بدأت"التنزيلات الكبرى"الرئيسية في محلات"هارودز"ولمدة ثلاثة اسابيع لتصفية ما تبقى من بضائع الموسم الشتوي ولتشجيع الناس على الانفاق والشراء بعد فترة تسوق ضعيفة في الربع الاخير من السنة. في وقت تستعد فيه سوق لندن لاستقبال بيانات الشركات عن حجم مبيعات مواسم الاعياد الذي يُعتقد انه سيكون مخيباً للآمال وقد ينعكس تراجعاً في مؤشرات السوق خصوصاً ان اهم فترة مبيعات، التي عادة ما تكون بين عيدي الميلاد ورأس السنة، تأثرت سلباً بالكارثة الآسيوية التي ادت الى إبعاد الآسيويين البريطانيين عن الاسواق. وكانت سلطات بورصة لندن ابلغت الشركات ال250 المسجلة في السوق بالكشف تباعاً عن نتائجها للربع الاخير من السنة الذي تظهر فيه عادة نتائج التنزيلات التي تجري نهاية السنة. وكانت التنزيلات الفعلية بدأت في شوارع لندن الرئيسية قبل حلول عيد الميلاد باسبوعين تقريباً لتصريف بضائع الشتاء المكدسة وما لبثت ان زادت نسبتها في يوم العطلة الاول بعد العيد الاثنين الماضي ثم اشتدت الاربعاء مع بدء محلات"سلفريدجز"و"هارفي نيكولز"التصفيات التي تشهد السنة الجارية"حرباً سعرية"حامية بين"ماركس اند سبنسر"و"بي اتش اس"الذي فشل صاحبها فيليب غرين في السيطرة على سلسلة"ماركس"وقرر على ما يبدو تحطيمها بخفض الاسعار واجتذاب الزبائن وتحميل غريمه خسائر لا يستطيع تحملها. وحتى الآن اظهرت احصاءات تجارية ان نسبة التسوق السنة الجارية كانت اقل بنحو 16 في المئة عنها سنة 2003 وفق ما اعلنت مؤسسة"فوتفول"التي تعنى بالاحصاءات التجارية. ومع ان نسبة المحلات التي فتحت ابوابها للتسوق في ثاني ايام العيد، وخلافاً للعادة، ارتفعت بنسبة 40% الا ان المتسوقين لم ينفقوا المبالغ التي اعتادو صرفها سنوياً لشراء بضائع قد لا يحتاجونها وكانوا يبحثون عن صفقات رخيصة غير عادية لمواد اساسية. ومع ان جمعية تجار التجزئة توقعت ان ينفق البريطانيون ما يصل الى خمسة بلايين استرليني بين عيدي الميلاد ورأس السنة الا ان تيم دنسيون ابلغ راديو هيئة الاذاعة البريطانية"ان عدد مرتادي الاسواق كبير لكن عدد الذين انفقوا قليل نسبياً". ومع تراجع مرتادي الاسواق ارتفع عدد من يشتري بضائعه عبر الانترنت وسجلت التجارة الالكترونية نسبة غير مسبوقة اذ بيعت بضائع عبر الشبكة بقيمة 400 مليون استرليني يومي الاثنين والثلثاء حسب احصاءات"ايكوميرس". في حين سجلت المبيعات عبر الشبكة عبر العالم ما يتجاوز 13 بليون دولار وفق ارقام اميركية. وتُقسم عمليات التسوق في موسم التنزيلات البريطانية على الشكل الآتي: 1 - من يريد التسوق وارتياد المحلات بسبب"الادمان"على الشراء خصوصاً النساء اللواتي لا عمل لديهن سوى انفاق اموال الزوج او العشيق توجهن الى المحال الفاخرة في بوند ستريت حيث يمكن شراء الالبسة من المحال ذات الاسماء الكبيرة من"ارماني"الى"فيرساتشي"من دون نسيان"مجوهرات معوض"وفضيات "صائغ الملكة او محال"فنويك"التي تجمع ازياء جميع المصممين وتعرض تنزيلات هذه السنة تتجاوز 60% في حين انحسرت محال الاحذية في الشارع لصالح محال الازياء الصارخة. وقبل الوصول الى بوند ستريت او حتى بوند ستريت الجديد لا بد من العبور في اكسفورد ستريت حيث تتوزع سلسلة من المحال توافق جميع مستويات الانفاق اذ تقع في الشارع محلات"بي اتش اس"و"جون لويس"و"دبنهام"و"اف سي يو كي"و"غاب"من دون نسيان"توب شوب"و"ماركس اند سبنسر"وصولاً الى"سيلفريدجز"وبضائعه الفاخرة المتنوعة حيث وصلت التنزيلات السنة الجارية الى نسب غير مسبوقة. وفي الجهة المقابلة يمكن التسوق وسط المدينة