محمد حسن عواد -رحمه الله- محمد حسن العواد رائد التجديد في الأدب الحجازي الحديث، نفض غبار التقليدية عن الأدب في الحجاز والمملكة خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي، وأحدثت «خواطره المصرحة» ضجة كبرى في أوساط المجتمع والأدباء والنقاد، والتي طالب فيها بالتجديد ضد الجمود السائد في الأدب، خصوصا الشعر العربي، ولذا فقد كان العواد الرائد الحقيقي لقصيدة النثر أو ما يسمى الشعر الحر حيث سبق إليها الشاعرة العراقية نازك الملائكة، وهو ما تثبته تواريخ قصائده التي نشرها في الثلاثينات الميلادية التي خاض العواد من أجل فكره التنويري، الذي لم يكن مستساغا بين الناس آنذاك خصوصا الشعراء والأدباء والنقاد أشد المعارك الأدبية ووصل صداها إلى مختلف الأقطار العربية. وكان شديد الخصومة لمن يعارض فكرة التحديث ومهاجما شرسا ضد التقليديين وله ملحمة شهيرة مع الشاعر حمزة شحاتة وخروج رائعته (الساحر العظيم) والعواد هو أول رئيس للنادي الأدبي بجدة الذي انطلقت على أثره باقي النوادي الأدبية الأخرى المنتشرة في مناطق المملكة وكان أحد رؤساء تحرير جريدة صوت الحجاز؛ وتوفي محمد حسن العواد رحمه الله عام 1400ه، عن عمر يناهز الثمانين عاما. نشأته ولد الأديب والشاعر محمد حسن عواد بمدينة جدة عام 1320ه، ويعتبر من أهم وأبرز دعاة التجديد في الأدب السعودي، بل ومن طلائع النهضة الأدبية والفكرية، وبدأت حياته التعليمية من مدرسة الفلاح حيث تلقى تعليمه وبعد تخرجه منها عيّن أستاذا فيها وكان يرتدي الكوفية الحجازية والشال، ثم ارتدى الجبة والعمامة الحجازية بعد تركه العمل في مدرسة الفلاح، وبعد انتقاله للعمل في الحكومة ارتدى العباية العربية والعقال، وقد بدأت إشارات نباغته منذ أن كان طالبا في مدرسة الفلاح وبعد تعيينه معلما في المدرسة، فقد تتلمذ على يده الكثير من الأدباء والشعراء المعروفين الذين ظهرت أسماؤهم لاحقا أمثال الأديب والشاعر حمزة شحاته، وأحمد قنديل، ومحمد عارف، وعباس حلواني، ومحمد علي باحيدرة، وغيرهم، وكان لهؤلاء الأدباء منتدى صغير يجتمعون فيه مساء كل يوم للسمر والمحادثة. أفكاره وآراؤه تجاوزتا عصره وقصائده تميزت بالجرأة في النقد وبدأ الشاعر محمد حسن العواد في نظم الشعر في سن باكرة (11) عاما، كما ذكر ذلك في مقدمة (ديوان آماس وأطلاس) وبدأ شاعرا مكثرا في النشر، ومن ثم بدأ يتضاءل إنتاجه الشعري بتقدم العمر، وقد جمع شعره في ديوانيين كبيرين، وهما «آماس وأطلاس»، وألحقها فيما بعد بجزئي البراعم و»نحو كيان جديد»، والديوان الآخر «الساحر العظيم» وهو عبارة عن مجموعة القصائد التي نظمها إبان معركته الأدبية مع الشاعر حمزة شحاتة، وطبعها العواد عام 1372ه، ومن يقرأ دواوين العواد يجد سلك مسلك التجديد في تجربته ومسيرته الأدبية رغم ما واجهه من نقد واستنكار من قبل بعض أدباء عصره، فهو الشاعر والكاتب ل»خواطر مصرحة» وما احتوته من تجديد، ونقد عنيف. بداية للتجديد وفي عام 1345ه، أصدر الأديب محمد حسن عواد كتابه (خواطر مصرحة) ويعتبره الكثيرون وهو أول كتاب نهضوي