استأثرت الجهود الاميركية لاجراء اتصالات مع ايران باهتمام كبير. لكن آليات التنفيذ ما زالت غير معروفة. وفيما التقى السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد زعيم"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم امس للتباحث في امكان اضطلاع احزاب شيعية مقربة من ايران دور الوساطة، اختلفت ردود الفعل العراقية حول مغزى المساعي الاميركية للتقارب مع ايران. واكد همام حمودي عضو هيئة الشورى المركزية في"المجلس الاعلى"ان"لقاء السفير الاميركي مع عبدالعزيز الحكيم خصص لموضوع الاتصالات مع الحكومة الايرانية وقضايا الحدود والوضع الأمني". وأكد ان لجنة عراقية تشكلت لمتابعة الموضوع من دون ان يوضح عدد أعضائها أو اسماءهم، كما لم يشر الى آلية عمل اللجنة. واعتبر عضو المجلس التوجه علي العضاض التوجه الاميركي الجديد"تطوراً مهماً في السياسية الاميركية على صعيد المنطقة كونه يأخذ وجهة نظر القوى الشيعية الناهضة". وقال ل"الحياة ان"العراق سيمثل محوراً رئيسياً لحلحلة الوضع في المنطقة وخلق توازنات جديدة غير تلك التي كانت مبنية على اساس قومي". واشارالى ان"اميركا تحاول معرفة موقف ايران من وجودها في العراق"، لافتا الى ان"زاد افضل وسيط بالنسبة الى الطرفين لأنه افغاني الاصل ويجيد العربية والفارسية". واكد ان مسؤولي الامن القومي الايرانيين كانوا يعلمون ان زاد عين سفيراً في بغداد ليتولى الاتصال مع طهران. ولفت احد المراقبين في العراق الى ان الولاياتالمتحدة تحاول من خلال الاتصال بمسؤولين ايرانيين استثمار شيعة المنطقة لتطويق الحركات السلفية. واستبعد عدنان الباجه جي، رئيس"تجمع الديموقراطيين المستقلين"ان يقبل الاميركيون بأي دور ايراني في ضرب المسلحين العراقيين. وقال ل"الحياة"ان"الاتصالات الاميركية الايرانية التي يتحرك من اجلها زاد في الوقت الحاضر ستقتصر على الملف الأمني داخل العراق"، موضحاً أن"الاميركيين سيطلبون من طهران الكف عن التدخل في الشأن الداخلي العراقي في ضوء معلومات عن تسلل عناصر مسلحة من ايران ودعم هذه الدولة لعناصر مسلحة عراقية". واشار الى ان هناك رؤية اميركية لانسحاب القوات الاجنبية من العراق"تتضمن بناء قوات عراقية متجانسة، تمثل جميع العراقيين ولا تخضع لنفوذ فئة او طائفة معينة، وهذا سيكون من بين المواضيع الرئيسية في الاتصالات الاميركية - الايرانية الحالية". من جهته، اعتبر جلال الدين الصغير، القيادي البارز في كتلة"الائتلاف"الشيعية ان"اي تقارب او حوار اميركي - ايراني سيكون مفيداً لأمن العراق واستقراره". الى ذلك، قال اللواء حسين علي كمال، رئيس الاستخبارات في وزارة الداخلية ل"الحياة"ان"الاتصالات الاميركية - الايرانية تدخل في اطار مساعي الاميركيين لدى الدول المجاورة للعراق لدعم الأمن والاستقرار". وزاد ان"ايران يمكنها المساعدة في ايجاد وضع مستقر ودعم مكافحة الارهاب".