اثارت الرسالة التي قدمتها القوات الامريكية كدليل على نشاط تنظيم القاعدة في العراق اهتماما بكاتبها. وقالت سلطات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة انها صادرت قرص كمبيوتر يحتوي على الرسالة وعلى خلاف قادة آخرين ينتمون الى القاعدة ادينوا في هجمات سابقة على هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 فاسم الزرقاوي ليس مدرجا على قائمة مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي لاكثر 22 شخصا مطلوب اعتقالهم. واعلنت واشنطن لاول مرة في اكتوبر الماضي عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله. لكن اذا كان تنظيم القاعدة كما يدفع الخبراء منظمة هرمية تشمل افرعا متداخلة اكثر منه مجرد جماعة فضفاضة من افراد مستقلين فان الزرقاوي آنئذ يوصف بانه رئيس واحدة من اكثر افرع القاعدة نشاطا في اوروبا والشرق الاوسط. والزرقاوي اكبر شخصية من شخصيات القاعدة تربط اجهزة المخابرات الغربية بينها وبين العراق. وقبل حرب العراق في العام الماضي كان الزرقاوي محور دفع وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان القاعدة تطور وجودا في العراق. وقال باول ان الزرقاوي الذي فقد ساقا في افغانستان تلقى العلاج في بغداد. وتأسس تنظيم القاعدة في التسعينات عندما دمج اسامة بن لادن شبكته مع تلك التابعة للمصري ايمن الظواهري واعلن الحرب على (اليهود والصليبيين) في انحاء العالم. وقاد الزرقاوي مجموعة من الاردنيين المعارضين لنظام الحكم المعتدل في المملكة الاردنية ونقلهم الى معسكرات القاعدة في افغانستان. ويعتقد ان الزرقاوي اقام في العراق مع ميليشيا جماعة انصار الاسلام الاسلامية الكردية في 2002 بعد ان فر من افغانستان عبر ايران في اعقاب الهجمات الامريكية في اواخر 2001 . وفي العام الماضي اصدر الاردن حكما غيابيا باعدام الزرقاوي بتهمة التآمر لشن هجمات ضد غربيين في الاردن ويقول: ان انصاره قتلوا الدبلوماسي الامريكي لورانس فولي في اكتوبر تشرين الاول 2002 . واتهمت دول غربية ايران بالسماح له بالعمل من اراضيها وهي تهمة تنفيها طهران. وقال مسؤول مخابرات اوروبي كبير لرويترز: انه يعتقد ان الزرقاوي يتخذ من الحدود الايرانيةالعراقية مقرا وربما يتنقل ذهابا وايابا عبر الحدود. وربط ايضا بين الزرقاوي ومؤامرات في اوروبا. وتجري محاكمة العديد من انصاره في المانيا بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد اهداف يهودية هناك. وقال باول: ان الزرقاوي استخدم قواعد جماعة انصار الاسلام للتآمر من اجل شن هجمات كيماوية على اوروبا الغربية. وقال مسؤول المخابرات الاوروبي لرويترز: انه من المقبول جدا ان الزرقاوي هو فعلا كاتب الرسالة المكتوبة بالعربية الفصحى والتي تشمل عبارات كالتي يرددها ابن لادن. ومن شأن ذلك ان يقيم حلقة ربط بين العراق وزعماء القاعدة المعروفين في دائرة ابن لادن وما يصفه المسؤولون بالجيلين الثاني والثالث من المتشددين الذين يستلهمون افكارهم من ابن لادن حتى لو لم يسبق ان صافحوه مطلقا. والرسالة ان كانت حقيقية لا توضح تحديدا حجم الدور الذي لعبه المتشددون الاجانب في الهجمات في العراق. لكن ما ورد فيها من خطة لاشعال نيران حرب طائفية توضح التهديد الذي قد يمثله وجود راسخ للقاعدة على المدى الطويل. واذا كان الزرقاوي مسؤولا عن هجمات في العراق فان ذلك سيوضح كيف حصلت المقاومة على تكتيكات القاعدة. لكن الخبراء يقولون ان المقاومين لديهم مصادر كثيرة يستوحون منها ومصادر كثيرة للتمويل والسلاح والدعم بما لا يجعل وصف الدور الذي لعبه اجانب مثل الزرقاوي على وجه الدقة امرا سهلا. وقال جوش ماندل خبير شؤون الشرق الاوسط في هيئة كونترول ريسك جروب الاستشارية الامنية: ما نقله المتشددون الاسلاميون .. هو المعرفة التقنية الخاصة بالسيارات الملغومة الانتحارية .. هذا اسلوبهم. وقال: لدى كثيرين خلفيات مختلفة لكن قضيتهم مشتركة. ومع ظهور المقاومة.. بات هناك مزيد من التنسيق .. بما لا يمكنك من ان تقول بوضوح ان ذلك التفجير الانتحاري من عمل القاعدة وهجمات اخرى من عمل آخرين. وقال ماجنوس رانستورب خبير الارهاب في جامعة سان اندرو البريطانية ان وكالات المخابرات ستمعن في دراسة رسالة الزرقاوي بحثا عن تفاصيل تبرهن على انه لعب دورا ولا يعلن مسؤوليته عن هجمات نفذها آخرون. وقال: الشيء المهم هو ما اذا كان هناك اي تفاصيل خاصة بالعمليات في الرسالة المؤلفة من 17 صفحة يمكن ان تشير تحديدا الى حقيقة انه او مساعديه مسؤولون عن الهجمات الخمس والعشرين. واضاف: ان الزرقاوي شخص مهم جدا. وذلك لا يعني انه مسؤول عن كل هذه الهجمات مثل تفجير يوم الثلاثاء الانتحاري الذي قتل فيه نحو 50 شخصا في مركز للشرطة في بلدة اسكندرية الشيعية جنوبي بغداد.