في تاريخ الجزيرة العربية، يطرح فيه العواد خلاصة أفكاره وآرائه الأولى في النهضة الادبية، حيث وجّه من خلال خواطره نقداً حاداً لحالة الشعر والأدب عامة وهاجم الجمود والتخلف والانغلاق، وسخر من بعض العادات والتقاليد الاجتماعية الجامدة، ومن نوع الثقافة السائدة آنذاك، ودعا إلى التغيير في روح منفتحة على كل جديد وتتفق أو تختلف مع طرحه الجريء الذي عاد سلبا على مكانته الأدبية بادئ الأمر، وأحدث ضجة كبيرة، واعتبر الدارسون والنقاد كتاب خواطر مصرحة بداية للتجديد في الأدب الحجازي، واستشهد به عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين رحمه الله، وأشار إليه الكاتب العربي محب الدين الخطيب، حينما ذكر أن «موجة التجديد قد وصلت الحجاز ولكنها بدأت من الشارع الخامس في نيويورك» في إشارة إلى ما يحفل به كتاب العواد من النثر الفني على طريقة أدباء المهجر في ذلك الزمان ويشير مغربي في كتابه أعلام الحجاز الجزء الأول أن الأديب العواد كان متصلبا برأيه بالرغم ممن عارضوه ولم يتراجع عن ما كتب ولو وقف العالم ضده، ولم يزده ذلك إلا إصرارا على التجديد، ويوضح مغربي منهجية الكتاب ويصفها بالإصلاحية والتجديدية بعيدا عن التقليدية ولكن بعضها ينتهج أسلوبا جارحا في التعبير، ويضيف أنه كان من الممكن التعبير عن هذه الأفكار بأسلوب أكثر هدوءا وأقل اندفاعا، ثم يشيد بالكتاب كونه مفاجأة مذهلة للناس معبراً أنه استحق أن يدخل التاريخ إيذانا بابتداء حركة التجديد في الأدب، وهو ما عبرت عنه جريدة صوت الحجاز لسنوات طويلة فيما بعد. خواطره المصرحة تعرض الأديب محمد حسن العواد بعد إصداره للكتاب لمشاكل كثيرة، وعينت لجنة للتحقيق معه فيما ورد في كتابه، وخاصة في مهاجمته معاصريه، وفقد العواد بهذا الإصدار مكانته كأستاذ ملحوظ في مدرسة الفلاح بجدة، وهي أهم مدرسة في المدينة، وانتقل للعمل في المدرسة الحكومية التي كانت شبيهة بالفلاح، ولم يطل به الأمر فيها فانتقل للعمل بمكة في شعبة الطبع والنشر، ثم انتقل إلى جدة ليعمل رئيسا لكتاب المحكمة التجارية التي كان يرأسها الشيخ سليمان قابل رحمه الله، حيث عمل محققا بالقسم العدلي في إدارة الأمن العام بالحميدية، وبانتقاله إلى مكة أمكنه المساهمة في تحرير جريدة صوت الحجاز حين ظهورها لأول مرة، فقد كان أحد رؤساء التحرير الثلاثة الذين أطلق عليهم (نخبة من الشبان) وهم الأساتذة عبدالوهاب آشي، ومحمد حسن فقي، ومحمد حسن عواد. النادي الأدبي كان محمد حسن العواد رحمه الله أبرز أعضاء النادي الأدبي الأول الذي أسس أوائل الخمسينات في جدة، وكان النادي يضم عددا من الادباء والشعراء، منهم عبدالعزيز جميل، وحمزة شحاتة، وإبراهيم وصالح إسلام، والشيخ حسن أبو الحمايل، ويونس سلامة، وأنيس جمجوم، وغيرهم وكان العواد أبرز شخصية في النادي لأنه كان استاذا لمعظم الأعضاء باستثناء الشيخ حسن أبو الحمايل ويذكر أن العواد كان أول رئيس للنادي الأدبي بجدة، حيث كان له السبق مع الأستاذ ضياء فضل في إنشاء النوادي الأدبية والمستمرة إلى الآن، وتقدم إنتاج الأدباء