هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن حرب على "الارهابيين ومن يقف وراءهم فكرياً ومالياً في كل مكان". وفي وقت انكشف المزيد من التفاصيل عن عملية اختطاف الرهائن، افيد ان 45 من المرضى ما زالوا في حال حرجة بسبب تنشقهم الغاز الذي استخدمته القوات الروسية. ولاحت بوادر ازمة ديبلوماسية بين روسيا والدنمارك بسبب استقبال الأخيرة مؤتمراً شيشانياً عرض خلاله ممثل للرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف المحادثات مع موسكو. وفي وقت، بثت امس انذارات كاذبة من تعرض طائرات روسية للخطف، وحذر الاستراليون رعاياهم من زيارة روسيا. اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع الأول للحكومة الروسية بعد انتهاء ازمة الرهائن في موسكو، بأن بلاده تدفع "ثمناً غالياً بسبب ضعف الدولة". لكن الرئيس الروسي الذي شن حملة عنيفة على "الارهابيين الدوليين"، وقال انهم يكشفون يوماً بعد يوم عن مزيد من القسوة والدموية في اماكن عدة من العالم، هدد بشن "حرب حازمة" ضدهم. وزاد ان خطر استخدام وسائل القتل الجماعي غدا جدياً و"اذا فكر احد بالقيام بعمل ضدنا فسنرد بأقوى اسلوب". وقال بوتين ان الرد الروسي سيطاول "كل الامكنة" التي يتمركز فيها الارهابيون أنفسهم او من يقف وراء عملياتهم، من مخططين وممولين ومنظرين. الى ذلك، انكشفت تفاصيل اضافية عن سير عملية احتجاز الرهائن التي انتهت صباح السبت الماضي. وعرضت الاجهزة الأمنية امس على الصحافيين تسجيلات صوتية لمحادثة جرت عشية اقتحام المسرح بين احد الخاطفين وأعوان له خارج الحدود الروسية تحدث فيها عن اعتزامهم البدء في قتل الرهائن بسبب عدم استجابة موسكو لمطالبهم. في الوقت نفسه، ذكر ان الاجهزة الأمنية الروسية تبحث عن سيدة كانت بين الرهائن وأفرج الخاطفون عنها في وقت مبكر، بعدما سلموها شريط فيديو سجلوا عليه الوضع داخل صالة المسرح اثر سيطرتهم عليها. لكن الغريب ان السيدة "اختفت" بعد الافراج عنها مباشرة. من جهة أخرى، تزايدت التساؤلات حول طبيعة الغاز الذي استخدمته القوات الروسية عند اقتحام المسرح. وأكد ناطق باسم وزارة الصحة ان سقوط عدد كبير من القتلى بين الرهائن نتيجة استنشاق الغاز سببه الحال الصحية والنفسية التي عانوا منها بعد ثلاثة أيام من "الجوع والعطش والانهاك". وأكد الناطق ان الغاز الذي وصف بأنه "غاز عادي ويستخدم بكثرة في عمليات التخدير الطبي"، لا يمكن ان يؤدي في الحالات العادية الى مقتل هذا العدد الكبير 117 من الرهائن. لكنه اعترف بأن القوات الروسية اضطرت الى اطلاق كميات كبيرة من الغاز لكي تضمن انه سيؤثر في الخاطفين. الى ذلك، ذكر امس ان مئات من الرهائن السابقين غادروا المستشفيات فيما بقي زهاء 150 تحت المراقبة. وكشف مصدر في مركز استقبال حالات التسمم الحادة ان 45 من المرضى ما زالوا في حال حرجة. بوادر أزمة روسية - دنماركية برزت بوادر أزمة ديبلوماسية بين روسيا والدنمارك بسبب اصرار الأخيرة على استضافة مؤتمر عالمي للشيشانيين. واستدعت الخارجية الروسية امس، السفير الدنماركي في موسكو، وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة، واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي فاليري لوشينين ان السلطات الدنماركية باحتضانها للمؤتمر "تعلن عن تضامنها مع الارهابيين الشيشان". وقال ان ما يحدث هو "حملة استفزازية معادية لروسيا"، مشيراً الى عواقب جدية على العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف ان اي لقاءات ثنائية لن تكون ممكنة في هذه الظروف، وكذلك لن توافق روسيا على عقد اجتماع "روسيا - الاتحاد الأوروبي" في الدنمارك. وألغت موسكو زيارة الرئيس فلاديمير بوتين في 11 تشرين الثاني نوفمبر المقبل الى كوبنهاغن حيث كان مقرراً ان يلتقي رئيس الوزراء الدنماركي ويحضر قمة روسيا الاتحاد الأوروبي، التي تقرر نقلها الى بروكسيل. وقال احمد زكاييف مبعوث الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف الى المؤتمر ان الاخير على استعداد لاجراء محادثات غير مشروطة مع القيادة الروسية لايجاد حل سياسي للصراع الدائر في الشيشان. وقال زكاييف نائب رئيس الوزراء الشيشاني امام المؤتمر الذي بدأ اعماله في كوبنهاغن ان "الامر لن يحل الا سلماً". وقال ديني تيبس رئيس المؤتمر المنعقد في كوبنهاغن ان الحكومة الشيشانية لا صلة لها بالارهابيين. وأضاف: "لا نقبل الرأي القائل بأن الحكومة الشيشانية على صلة باية طريقة بالارهابيين". وقال: "اعتقد ان عاجلاً ام اجلاً ان صوت العقل سيسود في روسيا وانهم سيبدأون المفاوضات مع الحكومة الشيشانية بقيادة الرئيس مسخادوف". انذارات بخطف طائرات روسية أفادت وكالة انباء "انترفاكس" نقلاً عن المراقبين الجويين ان انذاراً بخطف طائرة كانت تقوم برحلة بين موسكو وبيرم جبال الاورال امس، نفاه على الفور افراد طاقم الطائرة. وقام المراقبون الجويون بالاتصال بالطائرة من طراز "اي - ان -24" التابعة لشركة "بيرمسكي افياليني" اثر تشغيل اشارة الانذار الاوتوماتيكية، لكن الطاقم قال ان "كل شيء طبيعي على متن الطائرة". من جهة اخرى، نفت وزارة الحالات الطارئة المعلومات حول خطف طائرة اخرى من طراز "اي ان -24" ايضاً لكن تابعة لشركة "دومودييدوفسكي افياليني" التي تنظم رحلات على الخط نفسه. وافادت وزارة الاحوال الطارئة ان الطائرتين هبطتا من دون مشكلات في مطار بيرم كما ذكرت وكالة "انترفاكس". تحذير الاستراليين من زيارة روسيا نصحت استراليا رعاياها امس، باتخاذ "اقصى درجات الحيطة" عند سفرهم لروسيا وقالت ان المخاطر التي تتهدد الاستراليين كبيرة. وقالت وزارة الخارجية الاسترالية ان "التهديدات ضد الاستراليين والمصالح الاسترالية في الاتحاد الروسي كبيرة ومن المحتمل تعرضها لعمل ارهابي". واضافت الخارجية ان الحكومة الروسية حذرت من احتمال قيام الانفصاليين الشيشان بمزيد من الهجمات. وكانت الحكومة الاسترالية تعرضت لانتقادات لعدم تحذير مواطنيها من احتمال وقوع هجوم في جزيرة بالي.