وصف مصدر سوري مطلع ل"الحياة" العلاقات السورية - الاميركية، بعد زيارة الوفد الاميركي برئاسة مساعد وزير الخارجية وليم بيرنز لدمشق اول من امس، بأنها "انتقلت من حوار الطرشان الى الانخراط البناء". وأوضح ذلك بأن لقاء سيعقد بين وزير الخارجية الاميركي كولن باول ونظيره السوري فاروق الشرع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ل "رفع مستوى الحوار"، وأشار الى بحث في مشاركة سورية في اجتماع للدول الكبرى الثماني مع دول جوار العراق، كذلك الى تشكيل لجان امنية وعسكرية وسياسية واقتصادية "للبحث من دون كلل عن حلول ملموسة للمشاكل العالقة". راجع ص 5 وقال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى ل "الحياة" ان سورية والولايات المتحدة عادتا الى "علاقات بين دولتين، فيها نقاط اختلاف ونقاط اتفاق، لكن المهم ان هناك آليات ثنائية لحل الاشكالات والبحث عن حلول خلاقة". ولفتت المصادر الى الموضوع العراقي كان "أولوية على الطاولة"، وأن المسؤولين الامنيين والعسكريين دخلوا في "محادثات امنية وحدودية وفنية تتعلق بالحدود السورية - العراقية" في حضور مساعد وزير الدفاع الاميركي بيتر رودمان والجنرال مارك كيميت الناطق باسم الجيش الاميركي في العراق و"مسؤول رفيع المستوى" من وكالة الاستخبارات الاميركية ومسؤول الشؤون العربية والاسرائيلية في مجلس الامن القومي روبرت دينين، بالتزامن مع محادثات سياسية اضافية بين مسؤولي الطرفين. ولاحظت المصادر ان العسكريين والامنيين "اكثر ايجابية لأن ليس لهم اجندة سياسية". وأكدت المصادر ان الموضوع اللبناني لم يستغرق "أكثر من بضع دقائق" في المحادثات الرسمية، وأن الرئيس الاسد أكد خلالها ان "القوات السورية لن تبقى الى الابد في لبنان". وقالت المصادر مطلعة ان موضوع "اعادة انتشار القوات السورية في لبنان امر تقرره القيادتان العسكرية في البلدين. وهي نفذت اربع مراحل لاعادة الانتشار ويمكن ان تنفذ مرحلة خامسة قريباً حسب الامكانات". وحرصت دمشق على ابقاء موضوع اعادة الانتشار منفصلاً عن زيارة بيرنز، اذ طرح الاسبوع الماضي خلال محادثات بين الرئيس الاسد وقائد الجيش اللبناني ميشال سليمان. وقال وزير الاعلام اللبناني ميشال سماحة ل "الحياة" امس ان زيارة بيرنز "لم تؤثر سلباً ولا ايجاباً" في أي خطوة لها علاقة بإعادة الانتشار.