هاجم المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية جون كيري سياسة الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش نحو العراق باعتبارها "انحرافاً خطيراً" عن الحرب على الارهاب، وقال ان "غزو العراق خلق أزمة ذات ابعاد تاريخية، واذا لم نغيّر مسارنا، فأمامنا احتمال استمرار حرب بلا نهاية". وطرح كيري في خطاب ألقاه في جامعة نيويورك امس تصوره لكيفية معالجة الورطة العراقية في أربع خطوات رئيسية تضمنت: دعوة بوش الى عقد قمة مع قادة الدول الرئيسية وقادة جيران العراق هذا الاسبوع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطرد مدنيين في وزارة الدفاع البنتاغون، وحشد الدعم الدولي لإجراء انتخابات العراق في موعدها، وخطة واضحة تؤدي الى "بدء انسحاب القوات الاميركية الصيف المقبل بهدف اعادة قواتنا الى بيوتهم في غضون ال4 سنوات المقبلة". وجاء خطاب كيري في جامعة نيويورك امس الاثنين بمثابة استباق لخطاب بوش أمام الجمعية العامة اليوم الثلثاء، اذ يتوقع ان يبرز بوش ما يعتبره نجاحاً للاستراتيجية الاميركية في حرب العراق وفي حرب الارهاب ويطالب الأسرة الدولية بلعب دور في تأمين العراق وتأمين اجراء الانتخابات قبل نهاية كانون الثاني يناير المقبل. وشن كيري هجوماً غير مسبوق بكثافته وحدته وتفصيله ضد سياسة بوش العراقية، مصمماً بذلك على جعل موضوع العراق اساساً في الحملة الانتخابية من الآن فصاعداً، باعتباره الفشل الأكبر لقيادة بوش والخطر الأكبر على الأمن القومي الاميركي. وفصّل كيري فشل السياسة الاميركية في العراق من خسارة أرواح الجنود الاميركيين الى تحول العراق ساحة للارهاب، واتهم بوش بتعمد تضليل الاميركيين من خلال "فشله في قول الحقيقة" قبل الحرب معدداً 23 ذريعة لها، واثناء الحرب، والآن. وقال مشيراً الى صدام حسين، ان ما اسفرت عنه حرب العراق هو "اننا قايضنا ديكتاتوراً بفوضى تركت اميركا أقل أمناً". واضاف: "ان الرئيس كان في حال نفي" للواقع بعدما "ربط عربته بالايديولوجيين المتزمتين حوله"، ما أدى الى "سلسلة اخطاء واساءة تقدير بإفرازات رهيبة" من دون ان "يحاسب الرئيس أي احد عليها، بما في ذلك محاسبة نفسه". وتحدى كيري قول بوش "ان حرب العراق جعلت اميركا أقوى والعالم أكثر أمناً"، وقال: "الجواب هو لا. فالخطر النووي تصاعد في العالم. ونادي الارهابيين العالمي توسع، والتطرف في الشرق الأوسط يزداد ونحن قسمنا أصدقاءنا ووحدنا اعداءنا، وموقفنا في العالم في أدنى درجاته". واعلن كيري "عبر سياسته نحو العراق، أهدر الرئيس الفرصة" المتاحة بعد ارهاب 11 ايلول سبتمبر بتعاطف العالم مع الولاياتالمتحدة، وبدلاً من عزل الارهابيين، عزلت اميركا في العالم". واتهم كيري بوش بخلق الارهاب في العراق. وقال: "نعرف انه لم يكن للعراق اي دور في 11 ايلول ولم يكن له روابط عملية مع "القاعدة". ان سياسة الرئيس نحو العراق خلقت المشكلة ذاتها التي كان يقول انه يحاول منعها. وزير الخارجية كولن باول نفسه يعترف ان العراق لم يكن مغنطيساً للارهاب الدولي قبل الحرب. الآن، لقد بات ذلك، وهم يعملون ضد قواتنا. فالعراق اصبح مأوى لجيل جديد من الارهابيين الذين قد يضربون الولاياتالمتحدة يوماً ما". واضاف ان سياسة بوش في العراق "لم تقوِّ أمننا القومي وانما اضعفته".