يقسم الاصلاحي الاوكراني الموالي للغرب وبطل"الثورة البرتقالية"فيكتور يوتشينكو 50 عاما اليمين الدستورية اليوم في حضور عدد من الشخصيات الدولية ليصبح بذلك رئيسا جديدا لاوكرانيا. ووصل خمسون وفدا اجنبيا أمس الى كييف للمشاركة في مراسم تنصيب يوتشينكو الذي سيقود لخمس سنوات اوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي تضم 48 مليون نسمة. وترفرف الاعلام الاوكرانية الوطنية الزرقاء والصفراء فوق مباني ساحة الاستقلال التي شهدت تظاهرات واعتصامات الحركة المناصرة ليوتشينكو، بينما لفت اعمدة المباني بالاقمشة البرتقالية. وبنيت منصة ضخمة لاستقبال الرئيس الجديد حيث يلقي خطابه الرسمي امام الاوكرانيين بعد ان يؤدي القسم الدستورية في البرلمان. وسيكون الرئيس البولندي الكسندر كفاسنيسكي والامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر، اضافة الى وزير الخارجية الاميركي المنتهية ولايته كولن باول من ابرز الحاضرين. اما روسيا التي كانت اعربت بوضوح عن دعمها للمرشح الخصم فيكتور يانوكوفيتش، فستتثمل برئيس مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي سيرغي ميرونوف. وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهانيه الخميس الماضي ليوتشينكو. وتتوج مراسم اليوم الحملة الانتخابية الاطول والاكثر صخبا في تاريخ اوكرانيا، والتي دفعت بملايين الناس الى الشوارع للاحتجاج على عمليات التزوير في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الاوكرانية في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي التي اعلن فوز يانوكوفيتش رسميا بها، لكن المحكمة العليا الغتها بسبب عمليات التزوير التي شابتها. وتبعت هذا الاشكال ازمة سياسية لا سابق لها انتهت الخميس الماضي عندما رفضت المحكمة العليا آخر شكوى تقدم بها يانوكوفيتش لابطال نتائج الدورة الاخيرة من الانتخابات التي جرت 26 كانون الاول ديسمبر. وفاز يوتشينكو الذي بات وجهه شبه مشوه بسبب مرض غامض اكد اطباؤه النمساويون انه ناجم عن تسمم بمادة الديوكسين، ب"الدورة الثالثة"من الانتخابات في 26 الشهر الماضي ب51.99 في المئة من الاصوات. وبعد عشر سنوات من حكم الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما، يتسلم يوتشينكو بلادا منقسمة ينخرها الفساد، يكرهه قسم من سكانها فيما يعلق القسم الآخر الامل باحراز تغييرات سريعة عليه. وقال المحلل السياسي اندري ايروملاييف ان"على الرئيس الجديد ان يفي بوعوده الاجتماعية وان يتبع سياسة مالية تنتظرها اوساط الاعمال وان يؤكد اولوياته الاوروبية على مستوى السياسة الخارجية". وغداة تنصيبه، سيتوجه يوتشينكو الى موسكو في مبادرة رمزية للمصالحة مع الجار الروسي السلافي الكبير، وستلي هذه الزيارة جولة اوروبية. وكتبت مجلة"دزيركالو تينيا"الاوكرانية أمس ان"الاهتمام ازاء اوكرانيا والثقة المعطاة لها كبيران. وينتظر الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة واوساط الاعمال مقترحات وتدابير ملموسة"من الرئيس الجديد. وفي مواجهة الولاياتالمتحدة التي دعمته، يفترض ان يعالج يوتشينكو المسألة الحساسة المتمثلة بالانسحاب العسكري الاوكراني من العراق. وكانت الادارة الاوكرانية السابقة برمجت هذا الانسحاب لكي يتم قبل 30 حزيران يونيو المقبل كما وعد يوتشينكو نفسه خلال حملته بتنفيذ هذا الانسحاب. لكن واشنطن طلبت من كييف ان"تدرس بتأن"هذا القرار. وتلقى يوتشينكو أمس اتصالا من الرئيس جورج بوش اعرب الرجلان خلاله"عن املهما بتعزيز تعاونهما الفعال"، بحسب ما اعلن الجهاز الاعلامي للرئيس المنتخب.