يلقي الرئيس المصري حسني مبارك بثقله على اعمال المؤتمر السنوي للحزب الوطني "الحاكم" الذي يختتم اليوم، إذ علمت "الحياة" أن مبارك سيحضر الجلسات الصباحية على رغم أن البرنامج الذي اعد سلفاً للمؤتمر اشار فقط الى ترؤسه اجتماعاً في المساء لهيئة مكتب الامانة العامة للحزب، وإلقائه كلمة في الجلسة الختامية. وكانت تحليلات ذهبت الى أن الظهور القوي لنجل الرئيس المصري السيد جمال مبارك في فعاليات المؤتمر تم في غياب والده عن الجلسات، علماً بأن مبارك لم يحضر إلا الجلسة الاخيرة في مؤتمر العام الماضي ايضاً. وتأمل قوى المعارضة في أن يتجاوز مبارك في كلمته ما اعُلن في المؤتمر من افكار اصلاحية خلال جلسات اليومين الماضيين وأن يلبي مطالبها بتحريك الموقف وتقديم مبادرات أكثر تقدماً مما طرحه مؤتمر الحزب بعدما أكد الامين العام للحزب السيد صفوت الشريف امس أن تعديل الدستور وإلغاء حال الطوارئ "ليس من اولويات الحزب في المرحلة الحالية". وعرض جمال مبارك امس "الافكار الاصلاحية" وكلها تصب في اتجاه السعي الى توسيع المشاركة السياسية وتنقية بعض القوانين ذات الصلة بالعمل السياسي من مواد تعيق المشاركة السياسية للمواطنين، وجاءت رؤية الحزب عبر ورقتين: الاولى هي "حقوق المواطنة والديموقراطية" وتضمنت تغييرات في قوانين الاحزاب، ومجلس الشعب، ومباشرة الحقوق السياسية، وبرامج تتعلق بمساعدة الجمعيات الاهلية على اداء دورها. والثانية هي "ورقة حقوق المواطنة" وتضمنت 19 حقاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً تعهد الحزب تحقيقها في إطار سياسات واجراءات يلتزمها الحزب والحكومة، اضافة الى ميثاق شرف بين الاحزاب ينظم العلاقة بينها اثناء الانتخابات البرلمانية تضمن سلامتها. واظهرت فعاليات المؤتمر أن مبارك الابن صار الرقم الأهم في معادلة المستقبل بغض النظر عن السيناريو الذي يمكن ان يأتي به الى سدة الحكم كما يعتقد البعض، خصوصاً أن السنة المقبلة ستشهد تطورات مهمة في شأن قضية الاصلاح السياسي الذي يمكن أن ينطلق بقوة دفع كبيرة في المؤتمر المقبل للحزب، وسيترافق مع الاستحقاق الرئاسي والانتخابات البرلمانية. وترجح المؤشرات الراهنة ان يعيد الحزب ترشيح الرئيس مبارك لفترة ولاية خامسة يمكن بعدها بحث تعديل الدستور لينص على اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب بين اكثر من مرشح، وهو المطلب الرئيسي لقوى المعارضة. وعكس اصرار الحزب الوطني على عدم مناقشة الامر في مؤتمره خططه للمستقبل، إذ أن الوقت سيكون في صالح تيار الاصلاح الذي يقوده جمال مبارك بمساعدة وجوه اخرى فرضت نفسها على الساحة في حين توارى الى خلفية الصورة اقطاب الحرس القديم.