احبطت اجهزة الامن الروسية اعتداء ارهابياً ضخماً كان يتم التحضير له في مدينة سان بطرسبورغ عاصمة الشمال. وشهدت المدينة على الاثر حملة اعتقالات طاولت قوقازيين، فيما تواصلت التحقيقات في اعتداء مدرسة بيسلان الاسبوع الماضي. وتحدث مسؤولون روس للمرة الاولى عن احتمال ضلوع الجورجيين فيه، ما يوحي بمسار خطر للعلاقات بين موسكو وتبليسي، خصوصاً بعد انباء عن عزم الروس على شن ضربات في ممر بنكيسي الجورجي. ولم تكد روسيا تلتقط انفاسها بعد الاعتداء الدموي في بيسلان، حتى اعلن عن تحضيرات كانت تجرى لشن عملية مماثلة في سان بطرسبورغ، اذ عثرت اجهزة الامن على كمية كبيرة من المتفجرات داخل دار سينما في عاصمة الشمال الروسي. وقال ناطق باسم اجهزة الامن ان عبوات ناسفة ومواد شديدة التفجير اعدت على شكل اسطوانات يدوية التجهيز كانت مخبأة في دار عرض "بروغريس" وسط المدينة. واللافت ان العثور على المتفجرات تم صدفة خلال اعمال صيانة في الدار. واشار الناطق الى ان اعمال الترميم في الدار بدأت منذ شهور، ما يوحي بأن ارهابيين خبأوا المتفجرات لاستخدامها عندما تحين الفرصة المناسبة وفق السيناريو الذي حدث في مدرسة بيسلان التي كانت خضعت لاعمال صيانة قبل شهرين. وتشير التقديرات الى ان الارهابيين اخفوا اسلحتهم داخل المدرسة خلال الصيانة. وبدأت اجهزة الامن على الفور تحقيقات لتعقب الجهات التي حضرت للعملية في دار العرض. واعلن امس ان ثلاثة اشخاص على الاقل جميعهم من جمهوريات القوقاز اعتقلوا في سان بطرسبورغ وهم: شيشاني وانغوشيتي واوسيتي، قالت اجهزة الامن انها عثرت بحوزتهم عند اعتقالهم على اسلحة مختلفة. تداعيات مجزرة بيسلان الى ذلك استمرت تداعيات كارثة بيسلان امس. وبدا ان اجواء الغضب العارم في اوسيتيا الشمالية ستطيح القيادة المحلية، اذ تحدثت تقارير عن تقديم الرئيس الكسندر زاسوخوف استقالة حكومته الى المركز الفيديرالي في محاولة لامتصاص الاحتقان في الشارع، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب منه تأجيل تقديم استقالته في شكل رسمي. وربطت موسكو امس، للمرة الاولى، بين ازمة الرهائن وتطورات الموقف في جورجيا. وفي اتهام غير مباشر للجورجيين اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اعتداء بيسلان مرتبط بالوضع في منطقة النزاع الجورجي مع اوسيتيا الجنوبية. واعترف بعدم وجود ما يثبت تورط القيادة الجورجية في هذا الهجوم، لكنه قال انه يهدف الى زعزعة الاوضاع في شمال القوقاز واشعال حروب جديدة هناك. واللافت ان هذا الحديث جاء بعد يوم واحد على اعلان رئاسة الاركان الروسية ان موسكو قد توجه ضربات وقائية ضد اهداف ارهابية خارج اراضيها. على صعيد آخر، رد الانفصاليون الشيشان بالمثل على تخصيص الاجهزة الروسية مكافأة مالية تقدر بعشرة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقال او قتل زعيمي الحرب شامل باسايف واصلان مسخادوف، اذ بث موقع الكتروني قريب من الشيشانيين بياناً حمل توقيع "مركز مكافحة الارهاب في الجمهورية الشيشانية" ونص على تخصيص مبلغ 20 مليون دولار "لأي دولة او تنظيم او اشخاص يساعدون في اعتقال فلاديمير بوتين". ونقلت وكالة "رويترز" عن الموقع وصفه للرئيس الروسي بانه "مجرم حرب".