استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم    التدريب التقني تمنح 63 رخصة تدريب لمنشآت جديدة في أكتوبر الماضي    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    المملكة وتعزيز أمنها البحري    مبدعون.. مبتكرون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    الرياض الجميلة الصديقة    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    سيتي سكيب.. ميلاد هوية عمرانية    هؤلاء هم المرجفون    أكد أهمية الحل الدائم للأزمة السودانية.. وزير الخارجية: ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية واحترام سيادة لبنان    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفلسفة الإدارية لأحد أبرز قادة الأعمال - "أنا لا أدير جنرال إلكتريك بل أقودها"
نشر في الحياة يوم 11 - 01 - 2005


جاك ويلتش ونهج جنرال إلكتريك
جاك ويلتش الأسطورة، الرئيس التنفيذي المتقاعد لشركة جنرال إلكتريك GE، أصبح أحد أكثر قادة الأعمال إجلالاً واحتراماً في العالم. يصف مؤلّف هذا الكتاب الحكمة الإدارية التي أنشأها ويلتش على مدى أربعة عقود بحيث حوّل تلك الشركة من عملاق مترهّل من طراز"الإقتصاد القديم"ورأسمال لا يتعدّى 4 مليارات دولار، إلى شركة جديدة ديناميكية يُقدّر رأسمالها بنصف تريليون دولار. وهكذا، قامت مجلّة"فورتشون"بتصنيف"GE"على أنّها أكثر الشركات التي يُنظَر إليها بعين من الإعجاب والتقدير في أميركا ومنحت الفضل لويلتش في"إعادة صياغة مفهوم إدارة الأعمال والحفاظ في الوقت عينه على ضخامة"GE"وازدهارها وربحيتها".
ووفقاً للكاتب، يعود نجاح"GE"إلى تفاني ويلتش الخالص في سبيل فلسفة قيادية خاصة به: هي مزيجٌ من حِِكَم عقيدة"زين"التي تؤمن بالتأمّل كوسيلة للتوصّل إلى الحقيقة ومن البراغماتية الصارمة. وهذه الفلسفة تكافئ المدراء على المستويات كافة الذين يسعون إلى خلق جوّ من التعلّم وتحويل ما يتعلّمونه إلى أفعال. لذا، حريٌّ بالشركات أن تتبع نصيحة ويلتش حول كيفية تعزيز بيئة عمل منفتحة وودودة تشجّع الموظفين على التعبير عن آرائهم، ممّا يكسر جدار العدائية بين المدراء والتابعين لهم. صحيحٌ أنّ هذا الأسلوب يحمل توقيع ويلتش، ولكن تستطيع شركتك أن تحذو حذوه. يمكنك تسريع عملياتك التجارية والتركيز بإستمرار على الإبتكار والحرص على وضع أفضل لاعبيك فقط في الميدان. ويقول ويلتش:"إنّ الأهم من هذا كلّه ألا تنسى يوماً أنّ التجارة والأعمال ليستا علم صواريخ، بل بسيطتان جداً."
إفهم دورك كقائد
القائد هو مصدر إلهام للموظّف إذ يبتكر رؤية معيّنة حول كيفية إنجاز العمل بصورة أفضل. ويأتي القائد بموظفين للأداء على مستويات ما كان يظنّها ممكنة ثم يتنحّى عن الطريق.
بسِّط الأمور
في ما يتعلّق بالرؤيا، يبقيها ويلتش بسيطة ويدافع عمّا يسمّيه بالرسالة الأساسية ألا وهي:"رؤية كبيرة ولكن بسيطة ومفهومة". على سبيل المثال، تقوم إحدى رؤى ويلتش على أن تكون كلّ شركة من مجموعة"GE"الأولى أو الثانية في مجالها. الأمر بهذا الوضوح والبساطة.
