أبدت مصادر مقربة من الحزب التقدمي الاشتراكي وأخرى من"التيار الوطني الحر"ارتياحها للقاء الذي عقد في باريس بين العماد ميشال عون وعضو مجلس قيادة الحزب وائل أبو فاعور، وقالت:"ان الاجواء الايجابية التي سادت المباحثات يمكن ان تؤسس لقيام علاقة تعاون هي الاولى من نوعها بين طرفين". وأوضحت المصادر ل"الحياة"انه"لم يعد من مشكلة تحول دون عقد اجتماع بين رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط وبين عون". لكنها رأت ضرورة المزيد من التحضير له"ليأتي تتويجاً لتفاهم يتجاوز التعاون في الانتخابات الى ارساء اسس لتفاهم سياسي يتناول المرحلة المقبلة، على قاعدة اقرار الطرفين بوجود تمايز في الموقف من المقاومة واعادة انتشار الجيش السوري في لبنان". واعتبرت ان"الفرصة مواتية اكثر من اي وقت مضى لتصليب عود المعارضة ليس لخوض الانتخابات على لوائح موحدة فحسب وانما للتفاهم على المرحلة التي تليها، خصوصاً في حال حصول اعادة الانتشار للقوات السورية قبل موعد اجراء الانتخابات". وفي هذا السياق لفتت المصادر الى ان عون رغب في استيضاح بعض المواقف التي يتبناها جنبلاط من المرحلة المقبلة، طارحاً مجموعة من الاسئلة يفترض ان يجيب عنها الأخير في مرحلة لاحقة، في مقابل اسئلة مماثلة توقف عندها موفد الحزب التقدمي أبو فاعور. وأكدت المصادر وجود استعداد لدى عون"لتجاوز الحساسية القائمة ازاء بعض الاطراف في المعارضة"، مشيرة الى وجود تباين بين"التيار الوطني الحر"ورئيس"حركة التجدد الديموقراطي"النائب نسيب لحود حول المقاومة وإعادة انتشار الجيش السوري. لكن المصادر نفسها اعترفت ايضاً بوجود اختلاف في وجهات النظر في هذا الخصوص بين جنبلاط وعون الذي أبلغ ابو فاعور ان لا اعتراض لديه على الاصلاحات السياسية والدستورية التي نص عليها اتفاق الطائف، مؤكداً له انه سبق وتقدم من الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران برسالة يؤكد فيها موافقته على الاصلاحات. وبالنسبة الى الموقف من"حزب الله"والمقاومة، أكد أبو فاعور، بحسب المصادر، موقف الحزب التقدمي، بينما أصر عون على موقفه الداعي الى وقف عمليات المقاومة في مزارع شبعا، داعياً الى تثبيت لبنانيتها من خلال التقدم من الأممالمتحدة بالوثائق المطلوبة التي يتجاوز فيها لبنان موقفه اللفظي والخطابي الى تمسكه بلبنانيتها. اضافة الى ان عون يبدي حرصاً على حماية"حزب الله"كجزء من نسيج الحياة السياسية، مؤكداً انه لم يسبق له ان نعته بالارهاب. ورداً على سؤال، أوضحت المصادر ان الطرفين"توافقا على ضرورة توفير الحد الادنى من التفاهم حيال الشعارات التي يجب ان تطرحها المعارضة في المرحلة الراهنة والتي على أساسها يمكنها خوض الانتخابات النيابية على لوائح موحدة". وعلمت"الحياة"ان"التيار الوطني"باشر لقاءات أسبوعية برئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، وتيار القوات اللبنانية وان مسألة الانتخابات والمواقف منها تناقش بصراحة". وقالت المصادر ان الهدف من هذه اللقاءات التي يفترض ان تتوسع قريباً لتشمل"اليسار الديموقراطي"،"التنسيق الكامل بغية معالجة أي احتمال للتباين في الانتخابات". جنبلاط في روماوالفاتيكان وكان جنبلاط غادر أمس بيروت، برفقة النائب في"اللقاء الديموقراطي"فؤاد السعد، الى روما، للقاء كبار المسؤولين في الحكومة الايطالية، اضافة الى اجتماعات سيعقدها مع أمين سر دولة الفاتيكان رئيس الوزراء فيها ووزير خارجيتها، تتناول آخر التطورات المستجدة على الساحة اللبنانية. ويتوقع ان يلتقي جنبلاط والسعد البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الموجود حالياً في الفاتيكان. وكان جنبلاط قال بعد لقائه السفير الفرنسي في لبنان برنار ايمييه إن"فرنسا متمسكة بالطائف، وبالقرار 1559، ونحن ميزنا أنفسنا عن هذا الموقف في ما يتعلق بالانسحاب الكامل للجيش السوري، والموقف من"حزب الله". وتحدث جنبلاط عن ضرورة"تطبيق اتفاق الطائف وتفكيك الجهاز الأمني السوري - اللبناني المشترك الذي يجعل من لبنان دولة أمنية".