في ظل ضغوط متزايدة على وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد وبعد اعتراف مسؤولين في الوزارة باشرافه على وحدة تجسس سرية لمكافحة الارهاب مستقلة من دون علم الكونغرس، طلب البيت الأبيض رسمياً أمس من أعضاء الكونغرس الموافقة على تخصيص مبلغ 80 بليون دولار اضافي للموازنة الدفاعية في العراق مع تأكيد عدم وجود أي نية بزيادة عدد القوات الأميركية هناك في العامين المقبلين وابقائها في حدود 120 ألف عنصر. ويشكل المبلغ اضافة بنسبة 25 في المئة الى موازنة الدفاع للعام الفائت 420 بليون دولار والتي ستعطي البنتاغون مبلغ 525 بليون في حال مرور المشروع في الكابيتول. ووضع الخبراء العسكريون الانتخابات العراقية كمفصل رئيسي لهذه الخطوة، وكحاجة أساسية لرفع معدل الانفاق العسكري وضمان أمن العملية الاقتراعية. وأشارت التقارير الرسمية الى أن نفقات الحرب والاحتلال في العراق بلغت حتى نهاية أيلول سبتمبر الفائت 102 بليون دولار ، أي ما يعادل 4.8 بليون شهرياً. وأشارت مصادر في البيت الأبيض الى أن الموازنة المقبلة ستخصص 57 بليون دولار للأعمال العسكرية في أفغانستان، يقابلها 12 بليوناً لسلاح الجو الأميركي، و13 بليوناً للبحرية الأميركية. ويتوقع أن يواجه المشروع أصواتاً معارضة من أعضاء الحزب الديموقراطي في الكونغرس، الذين يطالبون برؤية أوضح في الحرب على العراق وبمشاركة دولية أكبر لتخفيف النفقات، ولتفادي وصول العجز المادي الى 855 بليون دولار. ويأتي مشروع طرح الموازنة بعد اعتراف البنتاغون بوجود وحدة استخباراتية سرية تقوم بعمليات في الخارج تحت اشرافه منذ العام 2003 ومن دون علم الكونغرس، الذي يتحفظ عن زيادة صلاحيات الوزارة الاستخباراتية. وكانت الوزارة نفت في البدء، وفي بيان رسمي وجود مثل هذه الوحدة، وكذبت تقرير صحيفة"واشنطن بوست"بهذا الشأن قبل أن تتراجع لاحقاً على لسان متحدثها لورانس دي ريتا. وأكد دي ريتا ان"الهدف من الوحدة هو المساعدة على الحصول على المزيد من المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب من أجل شن عمليات على الأرض"، ونوه بدور الوحدة وعملها"البالغ الدقة"في الوصول الى مخبأ الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ويعمل المكتب المعروف ب"وحدة الدعم الاستراتيجي"في أفغانستانوالعراق، بمعزل عن ال"سي آي اي"ويعتزم توسيع نشاطاته لتشمل اليمن والصومال ودول الفيليبين وجورجيا. وتم انشاؤه بعد مذكرة من الجنرال ريتشارد مايرز لرامسفيلد بهدف تحسين الاستخبارات العسكرية خصوصاً بعد السجالات التي حصلت بين"سي آي اي"والبنتاغون ابان الحرب أدت لاحقاً الى استقالة المدير السابق للوكالة جورج تينيت.