عرض وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الجديدة التي ستتبعها الحكومة الاشتراكية، امام 141 سفيراً اسبانياً، وذلك خلال افتتاح "مؤتمر السفراء" المنعقد في مدريد بين السادس والتاسع من الشهر الجاري. وتصدرت قضايا الدستور الاوروبي ومكافحة الارهاب الدولي والعلاقات المتوسطية وحل الازمات "المولدة للحقد بين الشعوب" الجانب الاولي لهذه السياسة. وبعدما طلب من الحاضرين العمل على تحضير "روزنامة استراتيجية خاصة باسبانيا"، اكد موراتينوس ان وزارته تدرس اعداد مخطط للتعاون الدولي، على المستوى الثنائي والجماعي، لمكافحة ارهاب منظمة "ايتا" الاسبانية وجميع شبكات "القاعدة" فور انهاء التحقيقات باعتداءات مدريد. وبالنسبة إلى العالم العربي، اعلن موراتينوس رغبة بلاده في اقامة "تحالف استراتيجي" ضد الارهاب مع العالم العربي والاسلامي. وقال: "ان دول العالم العربي والاسلامي تشعر بما نشعر ان لم يكن اكثر ازاء المخاطر التي تمثلها القاعدة، وهي عازمة على التصدي لتلك المخاطر". كما اعرب عن امله في استعادة مسيرة السلام. وطالب الاتحاد الاوروبي بدور اكبر للقضاء على ما وصفه ب"حلقة القدر المشؤوم المفرغة" في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وقال ان مدريد "ستعمل بجهد ونشاط لاستعادة مسيرة السلام في اطار خريطة الطريق والمشاركة الكاملة للجنة الرباعية كوارتيت"، وانها ستساهم في نشر الاستقرار في العراق. وعن العراقوافغانستان، قال: "لن يكون هنالك استقرار من دون شرعية ديموقراطية". واشار الى سحب القوات الاسبانية من العراق وارسال قوات دولية الى افغانستان. وتوقف عند مشكلات شمال افريقيا المتعلقة بالاستقرار والاقتصاد. وأكد أنه "اذا لم يكن هنالك تقدم لن يكون تكامل اقليمي". وقال ان حكومته ستستعمل قدرتها التحاورية للتعامل مع هذه القضايا. وعن الولاياتالمتحدة، قال انها "شريك وحليف يجب علينا ان نعمل الى جانبها في مناطق مثل الشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية"، على رغم وجود اختلاف في وجهات النظر في بعض الاحيان. وبالنسبة إلى العلاقات الاوروبية، اكد موراتينوس وجود اسبانيا في محور باريس-برلين في شكل قوي وثابت، واشار الى القمة التي سيعقدها رئيس الوزراء الاسباني مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر في الثالث عشر من الشهر الجاري. ويبدو ان الوزير موراتينوس ينوي تحضير مؤتمر اوروبي- متوسطي في الذكرى العاشرة لمؤتمر برشلونة، العام المقبل، يساعد على ايجاد حل نهائي لعدد من الازمات التي تعانيها الدول المتوسطية.