أُنشر الخبر
ينتهز ويلتش كلّ الفرص للترويج لرؤياه سواءً في رسالته السنوية"رسالة إلى المساهمين"، أم في خطاباته أمام مجلس إدارة"GE"وفي حواراته مع المحلّلين الماليين. ويحرص ويلتش على أن يفهم الجميع الرسالة عينها التي تتمثّل في ما يلي:"أنا لا أقول أمراً لمن في خارج الشركة وعكسه لمن في الداخل."على سبيل المثال، يتوقّع ويلتش من موظفي"GE"على المستويات كافة أن يكونوا قادرين على التعرّف إلى قيم الشركة والإلتزام بها.
كن واقعياً
يعتبر ويلتش أنّه يتعيّن على القادة أن يواجهوا حقيقية الأوضاع والمنتجات والموظفين ومن ثم أن يتصرّفوا بسرعة وبصورة حاسمة على أساس هذا الواقع. وتعني مواجهة الواقع التصرّف على أساس أنّ العالم بات أكثر تنافسيةً وأن لا وظيفة مضمونة لمدى الحياة. كما تعني أيضاً نبذ النهج البيروقراطي في إدارة الأعمال والإعتراف بأنّ التجارة والأعمال أمران بسيطان.
وفي بعض الأحيان، تعني مواجهة الواقع إتّخاذ قرارت صعبة. ولكن ويلتش على إقتناع بأنّ معظم الأخطاء ينجم عن عدم مواجهة الواقع والتصرّف على أساسه. وهو على سبيل المثال يقرّ بأنّ أحد أكبر أخطائه كان عدم التحرك بالسرعة الكافية لإجراء بعض التغييرات الجذرية في"GE". وأكثر ما يندم عليه ويلتش هو عدم شراء شركة لإنتاج الأغذية خلال الفترة الأولى لتولّيه منصب الرئيس التنفيذي وهو ما كان في نظره استثماراً مربحا.ً لكنّه تأخّر في اتخاذ قرار بهذا الشأن. وينصح ويلتش:"عندما ترتكب خطأً ما، إعترف بخطئك، لا بل تَعلّم منه."
قرّر ما تجيد فعله
وإفعله بطريقة أفضل
يرى جاك ويلتش أنّ الأقوى وحده يصمد ويستمرّ . فالشركات الضعيفة لا تملك الموارد أو القوة لتنافس سائر الشركات عالمياً. خلال السنوات الأولى لتولّيه منصب الرئيس التنفيذي، جعل ويلتش مهمّته الأساسية تعزيز وضع"GE"عبر إزالة شركاتها الضعيفة.
عندما تكون في الطليعة تستطيع التحكّم بمصيرك
في بداية الثمانينيات، كانت"GE"تضمّ 350 شركة ضمن 43 قطاع تجاري استراتيجي. ولكن وحدها منتجات ثلاثة تصنّعها"GE"كانت تملك حصّةً مهمّة في سوق الصادرات، وهي البلاستيك وتُربينات الوقود ومحرّكات الطائرات. ووحدها تُربينات الوقود كانت الرائدة في مجالها في السوق الخارجي. فرأى ويلتش أن"GE"يمكن لا بل يجب أن تحقّق أداءً أفضل. فوضع خطةً تحمل إسم"المرتبة الأولى، المرتبة الثانية"بهدف إعطاء دَفع لتنافسية الشركة. ودعت هذه الإستراتيجية إلى أن يكون كلّ قطاع من قطاعات"GE"إمّا الأول أو الثاني في مجاله. أمّا القطاعات التي لم تكن تتمتّع بميزة تكنولوجية فكانت تُلغى حتى وإن كانت تدرّ الأرباح. وفي هذا الصدد يقول ويلتش:"إذا كنتَ في المرتبة الرابعة أو الخامسة في السوق، فعندما يعطس الرقم واحد، أنت من سيُصاب بذات الرئة. أمّا إذا كنتَ أنت في الطليعة، فتستطيع التحكّم بمصيرك".
