بدأ العد العكسي للذكرى الستين لإغلاق محارق النازية ضد اليهود في أوروبا، لتعبّر دول العالم عن موقفها من الحادثة، كلّ بحسب ما يتناسب مع سياساتها. وفي ألمانيا، تتجه الحكومة والمعارضة في البرلمان الفيديرالي إلى إقرار قانون يمنع التجمعات والتظاهرات التي يدعو إليها اليمين المتطرّف في البلاد، بعدما دعا الحزب القومي الديموقراطي الألماني النازي الجديد إلى التظاهر في برلين في الثامن من أيار مايو المقبل، في الذكرى الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة المانيا النازية. وأكد إسرائيل سينغر، رئيس المجلس اليهودي العالمي الذي شارك في الاحتفال المركزي في برلين بذكرى تحرير معسكر أوشفيتز النازي، أن"خطر اليمين النازي اكبر من الخطر الإسلامي"، محذراً من"الحكم على المسلمين في شكل عشوائي في الكفاح الجاري ضد العداء للسامية"، وأشار إلى أنه"من غير المسموح شن حملات صليبية جديدة"، في حين ان ثمة"أقلية معادية للسامية بين المسلمين البالغ عددهم أكثر من بليون نسمة في العالم". وكان الحزب القومي الألماني أثار ضجة الأسبوع الماضي في برلمان سكسونيا المحلي، عندما شبّه نوابه قصف الحلفاء لدريسن في نهاية الحرب ب"محرقة الحلفاء"، ورفضوا الوقوف دقيقة صمت على ضحايا النازية. وذكرت مصادر الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم، أنه يبحث في الدعوة إلى تظاهرات مضادة لتظاهرة النازيين الجدد في اليوم المذكور. مسلمو بريطانيا وفي لندن، أعرب زعماء مجلس مسلمي بريطانيا عن عدم رغبتهم في حضور مراسم إحياء ذكرى"اوشفيتز"، معتبرين أن الاحتفال بذلك يجب أن يتضمن أيضاً إحياء ذكرى ضحايا المجازر الجماعية في كل مكان في العالم، بما في ذلك البوسنة ورواندا والأراضي الفلسطينية حيث يعيش 3.6 مليون فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقال عنايت بونغلاوالا الناطق باسم المجلس:"إسرائيل أيضاً ارتكبت جرائم قتل جماعي، لا يمكن إنكار ذلك. شردت أمة فلسطينية". وكتب المجلس الذي يمثل 1.6 مليون مسلم في بريطانيا لوزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك يوضح الأسباب التي تدعوه إلى رفض الدعوة بحضور المراسم. وأعرب مجلس يمثل 750 ألف يهودي في بريطانيا عن استيائه من موقف المسلمين. بوش وفي واشنطن، طلب الرئيس الأميركي جورج بوش من المواطنين الأميركيين إحياء الذكرى الستين لتحرير معسكر"اوشفيتز"، مشيراً إلى أن المحرقة أظهرت أن"الجحيم موجود ولكن الأمل باقٍ". وقال بوش في بيان:"إنها ذكرى تجعلنا نفكر بقوة الشر، وكذلك بحاجة الناس للتصدي للشر أينما وجد. تذكرنا بأننا عندما نواجه العداء للسامية يتوجب علينا أن نتحد من اجل محاربته". إسرائيل والدفاع عن اليهود من جهته، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأن إسرائيل وحدها قادرة على الدفاع عن اليهود. وقال في كلمة أمام الكنيست الذي عقد جلسة خاصة في ذكرى تحرير المعسكر النازي:"خلال سنوات الحرب بكاملها، لم يتم عمل أي شيء لوقف عملية الإبادة"، ليستخدم كلمة الشر التي اعتمدها بوش، بالقول:"بعد ستين عاماً من تحرير أوشفيتز، ما زال الشر قائماً". وأضاف"استخلصت إسرائيل العبرة من اوشفيتز وتعلمت أن تدافع عن نفسها، أن تدافع عن مواطنيها في وجه أعدائها وان تكون ملاذاً لليهود".