دأبت صفحة "آداب وفنون" على فتح منبرها امام خيرة الاقلام العربية بغية ترسيخ حوار ثقافي كثيراً ما يحتاج اليه العالم العربي، لا سيما في المرحلة الراهنة. وتمثّل هذا الحوار في تبادل الآراء والمواقف بين كتّاب ونقاد ومثقفين من البلدان العربية. وبات في مقدور كاتب مصري ان يبدي رأياً في عمل لكاتب عراقي او ان يتناول كاتب مغربي عملاً لكاتب فلسطيني او لبناني او سوري، وهكذا دواليك. وهذا الحوار لم يخل من السجال النقدي والنقاش ولكن بعيداً من "الحسابات" الشخصية والمواقف الخاصة. وهكذا تحولت الصفحة فسحة للقاء وتبادل الآراء نقداً ومساجلة ورداً ورداً على الرد. وكان من الطبيعي ان تكون القضية العراقية في واجهة السجال وخصوصاً بعد سقوط النظام السابق. وهذه القضية التي يختلف حولها المثقفون العراقيون انفسهم اولاً ثم المثقفون العرب كانت - وما زالت - اشبه بالأرض "المفخخة". فهي مشوبة بالكثير من الشجون والتناقضات والتهم والنزاعات الطويلة. وكان لا بد من ان تتابع صفحة "آداب وفنون" هذه القضية في حقيقتها وواقعها المأزوم. وانبرت الاقلام العراقية المهاجرة والمقيمة تتصدى للمشاكل المتراكمة منذ اعوام وراح بعضها يتناول بعضها الآخر. وكان لا بد من ان تتسع الصفحة لبعض المساجلات الهادئة حيناً والعاصفة حيناً آخر، مشترطة عدم الدخول في الامور الشخصية والمشاحنات، من اجل الحفاظ على المعنى الحقيقي للحوار ولعدم الاساءة الى احد سواء كان من مثقفي الداخل ام من المثقفين المنفيين او المهاجرين. اما ما اقتضى تسجيل هذه الملاحظة فهو اصرارنا على عدم الاساءة الى اي كاتب وسط السجال القائم. وهنا نشير الى ان الكاتبة العراقية عالية ممدوح نجحت في جعل نتاجها الروائي اداة لمواجهة الغربة وللكشف عن اعماق الكائن الذي وقع ضحية المنفى والظلم. اما الناقد الزميل ماجد السامرائي فهو صاحب تجربة أدبية خاصة تجمع بين الجرأة والطليعية.