تواجه الحكومة الاسرائيلية بتشكيلتها الجديدة اول اختبار حقيقي لها اليوم حين تصوّت الكنيست البرلمان بقراءة اولى على مشروع الموازنة للعام الحالي في ظل تهديد ثلث نواب حزب"ليكود"الحاكم بالتصويت ضد المشروع وافشاله على نحو ينذر بإسقاط الحكومة والتوجه الى انتخابات مبكرة باتت في رأي معلقين احتمالاً اكثر واقعية من اي وقت مضى. وكان"المتمردون"ال13 الذين يشكلون جبهة معارضة قوية لشارون داخل حزبه على خلفية خطته لفك الارتباط، صوتوا مساء اول من امس ضد الحكومة الجديدة التي نالت غالبية برلمانية بسيطة 58 مقابل معارضة 56 بفضل اصوات حركة"ياحد"اليسارية الصهيونية ونائبي القائمة العربية الموحدة عبدالمالك دهامشة وطلب الصانع اللذين امتنعا عن التصويت بعكس موقف نواب"الجبهة"و"التجمع"الستة الذين صوتوا ضد الحكومة. وما ان جلس الوزراء الجدد على كراسيهم حتى اطلق زملاؤهم من"ليكود"وصقور اليمين حملة لنزع الشرعية عن الحكومة"لانها قامت على اصوات اليسار والعرب". ما اعتبره وزير الزراعة يسرائيل كاتس"تجاوزاً لخطوط حمر"فيما اعلن وزير الصحة داني نافيه انه شرع في جمع تواقيع على عريضة ترفع الى شارون تطالبه باجراء استفتاء عام على خطة فك الارتباط. وكتبت صحيفة"هتسوفيه"لسان حال حزب"مفدال"الديني في عنوانها الرئيسي"حكومة جديدة مدعومة من اليسار ونواب عرب لاقتلاع المستوطنين". ويبدو ان شارون نفسه ليس مقتنعاً ايضاً بان يرهن حكومته على اليسار الصهيوني ونواب عرب. ونقل عن اوساط قريبة منه انه لن يتردد في تقديم موعد الانتخابات في حال فشل في تمرير مشروع الموازنة. لكن ثمة خياراً آخر امام شارون يمكن اعتباره مفتاحاً لحل ازمته الائتلافية يتمثل باغراء حركة"شاس"الدينية الشرقية المتزمتة بموازانات خاصة لمؤسساتها لقاء انضمامها الى الحكومة لادراكه ان ذلك يهدئ الوضع داخل"ليكود"ويمنح حكومته غالبية مستقرة. ويسود اعتقاد بأن الزعيم الروحي للحركة الحاخام عوفاديا يوسف سيعطي الضوء الاخضر لنواب الحركة بالالتحاق بركب الحكومة الجديدة ويعدل عن فتواه التي حرّمت الانضمام اليها طالما يتم تنسيق الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية مع السلطة الفلسطينية على نحو يضمن امن الاسرائيليين والمستوطنين المقيمين على طرفي"الخط الاخضر". وقد يوفر اللقاء المرتقب بين شارون والرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس ابو مازن سلماً للحاخام للنزول عن الشجرة التي تسلقها. الى ذلك يشكل خيار"شاس"المخرج شبه الوحيد لليكود للحؤول دون انشقاق فعلي في صفوفه ازاء اصرار صقوره على محاربة حكومة شارون الحالية بحجة انها"حكومة الانفصال".