تضمنت"الرسالة"التي نقلها نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج الى"الاصدقاء السوريين"في آخر مهمة ديبلوماسية له،"التطبيق الكامل"للقرار 1559 و"عدم التدخل"في الانتخابات البرلمانية الربيع المقبل و"الدعم الكامل"للقيادة الفلسطينية الجديدة و"وجوب وقف" نشاطات"العناصر السابقة"في نظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وكان ارميتاج ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وليم بيرنز اجريا امس محادثات مع الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع. وفي محاولة لنفي فكرة وجود صفقة"لبنان مقابل العراق"، اكد ارميتاج امس"ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 1559 وضمان عدم تدخل أي طرف اجنبي في الانتخابات البرلمانية في الربيع المقبل في لبنان". وفيما افاد بيان رئاسي ان المحادثات تناولت"الاوضاع في العراق والعملية السياسية الجارية هناك بما في ذلك الانتخابات ... وأهمية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة واثره في تحقيق الاستقرار فيه"، قال ارميتاج بعد لقائه الشرع ان المحادثات كانت"ودية وجدية وواقعية"وأكد الجانب الاميركي"ضرورة اجراء الانتخابات العراقية في موعدها المحدد في 30 كانون الثاني يناير الجاري بمشاركة جميع العراقيين"، الأمر الذي توافق عليه سورية إذ قررت تسهيل مشاركة اللاجيئن العراقيين في هذه الانتخابات تحت اشراف"منظمة الهجرة الدولية". وبعدما نوه ارميتاج ب"بعض التقدم الأمني"بعد زيارة بيرنز في ايلول سبتمبر الماضي واتخاذ خبراء امنيين وعسكريين اجراءات على جانبي الحدود، شدد على ضرورة"القيام بالمزيد من الخطوات، خصوصاً في ما يتعلق بعناصر النظام السابق الذين يشاركون بنشاطات في العراق ويأتون ويذهبون من سورية". وكانت مصادر ديبلوماسية قالت ل"الحياة"ان حكومة اياد علاوي وواشنطن طلبتا من دمشق تسليم بغداد قائمة ب"البعثين"تضم بضعة اشخاص بينهم سبعاوي ابراهيم الحسين الاخ غير الشقيق لصدام، الذي تسلم الاستخبارات العراقية في الثمانينات، وعضو القيادة القطرية السابق ومحمد يونس الاحمد ورئيس المخابرات السابق طاهر جليل الحبوش. وكرر المسؤول الاميركي امس:"اكدنا ضرورة وقف عناصر النظام السابق والمقاتلين الاجانب الذين يدخلون ويخرجون احيانا من سورية. ولاحظنا تطورا ايجابيا في شأن العناصر الاجنبية. هذا شئ جيد. لكني اوضحت ان بعض عناصر النظام السابق يذهب ويأتي في بعض الاحيان عبر الحدود. وبالتالي ضروري جداً وقف هذا الشيء"، قبل ان يؤكد:"من المهم جداً ان يكون العراق الجديد له علاقة جيدة مع سورية. وأمل ان يكون اصدقاؤنا السوريون ملتزمين هذا النوع من الصداقة". ونقلت مصادر سورية عن الشرع قوله ان"وحدة العراق واستقراره وأمن شعبه أمور لا تنفصل عن مصالح سورية وامنها. على هذا الاساس اكدت سورية استعدادها لمواصلة التعاون مع الجانب العراقي في موضوع امن الحدود وتعزيزه"، مشيرة الى ان وجهات النظر بين الطرفين كانت"متفقة على انجاح العملية السياسية المتمثلة بالانتخابات الشاملة لمختلف المناطق العراقية وبما يمثل الشعب العراقي بكامله". كما تناولت المحادثات السورية - الاميركية الموضوع الفلسطيني وعملية السلام. اذ قال ارميتاج:"هناك فرصة من اجل عملية السلام بعد الانتخابات الفلسطينية في 9 كانون الثاني وبعد انتخاب قيادة فلسطينية جديدة التي يجب ان ندعمها جميعا شرط ان تلتزم العملية السياسية ونبذ العنف. والولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بسلام شامل"، علما ان دمشق تعاطت بايجابية مع رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير محمود عباس ابو مازن. وقالت مصادر سورية ان ارميتاج ابلغ الشرع ان"ادارة الرئيس جورج بوش ستجعل في ولايتها الثانية احلال السلام الشامل ضمن أولوياتها".