تردد امس ان مصر جددت عرضها التحرك من اجل هدنة لمدة عام بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية، فيما احجمت الدولة العبرية عن الرد بعنف على الهجوم الذي نفذته ثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة في معبر"المنطار"كارني بين اسرائيل وقطاع غزة واسفر عن مقتل ستة اسرائيليين، لكنها اغلقت المعابر الثلاثة الرئيسية التي تشكل المتنفس الوحيد لقطاع غزة الخاضع لحصار منذ سنوات. وتجنب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن التنديد بالهجوم، مشددا على انه لن يستخدم القوة ضد المسلحين. راجع ص 5 ومساءً اعلن احد مساعدي رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الاخير اوقف كل الاتصالات مع الفلسطينيين"لأنهم لا يفعلون شيئاً لوقف الارهاب". وقال"ان المهلة التي منحناها لعباس انتهت ولم تعد هناك فرصة لعقد لقاء بينه وبين رئيس الوزراء لفترة من الزمن". وجاء هجوم المنطار قبل 42 ساعة من تنصيب رئيس السلطة الفلسطينية المنتخب محمود عباس ابو مازن وادائه الولاء امام المجلس التشريعي. واختلفت التقديرات في شأن"الرسالة"وراء هذا الهجوم الذي اعتبره كثيرون"تحديا"و"صفعة"ل"ابو مازن"وبرنامجه السياسي. الا ان مواقف"حماس"والسلطة عززت الرأي القائل بأن المقصود من ورائه هو ان الهجمات لن تتوقف الا بتوقف التصعيد الاسرائيلي، وان التهدئة يجب ان تكون"متبادلة". فمن جانبها، اكدت"حماس"على لسان احد قيادييها في الضفة الغربية الشيخ حسن يوسف ان"العملية ليست رسالة الى السلطة او رئيسها ... انها للدفاع عن النفس في مواجهة التصعيد الاسرائيلي وسياسة الاغتيالات والتوغلات ... والعملية لا تقفل الابواب امام الحوار بين الفلسطينيين". ويبدو ان هذه الرسالة وصلت واضحة الى القيادة الفلسطينية التي تجنبت ادانة العملية، بل دعت الى"وقف متبادل للنار من الجانبين"الفلسطيني والاسرائيلي، مضيفة:"يجب على اسرائيل الانسحاب ووقف التصعيد حتى تتمكن القيادة الفلسطينية من مواصلة عملها بعد الانتخابات". وجاء موقف"ابو مازن"متناغما مع هذا التوجه عندما ساوى بين الهجمات من الجانبين، معتبرا ان هجوم المنطار والعمليات الاسرائيلية التي اسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين الاسبوع الجاري"لا تخدم عملية السلام". واضاف لدى استقباله نوابا عربا في الكنيست انه لن يستخدم القوة ضد المسلحين كما تريد اسرائيل، لكنه سيحاول التوصل الى هدنة معهم. ومن المتوقع ان يواصل الرئيس الجديد في الاسابيع المقبلة حوارا في القاهرةوغزة مع الفصائل الفلسطينية يهدف الى التوصل الى هدنة. ولا يستبعد المراقبون ان تكون للهجوم علاقة بما كشفه احد قياديي"حركة المقاومة الاسلامية"حماس لوكالة"اسوشييتد برس"من ان مصر جددت عرض هدنة لمدة عام على الفصائل الفلسطينية. ويضيف المراقبون ان هدف الهجوم في هذه الحالة هو وضع اسس سياسية جديدة في"العهد العباسي"، كما يطلق بعض الفلسطينيين على عهد عباس. ومن الواضح ان"ابو مازن"يسعى الى تجنب الاحتراب الداخلي مع فصائل المقاومة او وضع نفسه في مواجهة معها منذ البداية، ويفضل اعطاء الاولوية لضبط الوضع الداخلي ووقف الانفلات الامني والتسيب وفوضى السلاح واشاعة الامان لدى المواطن، وهو ما عكسه قرار تشكيل قوة امنية مشتركة من كل الاجهزة الامنية الفلسطينية قوامها 057 عنصرا وتشرف عليها قيادة موحدة تكون مهمتها ضبط الشارع، من دون المس بسلاح المقاومة، حسب ما افاد قائد الامن العام الفلسطيني في قطاع غزة عبد الرزاق المجايدة.