في ريجنت ستريت والشراء من"ليبرتي"او"لورا اشلي"او حتى"مانغو"وبقايا"بالي"او حتى استغلال الوصول الى الشارع لزيارة"ديكينز اند جونز". الافضلية للزبائن ومع ان تركيز المتسوقين السنة الجارية كان على شراء البضائع المعمرة وليس الاستهلاكية الا ان عشاق الموضة تمكنوا من زيارة محلات"هارفي نيكولز"الشهيرة لدى العرب قبل موعد التنزيلات العادية للحصول على فرصة حجز الالبسة وحتى الحصول عليها باسعار التنزيلات قبل الموعد المقرر. يُشار الى ان المحال الكبيرة ذات الاسماء الشهيرة دأبت منذ بداية القرن على مكافأة زبائنها التقليديين المسجلين لديها باعطائهم الفرصة للاطلاع على باقي بضائع الموسم والسماح لهم بشرائها قبل الزبائن العابرين. واكتشف الزبائن التقليديون انهم مع الحصول على الفرصة قبل غيرهم الا انهم يدفعون"علاوة زبون"قد تصل الى نحو عشرين في المئة اكثر من غيرهم. سلون ستريت ولا بد لمتسوقي الازياء النسائية الرفيعة غالية الثمن الا زيارة سلون ستريت المتفرع من نايتسبريدج حيث باستطاعة المتسوقة شراء ما تريد بنصف الثمن، على رغم ندرة القطع الاساسية والمقاسات المعتدلة، لكن بامكان المتسوقات ايضاً الحصول اثناء موسم التنزيلات على قطع ملابس او احذية الربيع بالاسعار العادية. ولا بد بعد الانتهاء من سلون ستريت ونايتسبريدج و"هارودز"من زيارة كينغز رود والعبور عند"هابيتات"ومحلات الشبان والشابات وشراء الصرعات الاخيرة التي يمكن العثور عليها ايضاً في محلات شرق لندن وكوفنت غاردنز. الكابوس على كل حال اصبح التسوق اثناء التنزيلات كابوساً كبيراً وبدأ المتسوقون العاديون في قلب العاصمة البريطانية ينزحون الى المناطق وعلى سبيل المثال اصبحت مدينة كينغستون، التي تضم احدث المحال واوسعها واكبرها، تجتذب رواد الاسواق الرئيسية من البريطانيين وسكان المناطق الذين تركوا سلون ستريت واكسفورد ونايتسبريدج للسياح. الكارثة الآسيوية اثرت سلباً ووفق اذاعة"بي بي سي"تراجعت نسبة المتسوقين الآسيويين طيلة اليومين الماضيين بنحو 60% اذ فضل هؤلاء البقاء بعيداً عن الانفاق الاستهلاكي استعداداً لارسال الاموال الى المناطق المنكوبة بكارثة الزلازل. 2 - ويوافق شهر التنزيلات بداية السنة وتم توقيته لاقناع المستهلكين بشراء بضائع رخيصة بعد الشراء والتسوق للعيد وكي لا تخف المبيعات. وافضل ما يمكن شراءه في شهر التنزيلات الاجهزة الكهربائية التي يمكن ان تصل الحسومات عليها الى حدود 60 في المئة وعلى سبيل المثال يتم بيع جهاز تلفزيون بشاشة بلاسما بسعر 550 جنيهاً بدلاً من 1200 جنيه كما تم خفض اسعار اجهزة الكومبيوتر والبرادات و"الاي بوت"بنسب عالية في حين شهدت المفروشات تقسيطاً مجانياً على مدى خمس سنوات. 3 - وما لفت النظر السنة الجارية ايضاً ان سوق قطاع السيارات يعطي حسومات تتجاوز الثلاثين في المئة على غير عادة في حين ان سلاسل وسطاء العقار خفضت نسبة عمولاتها اثناء الشهر الاول من السنة. وفسر مراقبون اقتصاديون تراجع الانفاق اثناء التنزيلات الى ازمة اقتصادية يعيشها المستهلك اولها بلوغ الديون البريطانية مستوى تريليون استرليني والتحسب من اسعار الفائدة التي تتجاوز ضعفي الفوائد في اوروبا والولايات المتحدة واتجاه اسعار المنازل الى الهبوط. تنزيلات الفوائد المصرفية في المقابل طرحت المصارف تنزيلات على القروض العقارية لتشجيع المستهلكين، الذين اضرت بهم اسعار الفائدة العالية وكان مصرف"اتش اس بي سي"اول من طرح سعر فائدة للاقراض العقاري باقل من فائدة السوق ولمدة سنة تشجيعاً لاجتذاب الزبائن الجدد.