فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه اطلاق الديبلوماسي الايراني فريدون جيهاني "أمراً مشجعاً"، دخل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على خط الوساطة للافراج عن الرهينة البريطاني كينيث بيغلي بطلب من ايرلندا. وأعلن مسؤولون ايرلنديون وفلسطينيون أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيقوم بمحاولات للافراج عنه. وأوضح وزير الاتصالات الفلسطيني عزام الأحمد أن "الرئيس عرفات طلب مني رسمياً التحدث الى كل القوى السياسية والأصدقاء في العراق... نأمل في أن نتمكن من اقناع الخاطفين بالافراج عن جميع الرهائن الأجانب ومن ضمنهم بيغلي". وجاء تدخل عرفات بعدما كتب اليه سياسي ايرلندي طالباً منه المساعدة في الافراج عن مواطنه. وقال مايكل دي. هيغينز الناطق الخاص بالشؤون الخارجية في حزب العمال الايرلندي انه كتب الى عرفات من طريق ممثليه في دبلن بعد التحدث الى بول شقيق بيغلي. وفي الخطاب، أكد هيغينز أن والدة بيغلي من أصل ايرلندي وان ايرلندا اتخذت موقفاً محايداً من الحرب على العراق. وقال هيغينز: "أمس اتصل بي ممثل عرفات ليؤكد أن الرئيس الفلسطيني أرسل اليه خطاباً قال فيه انه سيفعل كل ما في وسعه" من أجل الافراج عن بيغلي. وخطف بيغلي 62 عاماً في 16 أيلول سبتمبر الجاري في بغداد مع الأميركيين يوجين أرمسترونغ وجاك هينسلي اللذين ذبحا بعد ذلك. وأضاف هيغينز أنه اتصل بعرفات لأنه سبق أن "قدم مساعدة" في مواقف أخرى تتعلق برهائن. وبحث وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في اتصال هاتفي تلقاه من البارونة سايمونز وزيرة الدولة في الخارجية البريطانية المسؤولة عن منطقة الشرق الاوسط موضوع الرهينة البريطاني المحتجز في العراق. وفي باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن اطلاق القنصل الايراني في كربلاء أخيراً "أمر مشجع خصوصاً لأن المجموعة التي كانت تعتقله هي نفسها التي تحتجز مواطنينا كريستيان شينو وجورج مالبرونو مع سائقهما السوري". وقال: "منذ 15 يوماً دخلنا مرحلة جديدة من الأزمة. أكرر انه يجب العمل بحذر وصبر، وهذه تماماً الطريقة التي نعمل بها. على الجميع أن يدركوا ان الأولوية هي لضمان أمن" الرهائن. وحول جولته في عدد من الدول العربية، قال بارنييه: "أتيح لي ايضاح أن فرنسا بلد تسامح وحرية خصوصاً في مجال الدين. قلت ايضاً إن الجميع يستطيعون ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية على أرضنا وأوضحت أن قانون حظر الرموز الدينية لا يطبق الا في المدارس الرسمية وهو يشمل جميع الديانات". وأشار الى أن "الحكومة الفرنسية ملتزمة استخلاص الحصيلة. وستفتح اعادة النظر هذه الباب لحملة مشاورات واسعة خصوصاً مع ممثلي الهيئات الاسلامية وبعد ذلك سينظر البرلمان فيها". في روما، كشف تقرير صحافي أن اجهزة الاستخبارات الاميركية التقطت بوسائل الكترونية صوتاً يعتقد بأنه يعود الى احدى الرهينتين الايطاليتين في العراق. وأفادت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الايطالية أن الأميركيين أبلغوا روما ان اجهزتهم التقطت اتصالاً هاتفياً سمع خلاله "صوت نسائي غربي يقول بضع كلمات وراء المحادثة الرئيسية". وبعد عمليات مراقبة وتنقية وتحليل للمحادثة، قال الخبراء انهم "مقتنعون بان الصوت قد يكون لواحدة من المتطوعتين" الايطاليتين للعمل في منظمة انسانية واللتين خطفتا في السابع من ايلول سبتمبر في بغداد مع زميلين عراقيين. وزادت الصحيفة ان المحادثة التقطت منذ بضعة أيام. في غضون ذلك، صرح ناطق باسم شركة الاتصالات المصرية "أوراسكوم" انه تم ليل أول من أمس الافراج عن مصري واحد خطف في العراق بعدما أشار في وقت سابق الى الافراج عن رهينتين. وقال الناطق: "اعتقدنا بأنه تم الافراج عن رهينتين، لكن في الواقع أفرج عن رهينة واحد". وكان يشير بذلك الى المصريين الأربعة الذين خطفوا ليل الأربعاء الماضي مع عراقيين اثنين قرب مدينة القائم غرب العراق. كما خطف مهندسان آخران للشركة ذاتها في اليوم التالي. وأكد رئيس البعثة الديبلوماسية المصرية في بغداد فاروق مبروك أن دوافع خاطفي المصريين الستة "مادية وليست سياسية" .