إشحذ هدفك وركّز
إختار ويلتش الإبقاء على الصناعات المُرتكزة على الأقل إلى واحدة من هذه الوظائف:
الوظائف الأساسية كالإنارة والمعدّات الرئيسية والمحرّكات ومعدّات النقل والتُربينات ومعدّات المقاولة.
التكنولوجيا المتطوّرة بما فيها المعدّات الإلكترونية الصناعية والأجهزة الطبية والمعدّات الجوية الفضائية ومحرّكات الطائرات.
الخدمات كشركة"جي إي كابيتال" وقطاعات الإعلام والبناء والهندسة والخدمات النووية.
وقد تمّ إغلاق أو بيع حوالي 117 شركة وقطاعاً صناعياً لكونها لا تتناسب مع الفئات المذكورة أعلاه. كذلك إشترت الشركة أصول بقيمة 16 مليار دولار تندرج ضمن هذه الفئات. على سبيل المثال، أتت حيازتا شركة"آر سي إي"التي كانت تملك شبكة" أن بي سي"، وبنك"كيدر بيبودي"للإستثمارات لتعزّزا قطاع خدمات"GE".
وسِّع أسواقك
مع حلول أواخر الثمانينيات، كان ويلتش قد حقٌّق هيمنةً إستراتيجيةً على السوق الأميركي وباتت أنظاره تتّجه نحو الساحة العالمية. فحمل مدراء الأقسام في الشركة على إعادة تحديد أسواقهم المستهدَفة أو توسيعها. وكانت النتيجة أن احتلّت شركات المجموعة المراتب الأولى أو الثانية عالمياً في مجالاتها بحلول خريف عام 1997،
أُضبط حجم القوة العاملة لمزيد من الفعالية
لعلّ أحد أهداف ويلتش الطويلة الأمد كان جعل"GE"ذات هيكلية ليّنة كأيّ شركة صغيرة. كانت"GE"في الثمانينيات مُثقلةً بالبيروقراطية وتضمّ 412 ألف موظّف. فتمّ تسريح ثلث هؤلاء الموظّفين والإبقاء على 270 ألفاً منهم فقط. وكان لا بدّ أيضاً من تقليص عدد المدراء بغية تسريع عمليات الشركة.
عندما تسلّم ويلتش قيادة"GE"كان عدد المدراء يصل إلى 25 ألفاً. فما كان منه إلا أن ألغى مناصب المدراء على مستوى القطاعات والمجموعة، مخفّفاً بذلك عدد المدراء بينه وبين مدراء الأقسام. وهذا ما حسّن بالتالي عملية التواصل ضمن الشركة. ونتيجةً لذلك، كان صانعو القرار يتلقّون المعلومات التي يحتاجون إليها بشكل أسرع وبالتالي يطرحون المنتجات في السوق بصورة أسرع أيضاً.
تخلّص من القيود
إبتكر ويلتش برنامج"وورك آوت"لمساعدة الموظفين على وقف"صراعهم مع القيود والعبثية التي تسود المؤسسات الكبرى". هناك حدود بين طبقات الإدارة، بين الأقسام، بين المنظمات وعملائها، بين الشركات ومموّنيها، بحيث تعترض هذه القيود حسن سير الأعمال. وقد حسّن هذا البرنامج عملية التواصل وعزّز الإبتكارات وسرّع العمليات. وكانت إزالة القيود من شركة"GE"تعني إشراك المموّنين والعملاء في عمليات التصميم والتصنيع. يشجّع هذا البرنامج إذاً المدراء على أن يسألوا أنفسهم: ما هي الأقسام التي تبطئ أداء الشركة؟ ما هي العقبات التي تعترض طريقها؟، ومن ثم يعملون على إزاحة كافة العراقيل التي تُعيق إطلاق منتج جديد وطرحه في الأسواق بسرعة.