والمؤلفين وتعود القصة إلى أن العواد وفضل تقدما إلى الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، بفكرة إنشاء النادي الأدبي فاستجاب لطلبهما ورحب بالفكرة، فكان النادي الأدبي بجده هو أول النوادي الأدبية، ونواة أولى لافتتاح نوادي مماثلة في المناطق، وقدمت رعاية الشباب دعما سخيا لهذه النوادي أمكن لها أن تنمو وتستمر وتقوم بطباعة الكتب في مختلف فنون الأدب والعلم، وقد منح العواد وقته كله للنادي الأدبي فكان يجلس فيه صباح مساء كما روى ذلك صاحب أعلام الحجاز. خصام الأصدقاء خاض الأديب محمد حسن عواد خاض معارك أدبية كثيرة، ومنها معركته مع الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل حيث أصدر الأستاذ عبدالقدوس قصة بعنوان «التوأمان» وانتقد العواد القصة نقدا لاذعا، ورد عليه عبدالقدوس واستمرت المعركة بينهما بعض الوقت، كما أن له معركة أخرى مع الشيخ حسين باسلامة مؤلف كتاب «سيد العرب» وبعض الكتب عن تاريخ مكة والمسجد الحرام، وله معارك أيضا مع حمد الجاسر، وعبدالعزيز الربيع وغيرهم ولكن أبرز معاركه الأدبية هي معركته مع الأديب حمزة شحاتة، واستمرت طويلا، وقد كانت معركة شعرية رمزية، وتعود قصة الصراع الطويل بينهما لكون العواد كان يعمل محققا بالقسم العدلي بإدارة الأمن العام في مكةالمكرمة، وكان طلعت وفا -رحمه الله- رئيس القسم العدلي صديقا حميما للأستاذ حمزة شحاتة، وكان حمزة دائم الشكوى من العواد وينتقد تصرفاته وأعماله، وأحب طلعت وفا الجمع بين الأديبين لإصلاح ذات البين وتصفية النفوس، فاجتمعا بمنزل طلعت وفا في أجياد وطال النقاش بينهما، ولكن حمزة شحاتة هاجم العواد بشدة وانتهى الاجتماع بالقطيعة، وأسفر عن خصام شديد، فبدأ حمزة بتنظيم القصائد الشعرية وكان يرد عليها العواد وكانت عبارة عن قصائد طويلة تنشر جميعها في جريدة صوت الحجاز، وسط ترقب الناس لها كل أسبوع واتخذ حمزة شحاتة اسم الليل رمزا له في هذه المعركة، ثم تحول بعد ذلك إلى العاصف، أما العواد فلقّب نفسه ب»الساحر العظيم» وبعض نصوص الهجاء التي دارت بينهما ولم تكن صالحة للنشر، ولكنها كانت تكتب باليد وتوزع في أماكن تجمعات الناس في مكة ونظرا لشدة الهجاء وحدة القول بينهما فقد دخل كل من الأستاذ الكبير أحمد قنديل مساعدا لصديقه حمزة شحاتة ومدافعا عنه، والشاعر محمود عارف مساعدا ومدافعا عن أستاذه العواد ولم تضع هذه الحرب الأدبية أوزراها إلا بعد أن اتسعت نطاق توسيع هذه القصائد الهجائية فخشي الطرفان من عواقبها فطويا تلك الصفحة السوداء، ويعتبر الأديب السعودي إبراهيم فودة معركة حمزة شحاتة والعواد، في وقت مبكر من ظهور بوادر النهضة الأدبية في الجزيرة من أشد المعارك الأدبية التي شهدتها بلادنا، ويذكر في حديثه أن للعواد معارك أدبية كبرى وصغرى، أما الكبرى فهي تلك التي نشبت بينه وبين الأدباء العمالقة أمثاله وأشهر تلك المعارك المعركة الأولى التي نشبت بينه وبين الأديب حمزة شحاتة ويسرد فودة أن العواد وشحاتة يدرسان في مدرسة الفلاح بجدة، وكان حمزة شحاتة يعتد بنفسه كشاعر