تضع القوات العراقية والأميركية تكتيكات مفصلة لحماية مراكز الاقتراع من مهاجمين انتحاريين يتوقع أن يشنوا موجة هجمات بسيارات ملغومة على مراكز الاقتراع الخاصة بالانتخابات المقررة في الثلاثين من كانون الثاني يناير الحالي. وقال الميجر جنرال جون باتيست قائد الفرقة الاميركية الاولى للمشاة المتمركزة في المنطقة السنية شمالي بغداد ان الاميركيين يعتزمون البقاء بعيداً عن مراكز الاقتراع خلال الانتخابات تاركين المهمات الامنية الظاهرة للقوات العراقية. لكن القوات الاميركية ستكون قريبة، لدعم العراقيين اذا احتاجوا. وسيظل مكان الكثير من مراكز الاقتراع سرياً حتى اللحظات الاخيرة أملا في أن يحول ذلك دون تعرضها لهجمات. وأعلنت السلطات العراقية السبت اجراءات من بينها حظر التجول وحظر السفر بين المحافظات وحظر حمل الاسلحة بالنسبة للمدنيين وحظر استخدام الطرق في يوم الانتخابات بالنسبة لغالبية السيارات. غير أن أحداً لا يتوقع أن تضمن تلك الاجراءات مرور الانتخابات بسلام. وتساءل باتيست في مؤتمر صحافي ليل السبت الاحد"هل ستقع هجمات في يوم الانتخابات". وأجاب قائلا"هذا أمر مفروغ منه... سيحاول المتمرد الانتحاري المناورة بسيارته الملغومة والاقتراب بها قدر المستطاع لايقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر. نحن نعلم ذلك. تلك هي تكتيكاته". وتتضمن خطة يوم الانتخابات تصوراً يقضي بتمركز حلقة داخلية من ضباط الشرطة العراقيين عند مراكز الاقتراع وحلقة خارجية من القوات العراقية والقوات الأميركية، للاستجابة السريعة يمكن نشرها عند الضرورة. واستخدم متشددون اسلاميون عشرات السيارات الملغومة لإحداث الفوضى في أرجاء العراق في الفترة السابقة على الانتخابات التي تعد أول انتخابات تعددية في العراق منذ نحو 50 عاما. كما توعدوا ببذل كل ما في وسعهم لافساد الانتخابات ذاتها. ويتركز العنف بصفة خاصة في المنطقة الواقعة تحت قيادة باتيست وهي رقعة من الارض تتضمن مدن سامراء وبعقوبة وتكريت وبيجي وبلد السنية المضطربة وتشترك مع ايران في حدود طولها 380 كيلومتراً. وعلى الرغم من التهديد يقول باتيست انه يثق في قدرة القوات العراقية التي دربتها وسلحتها القوات الاميركية على الاضطلاع بغالبية المهمات الامنية. وأضاف باتيست أن"العراقيين هم أصحاب القرار... انها انتخابات عراقية بالكامل... سنكون خارج كل هذا الامر... قادرين على التحرك الى النقاط الساخنة عندما نضطر لذلك. لدي اعتقاد كبير في أنهم سيكونون قادرين على السيطرة على الموقف لكننا سندعمهم وسنفعل ذلك بحزم". وتحملت قوات الامن العراقية الناشئة وطأة هجمات المسلحين. وكانت هذه القوات تشكلت اثر تسريح الجيش العراقي عقب الغزو الذي أطاح بصدام حسين. وتعد اعادة تفعيلها عنصرا أساسيا في الخطة الاميركية للخروج من العراق. وقال باتيست الذي يقود نحو 23 ألف جندي في منطقة سيكون فيها 950 مركز اقتراع"لقد دربنا العراقيين ليصبحوا رماة ماهرين. في عهد صدام كانوا يحصلون على ثلاث رصاصات كذخيرة كل عام. أما الآن فبامكانهم الحصول على ثلاثة آلاف كل يوم اذا أرادوا. ونحن نبين لهم كيف يفعلون ذلك. انهم حريصون تماما على تعلم كيف يفعلون ذلك". وزود الاميركيون قوات الأمن العراقية ببنادق كلاشنيكوف جديدة وسيارات وأجهزة اتصال لاسلكي حديثة فضلا عن تدريبها على القيام بالمداهمات واعداد نقاط التفتيش. وصرح باتيست بأن المتمردين خليط من اسلاميين موالين لأبي مصعب الزرقاوي حليف"القاعدة"وأعضاء في نظام صدام البعثي ومجاهدون من السعودية واليمن والسودان. واضاف"هناك تأثير للقاعدة والزرقاوي الى حد ما، وان لم يكن على أعداد ضخمة، لكن ذلك التأثير موجود من دون شك. وبعد ذلك من المؤكد وجود تأثير للبعثيين... بعض منهم له مأوى في سورية، لكن هناك علاقة مؤكدة بين سورية وبين هذه المنطقة من العراق والبعثيين". وتتعرض القوات الاميركية والعراقية لحوالي 150 هجوماً في الأسبوع في منطقة باتيست بعد أن كان عدد الهجمات الذي تتعرض له 100 فقط أسبوعيا قبل تشرين الاول اكتوبر الماضي عندما شنت هجوما شاملا على سامراء التي أصبحت معقلا للمسلحين. وعزا باتيست هذه الزيادة في الهجمات الى تدفق المتمردين من الفلوجة بعد أن أجبرتهم القوات الاميركية على الفرار من تلك المدينة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي.