يؤكد الجنود الاميركيون المتمركزون امام عرباتهم القتالية في شوارع الموصل انهم مصممون على انجاز المهمة المناطة بهم على اكمل وجه وتطمين سكان المدينة ليشاركوا في الانتخابات المقررة في 30 (كانون الثاني) يناير. ويتبادل الجنود اطراف الحديث والمزاح، لكنهم يأملون خصوصا في ان لا يقعوا ضحية لقنبلة تنفجر على جانب الطريق او سيارة مفخخة. وقال اللفتنانت ريتش هيغن لرجاله من الفوج الاول في كتيبة المشاة ال24 ان «اجواء الخوف تعم المدينة هنا. لقد اعتاد سكانها على القمع ولهذا السبب لا يعرفون كيف يتصرفون واننا هنا تحديدا لمساعدتهم». وقبل ثمانية ايام من موعد الانتخابات، كثف الجنود الاميركيون دورياتهم في مدينة الموصل حيث غالبية السكان من السنة لتطمينهم بان الاوضاع تحت السيطرة وان اجواء آمنة تعم المدينة تسمح لهم بالتصويت. كما اخذ الجنود الاميركيون يوزعون منشورات ويقنعون السكان بجدوى المشاركة في الاقتراع. ويرى جنود ان تشجيع السكان على التصويت امر ايجابي في حال ساهم ذلك في الحد من اعمال العنف وتشكيل حكومة تضمن الامن. في حين يرى آخرون ان تشكيل حكومة تساعد الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب اهم في حين يعتبر البعض ان مهمتهم ليست ارساء الديموقراطية وان الوقت قد حان للعودة الى بلادهم. وتعد الموصل من المدن التي لم تنجز فيها بعد الاستعدادات للانتخابات ويؤكد كثيرون في المدينة انهم لن يشاركوا في الاقتراع خوفا من ثأر المسلحين او لانهم لا يعرفون جيدا التفاصيل المتعلقة بهذه الانتخابات. واخيرا سير عشرات الجنود الاميركيين دوريات على متن مدرعاتهم «سترايكر» في ازقة احد اخطر الاحياء واشدها فقرا في المدينة على الضفة الغربية من نهر دجلة. وسار وراء القوات الاميركية جنود عراقيون كانوا يتقدمون بخطوات مترددة واضطر الجميع الى تخطي اكوام من النفايات والعبور وسط مياه الصرف الصحي المخلوطة بدماء الاضاحي لمناسبة عيد الاضحى.