موهوب، والعواد يكره ذلك، فتولدت بين الأديبين اللامعين غيرة شديدة، ووجدت إدارة المدرسة في خلاف الأديبين النابغين فرصة للتنافس الأدبي الشريف الذي يستفيد منه الطلبة وموضحا بأن العواد كان ينتقد بشعره بين الحين والآخر إدارة المدرسة، وكان المدافع عنها حمزة شحاتة كما يذكر الأديب السعودي محمد حسين زيدان ما نصه: أن «محمد حسن عواد أنكر على حمزة شحاتة أن يبرز في جدة هذا البروز، وأن يكون كأحد شبابها البارزين، لأن كثيراً من الناس لا يعرفون أن حمزة مكي المولد والمنشأ، وما جاء جدة إلاّ مؤخراً ولكن كبر في (جدة) وعظم، فاستحوذ على الشباب، وهذا من الحوافز التي جعلت العواد ينكر على «حمزة» ذلك وقد اعتذر العواد للشاعر حمزة شحاتة عن هذه الخصومة، وذلك في قصيدته «عتاب» (الجزء الأول ديوان «نحو كيان جديد» -الطبعة الأولى 1978م ومن ضمن أبياتها: أخي حمزة كيف الوشاة تغلبوا وكيف تحرانا السخيف المذبذب لك الحب موفوراً بنفسي، كامناً تباعده أسبابه وتقرب فلا تشدد الحبل الذي مد بيننا ولا تعتبرني في الصداقة أكذب وسامح، وأنت المرتجى من تواصلت أوامره، واصفح فإني مذنب سجال أدبي وتشير التراجم أن قصيدة الشاعر العواد الشهيرة «الساحر العظيم» تمثل الخصومة الشعرية الكبرى التي نشبت بينه وبين الأديب الراحل الأستاذ حمزة شحاتة، وقد نظمها العواد في خمسمائة بيت تخللت ديوانه ولم يكتف العواد في «الساحر العظيم» بحمزة، وإنما تعرض لكل من جرت بينه وبينهم معارك أدبية، مثل أحمد قنديل والشيخ حسين باسلامة مؤلف كتاب (سيد العرب)، والأستاذ عبد القدوس الأنصاري ويذكر أن العلاقة بين العملاقين العواد وشحاتة كانت قوية ومتشابكة لأنهما تعلما في مدرسة واحدة وارتبطت صداقة كل منهما بالآخر كشاعر حديث السن، وكانت بداية المعركة الادبية بينهما سنة 1355ه على صفحات جريدة (صوت الحجاز)، واحتدم النقاش والصراع بين الأديبين، وحمل كل منهما على الآخر حملة كان لها أعمق الأثر في الأوساط الأدبية وكانت الصحف تشهد المعركة حيث تنشر القصائد في صفحاتها وكان العواد يرسل ملاحمه إلى الجريدة فتنشر أولاً بأول ويرد شحاتة عليه بالمثل، وهكذا حتى أسفر الصراع عن خروج رائعة العواد «الساحر العظيم»، ومطلع هذه الملحمة الشعرية هو: عشق الخلد طامحاً نزاعا فامتطى فنه إليه طماعا ومنها أيضا تلك المقطوعة الجميلة: وانجلى الأمر عن خميلة زهر وإذا شئت فهي روض أنيق ابدعته من الحياة يد الفن فذا هائل وذاك رشيق قطوف من أشعاره طرق العواد أبواب وأغراض الشعر المتعددة وغرف من بحورها المتنوعة ومع اهتماماته بالنقد ودخوله في معارك ومساجلات أدبية ونثرية مع العديد من شعراء وأدباء عصره إلا أنه لم يهجر القصيدة بأنواعها وأشكالها العمودي والحر، ولم يكن بمعزل عن ظروف وأحداث عصره وزمانه حيث كتب عن همومه وهموم أمته العربية والإسلامية وهاهو في قصيدته التي عنونها ب»متى» يرتقب عودة أمجادها السابقة بقوله: متى نرتقي المجد الصريح المخلدا ونكتب في التاريخ فخرا مؤبدا متى نملك الشأؤ الرفيع جلالة ونرمي إلى العلياء سهما مسددا أنبغي المعالي