هل سيصاب المتفرج السوري بالتخمة السينمائية قريباً، هو الذي شكا كثيراً في الماضي من غياب الافلام الجديدة عن صالات مدنه، وسوء اداء الأسطوانات المدمجة التي يشتريها لتلك الافلام ان توافرت؟ سؤال بدأ بطرح نفسه بقوة خلال الشهور الاخيرة، اذ، مباشرة بعد اختتام دورة مهرجان دمشق السينمائي التي اتاحت لجمهور عريض مشاهدة افلام جديدة، منها افلام اميركية كانت قبلاً من"المحرمات"تقريباً، بدأت مؤسسة السينما السورية بتقديم دفعات من العروض تملك وحدها"سرّ"أساليب الحصول عليها، وسر جمال اختيارها ومطابقته مع ما يسمع به متفرجها من جديد الافلام. ومنذ السبت الفائت، ثمة دفعة جديدة، من 25 فيلماً اختيرت وبرمجت بعناية، لتعرض في صالة"دار الأسد للثقافة والفنون"تحت عنوان عريض وطموح هو"فضاءات سينمائية: الوجه الآخر للحياة". وهذه التظاهرة المفتوحة للهواة جميعاً من دون تفرقة افتتحت عروضها بواحد من انجح الافلام الفرنسية التي عرضت خلال الفترة الماضية وهو فيلم"جوقة الاطفال المغنين"، وستختتمها مساء الاربعاء المقبل، بثلاثة افلام هي التونسي"دار الناس"لمحمد دمق، والاميركيان"الايضاح"لبيتر جان بروغ، و"المحطة النهائية"آخر - وربما أجمل - ابداعات ستيفن سبيلبرغ، الذي قدم في فيلمه الواقعي الجميل هذا، صرخة من اجل الانسان، وضد العنصرية... على طريقته الشعبية الجماهيرية، ومن تمثيل توم هانكس، الذي يمكن ان يفوز بأوسكار هذا العام عن افضل تمثيل ذكوري. وبين فيلم الافتتاح وأفلام الاختتام، تقدم التظاهرة أفلاماً آتية من شتى زوايا العالم، من الولاياتالمتحدة، كما من مصر، ومن الهند والمغرب وروسيا: أفلام مغامرات شعبية، وأفلاماً درامية، أفلاماً رومانسية وأفلام"حركة"... من"أحلى الاوقات"للمصرية هالة خليل، الى"دي لافلي"الاميركي عن حياة احد اكبر موسيقيي أواسط القرن العشرين في هوليوود وبرودواي: كول بورتر. ومن"الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء"للمغربي محمد عسلي، الى"نهر مستيك"للعملاق كلينت ايستوود و"بارك الله المرأة"لستانيسلاف كافاروجين... وصولاً الى آخر ابداعات الهندية ميرا نابير"فانيتي فير"... مع مثل هذه العروض... في تنويعها وتواتر تواريخ عرضها وتحولها الى ظاهرة شبه متواصلة، ألا يحق للمرء ان يقول ان الشكوى السورية المتبرمة القائلة"اين نحن من جديد ما ينتج في العالم؟"تكاد تصبح جزءاً من الماضي... وألا يحق للمرء ان يسأل بجدية: أليس هذا نوع من الانفتاح الحقيقي... والذكي على العالم والعصر؟