يؤكد الجنود الاميركيون المتمركزون أمام عرباتهم القتالية في شوارع الموصل انهم مصممون على انجاز المهمة المناطة بهم على اكمل وجه وتطمين سكان المدينة ليشاركوا في الانتخابات المقررة في 30 كانون الثاني يناير. ويتبادل الجنود اطراف الحديث والمزاح، لكنهم يأملون خصوصاً بأن لا يقعوا ضحية قنبلة تنفجر على جانب الطريق او سيارة مفخخة. وقال اللفتنانت ريتش هيغن لرجاله من الفوج الاول في كتيبة المشاة الرابعة والعشرين ان"اجواء الخوف تعم المدينة هنا. لقد اعتاد سكانها على القمع ولهذا السبب لا يعرفون كيف يتصرفون واننا هنا تحديداً لمساعدتهم". وقبل ثمانية ايام من موعد الانتخابات، كثّف الجنود الاميركيون دورياتهم في مدينة الموصل حيث غالبية السكان من السنة لتطمينهم بان الاوضاع تحت السيطرة وان اجواء آمنة تعم المدينة تسمح لهم بالتصويت. كما اخذ الجنود الاميركيون يوزعون منشورات ويقنعون السكان بجدوى المشاركة في الاقتراع. ويرى جنود ان تشجيع السكان على التصويت أمر ايجابي في حال ساهم ذلك في الحد من اعمال العنف وتشكيل حكومة تضمن الامن. في حين يرى آخرون ان تشكيل حكومة تساعد الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب أهم، في حين يعتبر البعض ان مهمتهم ليست ارساء الديموقراطية وان الوقت قد حان للعودة الى بلادهم. وتعد الموصل من المدن التي لم تنجز فيها بعد الاستعدادات للانتخابات. ويؤكد كثيرون في المدينة انهم لن يشاركوا في الاقتراع خوفاً من ثأر المسلحين او لانهم لا يعرفون جيدا التفاصيل المتعلقة بهذه الانتخابات. واخيراً، سيّر عشرات الجنود الاميركيين دوريات على متن مدرعاتهم"سترايكر"في أزقة أحد أخطر الاحياء وأشدها فقراً في المدينة على الضفة الغربية من نهر دجلة. وسار وراء القوات الاميركية جنود عراقيون كانوا يتقدمون بخطوات مترددة، واضطر الجميع الى تخطي اكوام من النفايات والعبور وسط مياه الصرف الصحي المخلوطة بدماء الاضاحي لمناسبة عيد الاضحى. وفتش الجنود الاميركيون منازل بحثاً عن اسلحة. وقال رجل سبعيني للسرجنت لويس بيريس 23 عاما:"اقسم انه ليست هناك رصاصة واحدة في منزلي". وفي الخارج يقوم زملاؤه بتوزيع المنشورات. وقال احد الجنود الاميركيين:"قولوا للارهابيين ان ما حصل يكفي. وشاركوا في الاقتراع في 30 من الجاري". واصيب بيريس بتشوه في ربلة الساق ويحمل آثار جروح في الوجه والعنق نتيجة انفجار قذيفة هاون على بعد امتار منه قبل شهرين. وعولج في المانيا لكنه فضل العودة الى العراق بدلا من العودة الى الولاياتالمتحدة. وقال الشاب الكاليفورني، الكوبي الاصل:"افضل ان اشارك في محاربة الارهابيين بدلا من البقاء في حديقة منزلي". وينهي خدمته العسكرية في تشرين الاول اكتوبر، لكنه يعتقد ان القوات الاميركية ستبقى في العراق لفترة طويلة حتى بعد الانتخابات. وقال كريغ كيليان 26 عاما من الفوج الاول من ولاية واشنطن:"أريد ان أكون واثقاً من ان الحكومة العراقية قادرة على التصدي للارهاب لان ساحة المعركة هنا". ومن جانبه قال باتريك ميلر 21 عاما من الفوج الاول ان"الانتخابات قد تشكل منعطفا بالنسبة اليهم والينا". وقال جندي في التاسعة عشرة من العمر طلب عدم ذكر اسمه:"في اليوم الذي اتممنا فيه بحثنا عن اسلحة الدمار الشامل اعتبرت انه كان علينا مغادرة البلاد". واضاف ان"العراقيين غير مستعدين للقتال في سبيل بلادهم وانا لست مستعدا لدفع الثمن". ومنذ كانون الاول ديسمبر قتل 19 جنديا اميركيا في الموصل بينهم 14 في عملية انتحارية في قاعدة عسكرية.