بالتقاعس ذلة ونطلب عزا في الخليقة رقدا ولأنه شاعر أحب وحدة العرب، فقد نظم قصيدة في الوحدة العربية قبل أن تنل بعض الدول العربية استقلالها وهي قصيدة تعود إلى منتصف الأربعينيات قال في مطلعها: عرب الجزيرة كم تكون سعيدة هذي الحياة بوحدة الأبعاد تتوحد الأشتات في مجموعها ويعزز المجموع بالإفراد فيقوم من بردى إلى صنعائها أمل يرن صداه في الأبعاد ومن القصيم إلى ربى غرناطة تبنى الحياة عميقة الأوتاد كما نظم العواد مجموعة من القصائد في النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنها قصيدته (النور) التي يقول في مطلعها: دافق النور رحمة وسلاما ومنها عزة وسلاما فاعتنقناه يقظة وسموا وعقلناه حكمة ونظاما وأثنى على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: فنشرت التوحيد في الناس يمشي ثورة في النهى وعدلا وحبا وسلاما ورحمة ومساواة وعطفا على الضعاف وقربى قالوا عنه تحدث عدد من الشعراء والأدباء عن حياة الشاعر محمد حسن عواد وشعره وإنتاجه الأدبي وقال عنه معاصره الشاعر محمد حسن فقي «أبرز جوانب العواد في نظري هو جرأته الأدبية ونقده الذي لا يجامل ولا يهاود وإن كانت له مشاركات أدبية لا تنكر نثراً أو شعرا» في حين ربط الشاعر عزيز ضياء بين شعر عواد وشخصيته حين قال «العواد هو ذلك الشاعر الكبير الذي عاش الشعر وأحلام الشعراء حتى في مسيرة حياته وهو الناثر الذي استطاع أن يتميز بأسلوب يؤكد استقلاله وشموخ شخصيته»، أما الأديب والكاتب عبدالله مناع فقال عنه «العواد ليس نيزكاً ولا نجماً عابراً في سماء حياتنا الأدبية والفكرية بل كوكباً ساطعاً شغل الناس طوال أربعين سنة بفكره وأدبه وعصف ما كان يقوله وينشره، فيما يلخص الأديب والصحفي عبدالله الجفري مسيرة العواد بقوله «كانت للعواد أفكار طليعية في حياته الأدبية وأصدر كتابيه «خواطر مصرحة» و»تأملات في الأدب والحياة» وفيهما عبر عن أفكار جديدة وجريئة في تلك الفترة أثارت الكثير من النقاد والمتابعين، ويؤكد إبراهيم الفوزان أسبقية وريادة محمد حسن عواد في شعر النثر أو ما يسمى الشعر الحر ويصر الدارسون والنقاد في العالم العربي على أن الشاعرة العراقية نازك الملائكة هي رائدة هذا الفن المستحدث رغم أن عدداً من الأدباء لاسيما في المملكة قدموا البراهين والشواهد التي تدلل على ريادة عواد لهذا الفن الشعري حيث يقول الفوزان «وعلينا أن نقول إن العواد قال الشعر المنثور والشعر الحر والمرسل في الثلاثينات من القرن العشرين وسبق نازك الملائكة التي قالته في الخمسينات حسب اعترافها، فيما يقول عنه د. عبدالله الغذامي «وليس للمرء إلا أن يقدّر «للعواد» فتح باب الاجتهاد في تنويع موسيقى الشعر و»العواد» أحد رواد التجديد والداعين له منذ مطلع حياته وكتابه «خواطر مصرحة» شاهد على ذلك . النادي الأدبي بجدة حيث كان محمد عواد أول رئيس له بدأ عواد تعليمه في الحجاز وتتلمذ على يد العديد من الأدباء الكبار نظم الأديب عواد العديد من القصائد في الوحدة العربية كتاب «خواطر مصرحة» شاهد على نهج عواد التجديدي منصور العساف