تكلف الحرب في العراق إدارة بوش قدراً من الاموال يفوق ما كان متوقعاً، الامر الذي قد يحمل مسؤولي وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون على البدء في تحويل الاموال من بنود أخرى إلى الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في العراق وإعادة بنائه. وأعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الثلثاء أن البنتاغون يراجع الميزانية لتحديد البنود التي تحتاج مزيداً من الاموال قبل انتهاء العام المالي، فيما يكيل منتقدون الاتهامات بأن الادارة ليست صريحة بشأن النفقات. وقال رامسفيلد "إننا جميعاً نعرف أن ثمة فاتورة يتعين دفعها في نهاية الامر". ويطالب الديموقراطيون وبعض الجمهوريين الرئيس جورج بوش بالتقدم بطلب لكن البيت الابيض الذي يقر سراً بأن الحرب ستتكلف نحو 50 بليون دولار العام المقبل يصر على الانتظار إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر القادم قبل أن يطلب أموالاً. وهو موقف أغضب الاصدقاء والخصوم على حد سواء في الكونغرس. ويمول بوش نفقات الحرب من الاعتمادات الاضافية للميزانية بدلا من إدراجها في الميزانية الاصلية للعام. ووافق الكونجرس حتى الان على طلبين لتمويل النفقات العسكرية في العراقوأفغانستان لكن الادارة لم تطلب أموالاً إضافية في ميزانية عام 2005 التي تبدأ في تشرين الأول أكتوبر القادم. ويقول السيناتور الديموقراطي جوزيف بيدن العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان "الادارة لم تطلب بنسا واحدا في العام القادم لتمويل النفقات العسكرية في أفغانستانوالعراق". وقال بيدن لشبكة "أن.بي.سي" التلفزيونية "لماذا لم يطلبوا؟ لا يعرفون؟ إننا نعرف بالفعل أن الامر سيتطلب 60 بليون دولار على الاقل للابقاء على القوات هناك". وكان رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز أبلغ اللجنة الاسبوع الماضي بأن احتدام القتال ربما يؤدي لزيادة نفقات الحرب بواقع أربعة بلايين دولار حتى نهاية الصيف. وأضاف مايرز "نعتقد أننا نستطيع تدبير الامر حتى نهاية آب أغسطس وعلينا أن نفكر في ما يتعين عمله في أيلول سبتمبر". وكان اشتعال الموقف في الفلوجة ومدن شيعية في جنوبالعراق دفع البنتاغون الى الاعلان عن تمديد بقاء عشرين الف جندي لمدة تسعين يوماً بعد انتهاء مدتها الاصلية هناك التي استمرت عاما كاملا. وسيتكلف هذا القرار وحده قرابة 700 مليون دولار حسب مايرز. وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية السناتور الجمهوري شوك هاغل عن قلقه من أن رفض البيت الابيض طلب أموال ربما كانت وراءه دوافع سياسية، وحض بوش على أن يكون صريحاً مع دافعي الضرائب بشأن كلفة الحرب. وذكر هاغل في تصريح ان "الكل يعرف أن كلفة بقاء قواتنا في العراق هذا العام ستتراوح ما بين 50 و 75 بليون دولار". ويقترح بوش ميزانية عسكرية قدرها 400 بليون دولار للعام المالي 2005 ولكن هذا الرقم لا يشمل كلفة الحرب في العراقوأفغانستان. لكنه تعهد في وقت سابق منذ الشهر الحالي بضمان توفير كل الموارد المالية والبشرية التي يحتاجها الجيش الاميركي حتى يستكمل مهامه في العراق.