شكِّلْ فريقاً من موظّفي الفئة "أ"
وحدهم الأشخاص من الفئة"أ"مدعوّون إلى تقديم طلب عمل لدى"GE". إنّهم أشخاصّ يؤمنون بقيم"GE"ويتمتّعون بأداء مميّز ويتحلّون بالرؤية والجرأة والنزاهة والحزم والبراعة. إنّهم حسب ويلتش"الأفضل في العالم". وموظّفو الفئة"أ"هؤلاء يتخطّون أدوارهم المحدّدة كمهندسين وخبراء في المالية مثلاً لتحسين قيمتهم بالنسبة إلى الشركة وقيمة الشركة في السوق.
ولكن ليس جميع موظّفي"GE"من الفئة"أ"، فهناك أيضاً الفئة"ب"التي تؤمن أيضاً بقيم الشركة وتتمتّع بالإنتاجية إلا أنّها بحاجة إلى المزيد من التحسّن. إنّها فئة بحاجة إلى التشجيع على حدّ قول ويلتش.
عيّن مدراء يتمتعون بالحيوية
يعتبر ويلتش أنّ معظم المدراء يبالغون في طريقة الإدارة بدلاً من نشر الحيوية من حولهم، ويصيبون الموظّف بالإحباط عوضاً عن إثارة حماسه. يبحث ويلتش عن مدراء للمناصب العليا يفيضون حيويةً ويجيدون وضع رؤية معيّنة والعمل بها ويضخّون الحماس في المحيطين بهم. أمّا مدراء المناصب المتوسطة فيجب أن يلتزموا بقيم"GE"أيضاً وأن يتحلّوا بروح القيادية والعمل الجماعي.
إجعل النوعية أولويةً في شركتك
قرّر ويلتش أن يجعل النوعية محور تركيز إدارته. فهو لا يريد أن تكون"GE"مساويةً لمنافسيها أو أفضل منهم، بل يريد الإرتقاء بالنوعية إلى مستوى جديد بالكامل والحلّ الأنجح هو"سيكس سيغما".
مفهوم سيكس سيغما Six Sigma
سيكس سيغما هو مقياسٌ للأخطاء في كل مليون عملية. وكلّما كانت الأخطاء أقلّ كانت النوعية أفضل. يعني مفهوم سيكس سيغما أنّ هناك حوالي 3.4 عيوب في كل مليون عملية. وكانت شركة"موتورولا"قد إبتكرت مبادرة سيكس سيغما في الثمانينيات ضمن جهودها الرامية إلى تقليص عدد العيوب في معدّات الإتصال والموصِّلات التي تصنّعها. وسرعان ما حذت شركات أخرى حذو"موتورولا"وحقّقت نتائج ملحوظة. وفي عام 1995، قرّر ويلتش إطلاق برنامج سيكس سيغما في"GE".
عملية سيكس سيغما
الخطوة الأولى في عملية سيكس سيغما هي تعيين مشروع ما حيث يتمّ بعدها تحديد الخصائص المهمّة للنوعية. ومن ثم يتولّى فريقٌ من إختصاصيي سيكس سيغما التدقيق في المشروع على أربع مراحل:
1 - يقيسون الخلل الناجم عن عملية أساسية
2 - يحلّلون المتغيّرات التي قد تكون وراء الخلل
3 - يحسّنون العملية عبر تحديد أقصى نطاق مقبول لهذه المتغيّرات
4 - يراقبون العملية للحرص على أن تبقى المتغيّرات ضمن النطاق الذي حدّدوه
تستغرق مراقبة مشروع معيّن أربعة إلى خمسة أشهر وتؤدي إلى خفض تواتر الخلل بنسبة 80 في المئة. وهذا ما يعادل 70 إلى 100 ألف دولار من توفير الأموال. ورغم أنّ"GE"أنفقت مبالغ طائلة على مبادرات مراقبة النوعية، إلا أنّ عائدات هذه المبادرات كانت بشكل عام ضعف تلك المبالغ. فلنأخد مشكلة قسم الإنارة في"GE"حيث كان نظام الفاتورة الإلكترونية الخاص به يتعارض مع النظام الشرائي ل"وول مارت". وهذا ما كان يتسبّب بالشجارات وتأخير المدفوعات وعدم رضا"وول مارت". فقام فريقٌ تابع ل"GE"بتطبيق مفهوم سيكس سيغما وتكنولوجيا المعلومات وأنفق مبلغ 30 ألف دولار لحلّ المشكلة. وتمكّن من خفض نسبة الأخطاء بمعدّل 98 في المئة في غضون أربعة أشهر فقط. وبالتالي، تراجعت نسبة الخلافات والتأخير، وحسّن"وول مارت"تعاونه الفعّال مع"GE".
