اختار الحزب الجمهوري رسمياً الرئيس الأميركي جورج بوش مرشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مع دعوات رنانة الى إعادة انتخابه، صدرت عن زوجته لورا وحاكم ولاية كاليفورنيا آرنولد شوارزنيغر اللذين قالا إن العالم اكثر حرية وان أميركا اكثر أماناً تحت قيادته. وجاء هذا الاختيار في اليوم الثاني من المؤتمر الجمهوري الذي عقد في نيويورك. ويجب أن يقبل بوش رسمياً هذا التعيين في خطاب يلقيه في اختتام المؤتمر مساء اليوم الخميس. لورا بوش وفي قاء حمل عنوان أميركا "شعب التراحم" سعياً إلى اجتذاب الأصوات التي لم تحسم أمرها بعد، قالت لورا بوش إن زوجها كابد معاناة كبيرة في ما يتعلق بقرار الذهاب الى الحرب في العراق وأفغانستان. لكنه كان على استعداد لاتخاذ "الخيارات القاسية والقرارات الصعبة". وأشارت إلى أن زوجها قاد اميركا "بمقدرة وإيمان" بعد اعتداءات 11 أيلول، ويستحق إعادة انتخابه حتى ينهي مهمة جعل أميركا اكثر أمناً. بطل "الأكشن" يحرّك المهاجرين أما شوارزنيغر، فدخل عبر مشاركته في المؤتمر، أكبر بؤرة ضوء في البلاد منذ قيامه بدوره الجديد كزعيم سياسي فعلي العام الماضي. وقال بطل أفلام الحركة والمهاجر النمسوي الذي انتخب حاكماً لولاية كاليفورنيا، إن أميركا ما زالت "المصباح الذي ينير العالم" وان بوش زعيم "لا تجفل له عين ولا يتردد ولا يتراجع". واعتبر أن قيم المهاجرين إلى الولاياتالمتحدة المتمثلة في العمل الجاد والطموح هي قيم جمهورية. وفيما كان يتغنى ب"الحلم الأميركي"، انشغلت شرطة نيويورك بنوع آخر من "الاثارة"، وعمدت الى توقيف 970 متظاهراً تجمعوا خطاً واحداً بين شارع وول ستريت وساحة ماديسون. وتوقف المتظاهرون أمام محطات جمهورية بينها مبنى تلفزيون "فوكس"الاخباري والشركات المستثمرة في العراق. وسارت تظاهرة في منتزه كولومبس تضامناً مع حقوق المهاجرين في الولاياتالمتحدة وتخليداً لذكرى فاروق عبدالمهدي الذي توفي بعد أسابيع من اطلاقه من السجون الاميركية بتهم "الاتصال بشبكات ارهابية"، برئ منها لاحقاً بعد 250 يوماً من الاعتقال في غياب الرقابة الطبية. وتمكن أحد المتظاهرين توماس فراميتون 21 عاماً متنكراً بلباس متطوع جمهوري من التسلل الى قاعة المؤتمر والاقتراب مسافة ثلاثة أمتار من ديك تشيني نائب الرئيس وانشاد هتافات معادية للحرب على العراق، قبل أن تعتقله القوى الأمنية السرية وتضعه قيد الاعتقال قبل اطلاق سراحه بفدية بلغت قيمتها خمسين ألف دولار. جينا وباربرا وتعويض "الوقت الضائع" وأطلت توأمتا الرئيس الأميركي جينا وباربرا بوش 22 عاماً بعد شوارزنيغر لتصفانه بال"رائع"، قبل أن تتحدث كل منهما لخمس دقائق، ساخرتين من الفترة التي كانتا فيها فتاتي حفلات "الصبا والطيش"، غير مهتمتين بالسياسة، إلا أنهما على رغم ذلك لا تستطيعان الجلوس جانباً ووالدهما يخوض حملته الانتخابية الأخيرة. وقالت باربرا: "نحب والدنا كثيراً إلى حد جعلنا نقف ونشاهد من الخط الجانبي"، بينما أكدت شقيقتها أنه "أمضينا أربع سنوات في محاولة للبقاء بعيداً من الأضواء. وقمنا أحياناً بعمل أفضل من غيرنا". وأضافت على خلفية ثقافة البوب: "إنهما يعرفان اليوم الفارق بين مونو وبونو"، في إشارة إلى والديها "وعندما نقول لهما إننا ذاهبتان لحضور حفلة آوتكاست، يعرفان أنها فرقة موسيقية لا مجموعة من غريبي الأطوار". وأشارت جينا إلى أن ظهورهما وفر فرصة ل"تعويض الوقت الضائع" بينما قالت باربرا: "كان لدينا فأر هامستر. لكنه لم يتمكن من أن يحيا طويلاً"، في محاولة ربما لمنافسة ابنة كيري التي تحدثت عن ولعها بالحيوانات الأليفة. أول ظهور لبوش بدورهم، تطرق المتحدثون أمام المؤتمر، إلى أضعف نقاط مرشحهم، وقالوا إن الحرب في العراق هي جزء من "الحرب على الإرهاب". وسيعلن بوش قبوله ترشيح الحزب له في كلمة يلقيها أمام المؤتمر اليوم. لكنه حقق بالفعل أول ظهور له أمام المؤتمر عبر الأقمار الاصطناعية مقدماً زوجته، بينما كان يحضر مباراة رياضية في بنسلفانيا. وقال بوش قبل وصوله الى نيويورك أمس: "أنا رجل محظوظ أن تكون لورا الى جانبي" ليعدها بأربعة سنوات أخرى في البيت الأبيض. ورأى أن أميركا ستكون لها الغلبة في الحرب على الإرهاب بقوله: "نلتقي اليوم في وقت حرب بالنسبة لبلدنا. حرب لم نبدأها لكنها حرب سنكسبها". رد كيري ورد جون كيري بالقول متوجهاً إلى مئات من مؤيديه الذين وقفوا لتحيته في مطار ناشفيل الدولي قبل أن يتحدث أمس الى "الرابطة الأميركية" للمحاربين القدماء: "يمكننا ويجب علينا وسنفوز في الحرب على الإرهاب. الطريق لكسب الحرب هو محاربة الإرهاب بطريقة أكثر ذكاء وأكثر فاعلية". ودخل تشيني دائرة الضوء أمس عندما ألقى كلمة في مؤتمر الحزب بثتها التلفزيونات. وهو ظهور يعطي اميركيين كثيرين أول فرصة لمشاهدة تشيني لفترة طويلة، بعدما أصبح تأييده القوي لحرب العراق وعلاقاته مع شركة "هاليبرتون" مادة ساخنة للنقاد الديموقراطيين. كما ألقى السناتور زيل ميللر عضو مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا الديموقراطي المؤيد لبوش، كلمة شرح فيها اسباب تحويل ولائه، ليهاجم في شكل حاد السناتور جون كيري مرشح الحزب الديموقراطي.