حقق المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جون كيري أمس، قفزة نوعية في الاستطلاعات نتيجة تفوقه في المناظرة الأولى مع الرئيس جورج بوش الاسبوع الماضي. وبذلك عاد الى تصدر السباق، عشية مناظرة تبدو محسومة النتائج سلفاً بين ديك تشيني نائب الرئيس ومنافسه الديموقراطي جون ادواردز. راجع ص8 في الوقت نفسه، استعد ابرز نجوم الروك الاميركيين لتقديم دعم كبير لكيري، باقامة استعراضات مجانية في 33 مدينة على امتداد 11 ولاية حاسمة انتخابياً، وذلك تحت شعار "صوت للتغيير". وتتوج الاستعراضات في 11 الشهر الجاري، في العاصمة واشنطن، وعلى مقربة من البيت الأبيض، وتؤدي فيها الفرق أغاني ضد الحرب على العراق، وأناشيد عنوانها محاربة العنف والفقر في العالم. وأشار استطلاعان لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" ومجلة "نيوزويك" الى "تبخر" قفزة بوش في الشهرين الأخيرين. وأشارت الاولى الى تقدم كيري بنسبة 49 في المئة في مقابل 47 في المئة لبوش الذي حافظ على تقدمه فقط في قضيتي الحرب على الارهاب والأمن القومي. اما "نيوزويك" فسجلت تقدماً لكيري بنسبة 49 في المئة في مقابل 46 في المئة لمنافسه، بعدما كان استطلاع سابق لها أعطى الرئيس الحالي تقدماً نسبته 11 في المئة عشية المؤتمر الجمهوري في آخر آب أغسطس الماضي. واشارت أرقام "نيوزويك" الى أن 61 في المئة اعتبروا كيري فائزاً في مناظرة "السياسة الخارجية والأمن القومي"، فيما ابدى 19 في المئة تفضيلهم اداء بوش. وأطلقت الحملة الديموقراطية أمس اعلاناً تلفزيونياً للرد على مداخلات بوش في المناظرة والتي اتهم فيها "عقيدة" كيري في الدفاع عن أميركا ب"المرتهنة للقرار العالمي". واتهم الاعلان بوش ب"الكذب" وتحوير تصريحات منافسه، ما دفع الحملة الجمهورية الى تقديم شكوى قضائية ضد الحزب الديموقراطي لتصويره اعلاناً يهزأ من مداخلات بوش ويصفها ب"المحبطة والمليئة بالغضب". وتتجه الأنظار الى مناظرة المرشحين الى منصب نائب الرئيس غداً في مدينة كليفلاند ولاية أوهايو والتي ستجمع ادواردز 51 عاماً وتشيني 63 عاماً. وبرز تشيني في مناظرات العام 2000 في مواجهة جوزيف ليبرمان، معتمداً انتقادات "هادئة ولاذعة" في آن، في حين لمع ادواردز في مناظراته "القضائية" كمحام، ضد شركات كبرى بعضها مقرب من تشيني، مثل عملاق النفط "هاليبيرتون". ويتوقع ان يسعى نائب الرئيس الحالي الى التركيز على خبرته الطويلة منذ 1969 في البيت الأبيض مقارنة بست سنوات لأدواردز في مجلس الشيوخ. ووافقت حملة كيري - ادواردز على ان تجرى مناظرة الغد جلوساً، للتخفيف من عامل الشباب والكاريزما البارز لدى ادواردز. وركز كيري، في خطاب ألقاه امس في فلوريدا، على الشأن الاقتصادي والسياسة الضريبية "الملتوية" لادارة بوش والتي "تؤذي الحلم الأميركي وتضر الطبقة الوسطى". ووعد بزيادة الضرائب على الأثرياء. ويستعد المرشحان للمناظرة المفتوحة نهاية الأسبوع حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية. وسيسعى كيري المتهم ب"الليبرالية" الى تعديل مواقفه من مسائل "الاجهاض" والزواج المثلي، لجذب الأقليات الدينية المعارضة لهذه المسائل. ويبدو منذ بدء تقليد بث المناظرات بين المرشحين الى الرئاسة في العام 1960، أن الفائز فيها يصل الى البيت الأبيض، بدءاً بجون كينيدي الذي فاز على ريتشارد نيكسون، قبل أن يثأر الاخير من ليندون جونسون في 1969 ويخسر لاحقاً المناظرة والسباق أمام جيمي كارتر. وتكر السبحة مع رونالد ريغان الذي ربح المواجهة ضد كارتر، وثم جورج بوش الأب الذي هزم مايكل دوكاكيس قبل أن يتفوق عليه بيل كلينتون في العام 1992، ومن ثم على الجمهوري بوب دول في العام 1996. كما ساعدت المناظرات الرئيس الحالي في حسم السباق ضد آل غور في العام 2000.