سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تحذر واشنطن من التدخل في الشيشان ومعارضوها يتخوفون من اغتيالات في أوروبا . روسيا تدخل بقوة ساحة الحرب على الإرهاب وتهدد ب"ضربات وقائية" في أنحاء العالم
أكدت روسيا أمس، دخولها بقوة إلى ساحة الحرب العالمية على الإرهاب، بالاعلان عن استعدادها لتوجيه "ضربات وقائية" الى قواعد الارهابيين في انحاء العالم، وذلك في اعقاب المجزرة في مدرسة بيسلان في اوسيتيا الشمالية الاسبوع الماضي. راجع ص 8 وحدد خبراء روس ثلاثة أماكن محتملة لتلك الضربات، اهمها واخطرها في ممر بنكيسي على الحدود الجورجية -الشيشانية حيث تعتقد موسكو ان اعداداً من الارهابيين يتجمعون ويتحركون بحرية "تحت انظار" تبليسي التي يتوقع ان تثير معارضة كبيرة لمثل هذا التحرك الروسي. كذلك تحدث الخبراء عن مكانين آخرين محتملين، يتطلب ضربهما غطاء دولياً، هما الحدود الافغانية - الطاجيكية التي تعتقد موسكو ان ارهابيين يستخدمونها معبراً الى آسيا الوسطى، والحدود الافغانية - الباكستانية حيث توجد قواعد لتنظيم "القاعدة". وتعهد رئيس الاركان الروسي يوري بالويفسكي امس، العمل "بكل الوسائل الممكنة على تدمير قواعد الارهاب في كل مكان". وقال ان بلاده "مستعدة لتوجيه ضربات وقائية ضد قواعد الارهاب في اي بقعة في العالم"، لكنه اضاف ان موسكو لن توجه ضربات نووية، مشيرا إلى ان اختيار الوسائل المستخدمة سيعتمد على طبيعة العدو وظروف الوضع في كل منطقة. واللافت ان الحديث عن ضربات محتملة، تزامن مع اعلان هيئة وزارة الامن الفيديرالي الروسية العثور على مخبأ ضخم للاسلحة والمتفجرات في منطقة الحدود الطاجيكية -الافغانية حيث ينتشر حرس حدود تابعون للاتحاد الروسي. وتزامن ذلك مع تجاذب روسي - اميركي بشأن التعاطي مع الانفصاليين الشيشان. واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة عدم تدخل واشنطن في التسوية الشيشانية، رداً على تلميح الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر إلى احتمال قيام الادارة الاميركية بعقد لقاءات مع قادة الانفصاليين الشيشان لسماع وجهات نظرهم. واعتبر لافروف ان هذه التصريحات لا تساعد في تعزيز العلاقة بين موسكووواشنطن وفي توحيد مواقفهما في الحرب على الارهاب. وفي الوقت نفسه، قال احمد زاكايف الناطق باسم الزعيم الانفصالي الشيشاني اصلان مسخادوف ان روسيا قد تحاول اغتيال شيشانيين في الغرب، وتحديداً في اوروبا، "على غرار ما فعلته في قطر" ملمحاً الى اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربايف في الدوحة في شباط فبراير الماضي. وتزامن ذلك مع مكافأة سخية قدرها عشرة ملايين دولار، خصصتها موسكو لمن يدلي بمعلومات عن مكان تواجد مسخادوف والقائد العسكري للانفصاليين الشيشان شامل باسايف المسؤول عن سلسلة عمليات انتحارية في روسيا خلال الاشهر الاخيرة. وفي غضون ذلك، ابلغ المدعي العام الروسي فلاديمير اوستينوف الرئيس فلاديمير بوتين انه تم التعرف إلى هويات 12 من الارهابيين الذين قتلوا خلال عملية اقتحام المدرسة في بيسلان لتحرير مئات الرهائن داخلها. ونقلت وكالة انباء "انترفاكس" عن مصدر قريب جداً من اجهزة التحقيق، تفاصيل اعترافات ادلى بها احد الارهابيين وهو نور باشي كولايف الوحيد الذي اعتقل حياً، وقال فيها ان المجموعة الارهابية لم تكن تنوي الافراج عن الرهائن في كل الاحوال. وجاء ذلك في وقت بثت قناة "ان تي في" التلفزيونية الروسية شريطاً صوره الارهابيون في اليوم الاول لعملية احتجاز الرهائن، وظهر هؤلاء فيه موزعين في انحاء صالة الالعاب الرياضية في شكل يجعلهم محاطين بكميات كبيرة من العبوات الناسفة. كما ظهر في الشريط رجال مقنعون يعتقد بأن بينهم قائدهم الملقب ب"الجنرال" الذي كان يتحدث هاتفياً مع جهة مجهولة يعتقد بأنها خارج روسيا. وصور الشريط احدى الانتحاريتين اللتين شاركتا في الاعتداء وكانت ترتدي ملابس سود وتلتف بحزام ناسف كما وضعت اصبعها طيلة الوقت على زناد مسدس كانت تحمله. ويعتقد المحققون ان هذه الانتحارية فجرت نفسها وسط عدد كبير من الرهائن بعد لحظات على وقوع انفجار ضخم فتح ثغرة في جدار صالة الالعاب الرياضية.