واصل البطريرك الماروني نصرالله صفير زيارته الى باريس حيث التقى أمس العماد ميشال عون الذي صرح عقب اللقاء بأن ليس هناك تمايز بينهما بالنسبة الى تطبيق القرار 1559 وانه عائد الى لبنان قبل الانتخابات، من دون أن يستبعد إمكان ترشيحه ومن دون ان ينفي مقابلته لموفد من قبل السلطة اللبنانية. وقال عون الذي اجتمع مع البطريرك لمدة ساعة في فندق"رافاييل"حيث ينزل الأخير، انهما أجريا جولة أفق حول الوضع اللبناني والأوضاع الاقليمية والدولية وان"جهود البطريرك وجهودنا جمعت معاً في سبيل تحقيق سيادة لبنان واستقلاله". وأضاف ان وجهات النظر بينهما متطابقة،"ليس بالمعنى السياسي بل بالمعنى الفعلي"، وان لا تمايز في موقفيهما بالنسبة الى تطبيق القرار 1559،"لا من ناحية الهدف ولا من ناحية أي اسلوب هادئ يوصلنا الى التنفيذ". وعن كيفية هذا التنفيذ، أجاب عون ان"القرار ينص على خروج القوات الغريبة من لبنان وحتى الآن لم يبق سوى القوات السورية". وقال:"المركزية الأمنية ينبغي أن تكون في الدولة، ويجب ألا تكون هناك أحزاب لبنانية مسلحة ولا قوى مسلحة مثل الفلسطينيين". وأشار الى أن أمر عودته الى لبنان"أمر طبيعي وليس موضوع بحث، فأنا راجع قبل الانتخابات النيابية وسأكون في بيروت"، وان أمر ترشيحه للانتخابات يتحدد"في ضوء الاطلاع على الوضع الداخلي فكل شيء وارد وممكن، وهذا الترشيح غير مرتبط بدائرة معينة فكل الدوائر مفتوحة أمامي". وتطرق الى اللقاء المرتقب بينه وبين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالقول انه ممكن في أي وقت وعند تحديد الموعد،"فلا عائق في هذا الاطار واللقاء سيكون تتويجاً لمواضيع بحثت واتفق عليها". وبالنسبة الى طبيعة لقائه مع صفير، ذكر عون ان لا خلاف في وجهات النظر بينهما من"ناحية الهدف ولكن كانت هناك اساليب عمل مختلفة الآن تلاقت، وكانت هناك جهود باتجاهات معينة أوصلت الى نتيجة ممتازة فبتنا في النقطة الأخيرة في مسار تحرير لبنان ولم يبق الا التنفيذ". ورأى ان الضمانات المتعلقة بعودته الى لبنان هي"الشعب اللبناني لأن في لبنان اليوم لا أحد يمكن أن يضمن نفسه، وأن"الحكومة يجب أن تتراجع عن الخطأ الذي ارتكبته بحقي وان تصحح عدداً من الأمور لأنني أعتبر ان اعتداءات حصلت علي، وسأعود كمواطن عادي". وعما اذا كان وعد بمثل هذا التصحيح، أجاب:"لا فارق اذا وعدوا فالمهم أن ينفذوا". وحول ما ذكر عن مقابلته موفداً من قبل السلطة اللبنانية، قال عون:"أنا لا أعلن عن زواري، فإذا أراد أحدهم أن يعلن عن زيارته لي، فما له إلا أن يفعل فعندما يكون ذلك صحيحاً، يكون صحيحاً وإذا كان غلط أقول انه غلط". وبالنسبة لإمكان نشوء حلف ثلاثي يضمه وجنبلاط ورئيس الحكومة السابق رفيق الحريري برعاية البطريرك ومباركة فرنسية - أميركية، قال عون انه لا يضع الموضوع الداخلي اللبناني للتداول على المستوى الدولي. وأضاف ان"لا حلف ثلاثياً وإنما حلف مفتوح على كل اللبنانيين ليدخلوا فيه، فلسنا في صراع أو تنافس سياسي وإنما في معركة اعادة السيادة والاستقلال، ولذلك دعوت للقاء لبناني يضم كل الأطراف المعارضة والموالية لتحديد الثوابت الوطنية". الى ذلك، ذكرت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان اللقاء الذي أجراه وزير الخارجية ميشال بارنييه مع صفير أمس الأول تركز على القرار 1559 الذي"أعدنا تأكيد أهميته"وأيضاً الانتخابات اللبنانية المقبلة"التي أعدنا تأكيد اهتمامنا بها". وقالت ان البطريرك شكر فرنسا على دعمها للمؤسسات الديموقراطية في لبنان وبدا خلال لقائه مع بارنييه حذراً ودقيقاً.