ركّز على الخدمات كإستراتيجية للنمو
أدرك ويلتش باكراً أنّ نمو"GE"يجب أن يكون مصدره الخدمات، ولذلك، إتّخذ خطوات لتحقيق هذه الغاية. ويشكّل مثلا"أن بي سي"و"جي إي كابيتال"أبرز نجاحاته في هذا المجال.
بروز"جي إي كابيتال"
الورقة الرلبحة الأخرى لدى"GE"هي شركة"جي إي كابيتال سيرفيسز"التي تأسّست أثناء"فترة الإنهيار الكبرى"في الولايات المتحدة تحت إسم"جي إي كريديت"حيث كانت تقدّم القروض للأشخاص المحدودي السيولة لشراء الأدوات الكهربائية. وفي الستينيات، بدأت تموّل مُنتجات أخرى وصار إسمها"جي إي كابيتال". أما اليوم فباتت هذه الشركة القوة الدافعة للخدمات في"GE"ويعود معظم الفضل في ذلك إلى الجهود التي بذلها ويلتش لدعم قطاعات الخدمات. وتضمّ"جي إي كابيتال"اليوم 27 قطاعاً، من قطاع بطاقات الإئتمان إلى تأجير الأقمار الإصطناعية وصولاً إلى برمجة الكومبيوتر. وقد ساهمت الحيازات الجديدة إلى حد كبير في نمو هذه الشركة. فمنذ عام 1994، أنفقت"جي إي كابيتال"11.8 مليار دولار على حوالي 12 حيازة بما فيها حيازة شركة"كولوني فيرست أوف لينشبرغ"وهي رائدة في مجال التأمين وشركة"أميريداتا تكنولوجيز"للتكنولوجيا المتطوّرة. وخلال التسعينيات، وسّعت الشركة نفوذها العالمي بحيث ساعدت في تمويل مشاريع في المكسيك والصين وخصخصة مطار في المجر.
الأسواق العالمية
لطالما كان ويلتش مصمّماً على توسيع النطاق العالمي ل"GE". وهو يقول:"ما من توسّع عالمي غير محفوف بالمجازفات، ولكن الإكتفاء بالسوق الداخلي لا يُجدي. لا شكّ في أنّ جانب المجازفة كبير، إلا أنّ جانب الفُرص الجديدة أكبر. وهنا برأيي يكمن الفرق."
