يتجه الحزب الشيوعي السوداني لإخراج زعيمه محمد ابراهيم نقد من مخبئه الاختياري الذي استمر نحو 11 عاماً عقب توقيع اتفاق السلام النهائي في جنوب البلاد الاحد المقبل. وزارت"الحياة"مقر اقامة نقد في ضاحية الرياض في شرق الخرطوم اذ تجري عمليات صيانة وترميم على منزله. وقال احد افراد اسرته انه لا يعلم موعد خروج نقد موضحاً ان القرار بيد الحزب الشيوعي وليس الأسرة. واكد عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ل"الحياة"طلب عدم الكشف عن هويته ان الحزب ربط خروج نقد من مخبئه بالتحول الديموقراطي والحريات والسلام، موضحاً انه سيظهر خلال ايام لممارسة نشاطه السياسي العلني، ومشيراً الى ان الحزب لم يتخذ بعد قراراً نهائياً. لكن القيادي في الحزب فاروق كدودة نفى علمه بموعد خروج نقد وقال انه سيخرج بعد انتفاء اسباب اختفائه. واوضح المتحدث باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين امس ان الحزب سيقرر بعد توقيع اتفاق السلام النهائي في جنوب البلاد الاحد المقبل مراجعة اساليب نشاطه السياسي واستمرار بقاء زعيمه مختفياً او خروجه من مخبئه وعقد مؤتمره العام. ورحّب الحزب الشيوعي في بيان امس باتفاق السلام واعتبره"نهاية لسلطة الانقاذ الشمولية الانفرادية وقيام سلطة الشراكة الجديدة"وتطوراً جديداً في طريق التحول الديموقراطي وحلّ الازمة السودانية، لكنه طالب بإلغاء الطوارئ وإقرار الحريات وإشراك المعارضة في لجنة صوغ الدستور الجديد والانتخابات والحكومة الانتقالية. وكان نقد الذي تسلّم الامانة العامة للحزب في العام 1971 امضى نحو 15 عاماً"تحت الارض"في عهد الرئيس السابق جعفر نميري و قبلها 4 سنوات في عهد الرئيس ابراهيم عبود، واختفى منذ شباط فبراير 1994 بعد خروجه من المعتقل في عهد الحكومة الحالية. وظل نقد بعد اطلاقه في 1993 يتردد على دار الوثائق القومية وألّف كتباً ودراسات عن تاريخ السودان، والتقى سراً خلال فترة اختفائه بعض الرموز السياسية مثل زعيم حزب الامة الصادق المهدي، وقال جهاز الامن في وقت سابق ان نقد ليس مطلوباً لديه وانه يعرف مكان اختبائه وتحركاته.