشارة الى القرار 1559 لأن الجانبين الفرنسي والأميركي حريصان على عدم الربط بين هذا القرار ومسيرة السلام في الشرق الاوسط. وأضافت ان البيت الأبيض يعتبر ان المسار السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرئيلي ليسا اولوية وانه ينبغي قبل ذلك التوصل الى تنفيذ كامل للقرار 1559، في حين ان فرنسا لا ترى فائدة من ربط قرار يطالب بعودة سيادة لبنان وحريته واستقلاله بمسيرة السلام. وكان لدى وزارة الخارجية الاميركية توجه لخفض عدد قوة السلام الدولية في جنوبلبنان لأنها أصبحت غير مفيدة، ولأن ديبلوماسيين اميركيين رأوا انه ينبغي الربط بين قرار التجديد ل"يونيفيل"والقرار 1559، إلا ان البيت الابيض وفرنسا حسما الموضوع بالفصل بين الموضوعين. ولم تستبعد المصادر ان يكون طلب سورية تأجيل زيارة المبعوث الدولي تيري رود لارسن الى ما بعد 15 كانون الثاني، مرتبطاً بانسحاب سوري محتمل خلال هذه الفترة. وفي واشنطن حذرت مصادر لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس دمشق امس من ان قيادة القوات الاميركية"لم تستبعد اي خيار عسكري"في اطار معالجة عمليات التمرد المسلح ضد الحكومة العراقية وقوات التحالف في العراق، بما فيها"توسيع دائرة العمليات المضادة لتشمل مواقع داخل الاراضي السورية تستخدم لقيادة عمليات مسلحة في العراق". وقالت مصادر متطابقة ل"الحياة"إن الرئيس جورج بوش اعطى القيادة العسكرية ضوءاً اخضر ل"القيام بكل ما يلزم، بما في ذلك احتمال توجيه ضربات جوية لمواقع داخل الاراضي السورية او تنفيذ عمليات جراحية بإستخدام القوات الخاصة". وامتنعت المصادر عن نفي او تأكيد معلومات بأن ضربات جوية داخل سورية ستنفذ بعد الانتخابات العراقية المقرر اجراؤها نهاية الشهر الحالي، مشيرة الى ان"لا قيود ولا توقيت محدداً لتنفيذ اي عمليات تقرر القيادة العسكرية ضرورة تنفيذها". غير ان مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن استبعدت توسيع اطار العمليات العسكرية الاميركية لتشمل مواقع خارج العراق قبل انهاء ترتيبات ادارة بوش الجديدة وتهيئة الاجواء السياسية في شكل كاف واعطاء انذار نهائي لسورية. واعتبرت ان"التسريبات"الاخيرة تأتي في اطار"ممارسة ضغوط سياسية لإرباك عمليات التمرد عشية اجراء الانتخابات العراقية". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن خيار البيت الابيض لموقع نائب وزير الخارجية خلفاً لريتشارد ارميتاج سيحسم خلال الايام القليلة المقبلة وان ابرز المرشحين لهذا الموقع جون نيغروبونتي، السفير الحالي في بغداد، ونيكولاس بيرنز، السفير الحالي لدى منظمة حلف شمال الاطلسي، فيما يتردد ان ديفيد وورمزر، مستشار نائب الرئيس ديك تشيني لشؤون الشرق الاوسط، وأحد ابرز المحافظين الجدد، قد يعين مديراً لمكتب شؤون الشرق الاوسط في الوزارة خلفاً لمديره الحالي وليام بيرنز. ويعتبر نيغروبونتي اكثر تشدداً من بيرنز، الذي كان شغل منصب ناطق بإسم وزارة الخارجية في عهد الرئيس بيل كلينتون، رغم ان الاخير يعتبر من"صقور"الحزب الديموقراطي.