روّج لقيمك
القيم جزءٌ لا يتجزّأ من ثقافة"GE"لدرجة أن قام جاك ويلتش بطبعها على بطاقات صغيرة تتسّع في المحفظة وأعطى كلّ موظف في الشركة نسخةً من"دليل قيم الشركة"هذه. ومن القيم المطبوعة على البطاقات ما يقول إنّ قادة"GE"، وبنزاهة لا تتزعزع:
يتمتّعون بشغف التفوّق ويكرهون البيروقراطية
منفتحون على الأفكار الجديدة مهما كان مصدرها وملتزمون ببرنامج"وورك آوت"
يدفعون النوعية والكلفة والسرعة قدُماً حفاظاً على الميزة التنافسية
يتحلّون بالثقة بالنفس لإشراك الجميع من حولهم وإطلاق العنان لأنفسهم
يطوّرون رؤية واضحة وبسيطة وواقعية وينقلونها إلى العملاء كافةً
يتحلّون بحيوية ضخمة وبالقدرة على ضخ هذه الحيوية في الآخرين
يضعون أهدافاً طموحة ويكافئون أيّ تقدّم يتمّ إحرازه ويدركون في الوقت عينه معنى المساءلة والإلتزام
يرون التغيير على أنّه فرصة جديدة لا تهديد
يتمتّعون بأدمغة منفتحة وشاملة ويشكّلون فريق عمل متنوّع وشامل
"الإمتداد"لتحقيق الأهداف
يؤمن جاك ويلتش بتحديد الأهداف التي تبدو خارج متناول اليد. وهو يسمّي هذه الإستراتيجية بالإمتداد وهي بمثابة التجرّؤ على الحلم والتمتّع بمزيد من الإبداعية في إدارة شركتك. الإمتداد يعني أن تدرك أنك قد تفشل ولكن أن تحاول مهما كان لأنّها الطريقة الأفضل للنمو. بالنسبة إلى ويلتش،"الإمتداد يحلّ مكان ذلك العزم الخجول على أن تكون أفضل ما يجب أن تكونه، ويستعيض عنه بالتساؤل إلى أي مدى يمكن أن تصل براعتك؟"
برنامج"وورك آوت"
عام 1989، وضع ويلتش برنامجاً عشرياً يحمل إسم"وورك آوت". وكان الهدف منه منح جميع موظّفي"GE"فرصة المساعدة في حلّ المشاكل وإقتراح أفكار جيدة. ففي نظر ويلتش يكون العامل الملتزم أكثر إنتاجيةً. وأوضح ويلتش لمدرائه أنّ أفكار كل فرد هي في غاية الأهمية. وممّا قاله لهم:"إن كان هناك ثلاثة أشخاص، أريد ثلاث أفكار. إن كنتم تعطون الأوامر فقط فلن أنال سوى أفكاركم بينما أفضّل أن أختار من بين أفكار قدّمها ثلاثة أشخاص."
وهذا البرنامج الذي يشبه في تصميمه إجتماع بلدة"نيو إنغلاند"في"ماساتشوستس"يسمح للموظّفين بتقديم الإقتراحات مباشرةً إلى مدرائهم والحصول على الرد فوراً عندما تسنح الفرصة. ووفق هذا البرنامج، تستمرّ كلّ ورشة عمل لثلاثة أيام وتُخَصّص لجدول أعمال أو هدف محدّدين كتخفيض الكلفة أو طرح منتج جديد. ويدعو المنظّمون من يشاؤون لكنّ المدعوين ليسوا مضطرّين للحضور. وفي أفضل الأحوال، يستطيع أربعون أو خمسون شخصاً من الموظفين والإدارة الحضور.
وكالمعتاد، كان رئيس كلّ قسم من أقسام"GE"يفتتح ورشة العمل وينصرف بعدها. أمّا المشاركون فكانوا ينقسمون إلى مجموعات صغيرة بهدف مناقشة الأفكار الجديدة Brainstorming بينما يحرص مدير ورشة العمل على ألا يهيمن الموظّفون الأعلى منصباً على المناقشات. وكانت جلسات المناقشة هذه تستمرّ حتى اليوم الثالث حين كان المدير المسؤول يعود ويستمع إلى الأفكار الجديدة ويجيب على الإقتراحات. وكان أمام المدراء المسؤولين ثلاثة خيارات فقط: الموافقة على تنفيذ إقتراح ما، رفض الإقتراح أو طلب المزيد من المعلومات بعد أن يسمح المدير لفريق معيّن بجمع المعلومات ضمن مهلة محّددة. وحسب القواعد، كان 20 في المئة فقط من القرارات يخضع للتأجيل.
