اختتم المؤتمر السنوي للحزب الوطني الحاكم في مصر أعماله بنتائج لا ترضي المعارضة لكنها تمثّل أولويات الحزب في مجال الإصلاح السياسي. وفي حين لم يغلق الحزب الباب أمام "إصلاحات أخرى في المستقبل"، وعد ب"حوار مع احزاب المعارضة لنقاش من أجل مصلحة الوطن"، بحسب التعبير الذي استخدمه الرئيس حسني مبارك، في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية مساء أمس. راجع ص 6 وشهد اليوم الأخير نشاطاً مكثفاً للرئيس المصري في أروقة المؤتمر، على رغم أن البرنامج كان يتضمن فقط حضوره الجلسة الختامية. وعقد مبارك اجتماعين في الصباح، الأول مع اعضاء المكتب السياسي، والثاني مع الأمانة العامة للحزب. وحضر جلسة عامة ثم عاد ليجتمع مساء مع رجال أعمال من أعضاء الحزب، ثم اختتم المؤتمر. وتضمنت كلمته تطمينات للمعارضة وتأكيدات بأن "الإصلاح عملية متكاملة ومستمرة، لا تنفصل ابعادها السياسية عن الاقتصادية والاجتماعية". ووصف مسيرة الحزب في مجال الإصلاح السياسي بأنها "ناجحة"، معلناً أنه اعطى توجيهاته الى الحزب والحكومة ب"البدء في إعداد تعديلات تشريعية لتحقيق ذلك الهدف". وأكد أن ما انتهى إليه الحزب من رؤى إصلاحية "سيطرح للنقاش العام والحوار مع أحزاب المعارضة للوصول الى رؤى وطنية متكاملة حوله، تكفل البدء في تطبيقه لدعم مسيرة المشاركة الشعبية وصولاً الى تحقيق الاصلاح السياسي المنشود". وفُهمت العبارة على انها "رسالة" الى قوى المعارضة التي رفعت اخيراً سقف مطالبها في شأن الإصلاح السياسي بالإصرار على تعديل الدستور وانهاء العمل بقانون الطوارئ. ومفاد الرسالة أن إصلاحات أخرى في الطريق، ولكن وفقاً لأولويات محددة. وكانت المعارضة تأمل في أن تتضمن كلمة الرئيس المصري "مفاجآت" ترضيها. وفي هذا الإطار، لاحظ مبارك أن اختلاف الرؤى بين الأحزاب "طبيعي"، لكنه شدد على ضرورة "الاتفاق على هدف واحد هو مصلحة الوطن وضمان سلامته". ونبّه أعضاء حزبه إلى أن الحزب "صار أكثر اعتماداً على قدرات الشباب"، مؤكداً "استمرار دفع المتميزين منهم الى مواقع المسؤولية الحزبية والحكومية"، وكذلك "اتاحة الفرص المتكافئة للمرأة، وتمكينها من الحصول على مزيد من الحقوق". ونفى جمال مبارك الذي برز نجمه في المؤتمر، مسألة "توريث الحكم". وقال في مؤتمر صحافي إن الحزب الوطني يتفق تماماً مع المعارضة في "رفض طروحات التوريث". ثم عاد في جلسة خُصصت لمناقشة اسلوب صوغ السياسات العامة وبعدما لاحظ اشادات من اعضاء المؤتمر بشخصه وجهد أمانة السياسات التي يرأسها، قال ان "الهدف هو مناقشة تطوير مؤسسي للحزب". وأضاف في لهجة حادة: "استشعرت من بعضهم محاولة إبراز أمانة السياسات واستخدام مصطلحات تعني أنها تقود الاصلاح في الحزب دون غيرها، وهذا غير سليم مهما كان امينها أو اعضاؤها". وكان مبارك الابن خاض حواراً مع "ضيوف أجانب" دعاهم الحزب الى حضور المؤتمر، ونقل أحد الحاضرين عنه قوله "إن خطر الإسلاميين ما زال قائماً على رغم الضربات التي وجهت اليهم طوال السنوات العشرين الماضية"، وأكد أنه "لن يُسمح بإنشاء أحزاب دينية" في البلاد.