تجرى انتخابات في غضون يومين في نينوى المحافظة العراقية الاكثر عنفا وآخر معاقل تنظيم القاعدة وجماعات متمردة أخرى مما قد يجلب السلام أو الصراع مجددا بين العرب والاكراد. ويصوت العراقيون يوم السبت للمرة الاولى منذ عام 2005 في انتخابات محافظات من المرجح أن تعيد رسم الخريطة السياسية بعد قرابة ست سنوات على الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة وما سببه من أعمال عنف رهيبة. وتشتد المنافسة في المحافظة الواقعة شمال العراق والتي تعتبر ساحة للمعركة بين جماعات عرقية ودينية متنافسة. وتعيش في نينوى أغلبية من العرب لكن الاكراد يدعون أحقيتهم في جزء فيها. وقاطع العرب انتخابات المحافظات الاخيرة عام 2005 ليحصلوا على عشرة فقط من بين مقاعد مجلس نينوى البالغ عددها 41 مقعدا على الرغم من أنهم يشكلون نسبة 60 في المئة من سكان المحافظة. ويسيطر الاكراد على 30 مقعدا على الرغم من أنهم لا يمثلون سوى ربع عدد السكان. وقال محمد شاكر مسؤول الحزب الاسلامي العراقي في نينوى للصحفيين في مدينة الموصل عاصمة المحافظة والتي شهدت أعمال عنف إن السنة في نينوى سيشاركون لانهم يرون المشاكل التي نشأت عن عدم مشاركتهم المرة الاخيرة. وأضاف أن العرب يتمنون أن يصبح المجلس هذه المرة أكثر تمثيلا للجماعات الدينية والعرقية في المحافظة. ويتصاعد التوتر بين الاكراد والعرب في العراق في الوقت الذي تتراجع فيه وتيرة أعمال العنف الطائفي بين السنة والشيعة. وبينما يعيش معظم العراق أفضل سنواته من الناحية الامنية منذ سنوات تكافح الموصل ونينوى للتخلص من حركة تمرد قوية. وقتل مسلحون اثنين من المرشحين هناك. وأعادت القاعدة تجمعها هناك عام 2007 بعد طردها من معاقلها السابقة في بغداد وغرب العراق. وقال الميجر كارل نيل رئيس المخابرات العسكرية الامريكية في نينوى "نتوقع أن تحاول القاعدة إثارة العنف للتسبب في إعاقة الانتخابات. الموصل هي آخر معقل للقاعدة." ويقول مسؤولون إن حظر حركة السيارات سيمنع هجمات السيارات الملغومة لكن الانتحاريين قد يحاولون استهداف مراكز الاقتراع. وقد يدخل مثل هذا الامر الجيش الامريكي في ورطة لانه يجب أن يبقى بعيدا عن الانتخابات لكن لا تزال هناك حاجة إليه لنشر الامن كما أن سياراته المصفحة هي الوسيلة الوحيدة لتأمين حركة مراقبي الانتخابات في المحافظة. ويقول مسؤولون أمريكيون أن هناك 12 جماعة أخرى غير القاعدة تحارب في نينوى بينها الكثير من القوميين العلمانيين أو فلول حزب البعث الذي ترأسه صدام. ومن بين الاحزاب التي تسعى لتحقيق نجاح في هذه الانتخابات حزب الحدباء الجديد الذي يشمل بعثيين سابقين. ويرفض أثيل النجيفي رئيس الحزب وهو بعثي سابق الاحتلال الامريكي وكذلك أعمال العنف. ويتهم النجيفي مقاتلي البشمركة الكردية بترويع الناخبين وقال إنه عندما يدرك الاكراد أنه يفقدون سيطرتهم لن يصبحوا عقلانيين وسوف يريدون البقاء في السلطة. وقال شاكر أن العنف نتيجة للبطالة. وأضاف أن الشخص الذي لا يعمل وليس لديه غذاء ولا ملابس لن يتصرف كإنسان وإنما كوحش وأن هذا هو ما حدث.