حينما صعد نجم نانسي عجرم، وغزت التلفزيونات العربية، ثم الحياة العامة... بغوايتها التي لا تقاوم، وجسدها القنبلة، قلنا: خلص، هذه المغنية تعلن ولادة زمن جديد في الفنّ، وفي الذوق، وفي الفيديو كليب، ولن يقوى على تجاوزها أحد! وهناك من قال الكلام نفسه على هيفا وهبي، وإليسا... بدا كأن هناك جيلاً من النجمات صعّدن معركة "التحرر"، ودفعن حدود الحياء الى اقصاها لعلّه "فضل" الفضائيات العربية علينا في معركة الحريات والاصلاح الراهنة في ديار العرب!، وبدا أن أية نجمة لن تقوى على تجاوزهنّ في المستقبل المنظور... لكن جاءت روبي، وصارت هوس الناس وشغلهم الشاغل، واستعمرت المخيلات والصحافة الفنية. زادت روبي "العيار"، ورفعت السقف أكثر. صارت هي نجمة الاثارة المطلقة، تمارس الرياضة بملابسها اللاصقة، وتغمزنا ببراءة العذارى، وتأسرنا بعفويتها المدهشة وهي تؤدي "نمرتها" أمام الكاميرا. نسينا نانسي وهيفا والأخريات، ولم يعد هناك في الميدان إلا روبي... "وأنا اعمل ايه باللي بحبّه/ يا ويلي يا ناري؟". صرنا نفكّر ونحن ننتظر اطلالتها كل صباح بشوق فظيع، على "ميلودي هيتز": هذه البنت حطّمت الرقم القياسي في الاثارة، وبالتالي الرواج، ولن "يغلبها" أحد... ثم جاءت مقتطفات فيلم روبي الأوّل لكنّه لن يكون الأخير على ما يبدو "7 ورقات كوتشينة" ل"مخرجه" شريف صبري تحذير الى هواة فيسكونتي وأنطونيوني وكازافتس: ابقوا حيث أنتم، لا تقتربوا من هذه الدوشة! لتنتظم في فيديو كليب جديد للفنانة الرياضية، لا يملك سحر كليبيها السابقين، وإن تضمّن قدراً كبيراً من الاثارة. وإذا بالمفاجأة تأتي من الفضائيّة الموسيقيّة نفسها التي اطلقت روبي واحتكرتها حتّى الآن "ميلودي هيتز". المفاجأة؟ بل قل "الصدمة"، إذ فقد "عشاق" روبي صوابهم، وسرعان ما تخلّوا عن حبّهم القديم... ليقدموا فروض الطاعة الى "معبودتهم" الجديدة. إسمها ماريا، وتهوى "البوظة". البوظة على أنواعها من "جيلاتي" و"آيس كريم" وغيرهما، ناهيك بسائر الحلويات من "غزل البنات" و"المصاصة" sucette، واللبانة العلكة... وصولاً الى الشوكولاته والكاكاو تحديداً. ونجمتنا الصاعدة في كليبها الأوّل "إلعب" الذي تمكن مشاهدته يومياً على "ميلودي" في الموعد الذي كان مخصصاً لروبي، تضع المذكورة في "جيبتها" الصغيرة. لديها من القدرة على الاغراء والاثارة ما يكفي لتدمير امبراطوريّة. يكفي أن تراقبوا المخرج الذي يختارها خلال ال"كاستينغ" من بين كلّ البنات، لاحظوا كيف يعرق وتنقطع أنفاسه ويكاد يغمى عليه... وهو يصوّرها بالشورت، وبضفيرتيها الطفوليتين. ولا عجب في ذلك الاختناق، نفكّر، إذ نتفرّج عليها كيف ترقص وتغنّي وتتدلّع على المهرّج بائع الحلوى، وتمغط اللبانة في فمها، وتلعق المصاصة التي عليها اسم "ماريا" بحروف لاتينية. الكليب من اخراج جاد شويري. إنسوا روبي! لا أحد يستطيع أن يقاوم ماريا. خصوصاً حينما تفلت من فمها بدلال كلمة: "إلعب" كلمات هاني الصغير، لحن: محمد رحيم. "إلعب إلعب إلعب/ آه سيدي/ إلعب.. آه روحي/ علشان حظك قوي/ إلعب إلعب إلعب/ لعّيب، حرّيف قوي". إنها تحرّك فينا كلّ أنواع الرغبات. شهوة الحلوى تحديداً. خصوصاً حينما تواصل الغناء من البانيو المغطس، وتعاود اللازمة: "عَمّل بتخطط وبترسم/ على إيه يا جميل الصورة؟/ هو احنا بنعشق يا حبيبي/ ولا احنا بنلعب كورة؟"... وهنا ينهمر في ال"بانيو" - لجهة يسار الشاشة - سيل من الحليب. يغمر السائل الأبيض جسد ماريا، ثم ترش يد خفيّة الكاكاو من علبة عملاقة، ماركة "ماريا". الافطار جاهز إذاً، برعاية MARIA، ماركة الاغراء الجديدة. كل صباح عند التاسعة صباحاً بتوقيت غرينيتش، اشغلوا التلفزيون، وانتظروها. الألبوم "ألعب" يتضمّن أغاني من تلحين سليم سلامه "بحبك قد إيه"، "يا ماريا" في توزيع جديد... وآخرين. أما حلويات ماريا، فتجدونها في الأسواق، أو على موقع الانترنت الخاص ب"ميلودي" بحسب ما هو مشار إليه في نهاية الفيديو كليب. شهيّة طيبة!