أعلن الحزب الشيوعي السوداني عزمه تغيير اسمه و"تطوير فكره" بهدف مواكبة التغيرات الدولية والمحلية والتخلص من مفاهيم ماركسية غير مقبولة في العالم الاسلامي. كشف قيادي بارز في الحزب الشيوعي السوداني ان هذا الحزب سيحمل اسماً جديداً هو "الحزب الديموقراطي الاشتراكي". واكد الدكتور فاروق كدودة وهو استاذ جامعي معروف ان الحزب "انتهى من دراسة تطوير فكرة الحزب حتى تتوافق مع المتغيرات التي تحدث في العالم". واعترف كدودة بأن "بعض المفاهيم الماركسية غير المقبولة في العالم الاسلامي كانت وراء تغيير اسم الحزب لاعادة بعثه مرة اخرى"، داعياً كل التنظيمات التي انشقت عن حزبه الى العودة الى صفوفه، مشيراً خصوصاً الى تنظيم "حركة القوى الجديدة" حق الذي أسسه منشقون عن الحزب. واكد ان هذه الانشقاقات "جاءت في ظروف استثنائية غابت فيها المؤسسية عن الحزب". وقال ان على قيادات "حق" "العودة الى الحزب او على الاقل الالتقاء معه في القضايا العامة". وردّ كدوده سبب خروج "حق" من الحزب الشيوعي الى "ايمان قادتها العميق بالفكر الماركسي ورغبتهم في اعادة السيرة الاولى للحزب وفي وقت وجيز". ولا يزال الامين العام للحزب محمد ابراهيم نقد مختفياً في السودان منذ 1994، في حين يوجد غالبية قادة الحزب البارزين في الخارج. ونقلت صحيفة"البيان" السودانية المستقلة عن مصادر مقرّبة من الحزب ان نقد هو الذي أعدّ الدراسة المتعلقة بتغيير الاسم وتطوير الاستراتيجية. وأُنشئ الحزب الشيوعي الذي كان يُعدّ من اكبر الاحزاب الشيوعية في افريقيا والعالم العربي في 1946. وتمكن الحزب من تأسيس قاعدة جماهيرية قوية في الستينات، لكنه تلقى ضربة قاصمة في مطلع السبعينات في ظل الرئيس السابق جعفر نميري الذي أعدم أمينه العام حينها عبدالخالق محجوب وعدداً كبيراً من قادته من قادته إثر تدبيرهم في 1971 محاولة انقلابية ضد السلطة التي كانوا متحالفين معها. الهندي من جهة اخرى يعود الى الخرطوم اليوم مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي سجل وفقاً لقانون التوالي السياسي السيد صديق الهندي بعد غياب استمر ثماني سنوات قضاها في القاهرة ولندن. وقال الهندي في تصريحات صحافية انه يعود الى البلاد "في اطار التغيرات في اتجاه التحول الديموقراطي الذي تشهده البلاد، وفي اطار برنامج لعودة كل كوادر الحزب باعتبار ان العمل الاساسي المعارض للحزب بات ممكناً داخل السودان". واوضح ان حزبه الذي يتزعمه الشريف زين العابدين الهندي "يعمل من اجل ترسيخ الوفاق وتأكيد التحول الديموقراطي بهدف انجاحه وتثبيته" واعتبر ان "حجر الزاوية في هذا المجال هو تحديث التنظيمات الحزبة وتقوية المؤسسية فيها".