أعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير ماجد عبدالفتاح أن مساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز عرض على الرئيس حسني مبارك نتائج محادثاته مع الحكومة العراقية الموقتة في شأن توفير الأمن للانتخابات العراقية مطلع العام المقبل، كما تطرق الجانبان الى العلاقات اللبنانية - السورية وقرار مجلس الأمن الرقم 1559 الذي يدعو الى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان. وأوضح عبد الفتاح أن اللقاء تطرق الى الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة مع دول الجوار بهدف وقف عبور المتسللين عبر الحدود لإحكام السيطرة الأمنية، بما في ذلك المحادثات التي أجراها بيرنز في سورية. وذكر أن الجانبين اتفقا على خطوات محددة تشير الى أن هناك بوادر اتفاقات في مجال السيطرة الأمنية وستتابع خلال الشهر الجاري ومطلع الشهر المقبل، خصوصاً ان هناك اتجاهاً ايجابياً من جانب سورية لجهة التعامل مع هذا الموضوع. وزاد أنه في خصوص القضية الفلسطينية، أكد بيرنز تقدير الولاياتالمتحدة للجهود المصرية الرامية الى توحيد رؤية الفصائل الفلسطينية بالتعاون مع دول المنطقة. كما تطرق الى تأجيل اجتماع لجنة الاتصال الدولية لمدة تتراوح من 2 الى 3 اشهر بناء على طلب الجانب الفلسطيني، موضحا ان هناك تفهماً للاسباب التي تقدمت بها السلطة الفلسطينية في هذا الشأن. وكان بيرنز عقد اجتماعاً أمس مع اللجنة الرباعية الدولية في القاهرة. وعلى صعيد العلاقات اللبنانية - السورية، صرح عبد الفتاح بأن الوجود السوري في لبنان تحكمه اتفاقات وتفاهمات معروفة من بينها اتفاق الطائف، مشيراً الى أن مصر تؤمن بأن هذا الموضوع لبناني الشأن ويخص العلاقة التي تربط بين البلدين. لكنه قال في الوقت ذاته أن عدم تجاوب سورية مع متطلبات القرار 1559 يفتح الباب أمام تدخل لمجلس الأمن من نوع آخر بموجب تقرير سيقدمه الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان. وأضاف أن هناك شعوراً اميركياً برغبة سورية في التجاوب مع قرار مجلس الأمن في شكل او بآخر، وهذا شيء مطمئن، وهو الأمر ذاته الذي لمسه وزير الخارجية أحمد ابو الغيط خلال زيارته الاخيرة لسورية. واكد انه لا بد ان يكون هناك تقويم واقعي لامكانات سورية في السيطرة على الحدود مع العراق، خصوصا أنها طويلة، ما يستلزم مساعدتها وتزويدها المعدات اللازمة. وقال عبدالفتاح ان مبارك اكد ضرورة تجاوب اسرائيل مع هذا التوجه السوري. وأشار الناطق الى أن اللقاء تناول موضوع تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559، فأحاط بيرنز مبارك علماً بالمحادثات التي تجريها الولاياتالمتحدة مع الأطراف المعنية لتنفيذ هذا القرار، مشيراً الى أن محادثاته في سورية أظهرت تفهماً لضرورة التعامل مع الموضوع بقدر من الواقعية والعملية وفي إطار تنفيذ الاتفاقات والتفاهمات المختلفة التي تحكم العلاقة بين سورية ولبنان. وأضاف أن مبارك أشار الى ان استئناف محادثات السلام بين اسرائيل وسورية لتحقيق الانسحاب من الجولان الى حدود 1967 يجب أن يكون عنصراً مهماً في المحادثات السورية - الأميركية بهدف حل كل مشاكل المنطقة. وتابع أن اللقاء تناول أيضاً موضوع السودان وأن بيرنز اشار الى تقارير مفادها أن الوضع في دارفور وصل الى مرحلة "ابادة جماعية"، كما لفت الى مشروع قرار مطروح على مجلس الأمن في هذا الصدد. ونقل عن مبارك تأكيده أن التعامل مع هذه المشكلة الانسانية يجب ألا يكون من خلال فرض عقوبات او التهديد بفرضها، لكن عبر تعزيز قدرة السودان على مواجهة هذه الأزمة في اطار الخطط المتفق عليها مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة. وكان بيرنز صرح عقب اللقاء إنه بحث مع مبارك في كيفية مساندة الحكومة العراقية من أجل استتباب الأمن في العراق "والذي يعتبر مهماً للمنطقة وللمجتمع الدولي وللعراقيين أنفسهم". وقال إن اللقاء بحث ايضاً في الجهود المشتركة لاحياء الشعور بالأمل بالنسبة الى الوضع بين الفلسطينيين والاسرائيليين. كما اشاد بجهود مصر مع الجانبين، داعياً الى استغلال الفرصة التي تتيحها خطة الانسحاب من غزة كخطوة في اطار "خريطة الطريق" للسلام.