وقد أتى هذا البرنامج بنتائج جيدة على"GE". على سيبل المثال، أدّى إقتراحٌ بالسماح لعمّال قسم محرّكات الطائرات في ولاية"ماساتشوستس"بالمشاركة في مناقصة ضد بائع خارجي في أحد المشاريع إلى توفير مبلغ قيمته 80 ألف دولار أميركي. كما أدّى إقتراحٌ آخر في أحد مصانع"GE"في ولاية"بنسيلفانيا"بشراء الدهانات من مموّن واحد بدلاً من اثنين إلى تجانس نوعية الدهان وبالتالي تفادي إعادة العمل عليه وكذلك الحدّ من التأخير. وساهم إقتراحٌ آخر بفتح الفجوات وشراء المراوح في أحد مصانع الشركة في ولاية"كنتاكي"بتحسين ظروف العمل فيه.
النقاط الأساسية
وصفٌ ممتازٌ يروي كيف تمكّن الرئيس التنفيذي السابق لشركة"جنرال إلكتريك"GE من إزالة الحدود بين مختلف الطبقات الإدارية وبين المهندسين والمسوّقين وبين الشركة وعملائها بهدف عقلنة عملية إطلاق المنتجات والخدمات في السوق.
عندما تسلّم جاك ويلتش إدارة الشركة عام 1981 كانت أنظاره تتّجه نحو الأفق وما رآه أثار قلقه. فقد كان ارتفاع معدّل التضخّم الذي شهده العقد الفائت والمنافسة المتزايدة من قِبل اليابان يغيّران قواعد اللعبة. وكان ويلتش على يقين بأنّ"GE"وإن بدت في أفضل أحوالها بالنسبة إلى الناظر من الخارج، ما زال يتعيّن عليها أن"تتحسّن أكثر وأسرع". وكان هذا يعني إحداث تغيير، لا بل تغيير كبير.
خفّض ويلتش عدد الموظّفين وأزال الطبقية الإدارية وخفّف عدد الأقسام في الشركة وهذا ما جعله ينال لقب"نيوترون جاك". وقضى ويلتش أيضاً على الحدود الداخلية ممّا حسّن التواصل وسرّع العمليات. كذلك طبّق برامج لتشجيع الأفكار الجديدة ومكافأة النوعية ووسّع حضور الشركة على الساحة العالمية.
قَوْلب ويلتش الشركة وجعل منها هذه القوة التي هي عليه اليوم، إذ رفع نسبة عائداتها إلى مستويات قياسية مع حلول أواخر التسعينيات. وقد أنجز ذلك على طريقته الخاصة عبر:
فَهْم دوره كقائد
تحرير الشركة من أعباء البيروقراطية
البحث عن أفكار جديدة داخل الشركة وخارجها
دفع النوعية داخل الشركة برمّتها
ويروي"روبيرت سلييتر"ببراعة تحوّل"GE"من شركة مصنِّعة إلى شركة موجَّهة نحو الخدمات، واستيلائها على شبكة"أن بي سي"ً وكيف وسّعت خدماتها لتشمل الخدمات المالية والأسواق الخارجية.
المؤلف
روبرت سلييتر هو صحافي في مجلّة"تايم"منذ أكثر من 18 عاماً ويعمل أيضاً في"يونايتد برس إنترناشيونال"وفي مجلّة"نيوزويك". كتب عدداً من المؤلّفات عن"جورج سوروس"و"دونالد ترامب"و"مايكروسوفت"و"وول مارت".
للتوسّع في القراءة:
"الفوز"- جاك ويلتش
Winning, Jack Welch
"29 سرّاً من أسرار القيادية من جاك ويلتش"- روبرت سلييتر
29 Leadership Secrets from Jack Welch, Robert Slater
"أولاً، إكسر كلّ القواعد"- ماركوس باكنغهام
First, Break All the Rules, Marcus Buckingham
ملخّص من كتاب"Jack Welch and The GE Way"
لروبرت سلييتر مع إذن خاص من دار النشر ماكغروهيل.
[email protected]
Agora Communications 2005


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.