بدأ الرئيس العراقي غازي عجيل الياور زيارته الرسمية في روما بلقاء الرئيس الإيطالي كارلو أزيليو تشامبي، فيما يتواصل صمت خاطفي عاملتين ايطاليتين في الحقل الانساني خطفتا في العراق الثلثاء الماضي. وأنهت مسؤولة ايطالية زيارة الى بيروت ووصلت أمس الى عمان لطلب الدعم لتحرير الرهينتين. وقال العلامة السيد محمد حسين فضل الله ان خطف الايطاليتين "محرم شرعاً". في غضون ذلك، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "أنصار الظواهري" في بيان على الانترنت مسؤوليتها عن خطف الايطاليتين، وطالبت بالافراج عن المعتقلات العراقيات مقابل اطلاقهما. اجتمع الرئيس العراقي غازي عجيل الياور لدى وصوله أمس الى روما مع الرئيس الإيطالي كارلو أزيليو تشامبي، ثم عقد اجتماعاً مع رئيس الحكومة سيلفيو بيرلوسكوني، وهيمن على اللقاء ملف الرهينتين الإيطاليتين سيمونا تورّيتّا وسيمونا باري العاملتين في منظمة "جسر إلى بغداد" الإنسانية، واللتين تحتجزهما ورهينتين عراقيتين، جماعة مجهولة منذ الثلثاء الماضي. وتضمن جدول لقاء بيرلوسكوني والياور بحثاً في القضايا المتعلقة بالعلاقات بين بغدادوروما والمشاركة الإيطالية في إعمار العراق. في غضون ذلك أكد والد الرهينة باري انه لن يوجه أي نداء للرئيس العراقي لبذل الجهود من أجل إطلاق ابنته وزميلتها توريتا. وعزا في تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء تحفظه في طلب العون من الرئيس العراقي إلى "الغموض الذي يكتنف عملية الخطف وهوية الخاطفين وأهدافهم ... الامر الذي يصعب معه إيجاد اللغة المناسبة لمخاطبة الرئيس العراقي في هذا الشأن". وتأتي زيارة الياور الى روما في إطار جولة أوروبية بدأها في برلين وستقوده إلى كل من بروكسيل وستراسبورغ. وكان دان خطف الايطاليتين باري وتوريتا في ختام لقاء مع المستشار الالماني غيرهارد شرودر في برلين الخميس. في غضون ذلك، دعت نائبة وزير الشؤون الخارجية الإيطالي مارغريتا بونيفير أمس نساء لبنان للمساهمة "عبر حملة نداءات" في الجهود التي تبذلها حكومة بلادها لإطلاق الرهينتين الايطاليتين. وقالت في لقاء تضامني مع الرهينتين نظمه "المجلس النسائي اللبناني" في نقابة الصحافة في بيروت، "اتيت باسم حكومتي اطالبكن بالانضمام الى جهودنا وبتوجيه نداءات لمطالبة الخاطفين باعادتهما حرتين الى عائلتيهما وبلدهما بأسرع وقت ممكن". واستغل بعض الحاضرين مشاركة المسؤولة الإيطالية في اللقاء، للمطالبة بإنهاء "الاحتلال الأميركي والإيطالي للعراق". ووجهت إقبال دوغان الرئيسة السابقة للمجلس، كلمة إلى بونيفير طالبت فيها الحكومة الإيطالية بالسعي "معنا الى انسحاب كل القوات الأجنبية من العراق". وأشارت بونيفر الى أن المخطوفتين اللتين لم تتجاوز أي منهما الثانية والعشرين من العمر، "متطوعتان في الحقل الإنساني، قدمتا الكثير الى نساء العراق وأطفاله"، مشيرة الى أن "الحكومة الإيطالية تستنفد الوسائل كافة لتحرير المخطوفتين، من دون اللجوء الى التعاطي المباشر مع الإرهابيين". وأضافت: "أخذنا المبادرة بالتحدث الى نساء المنطقة، لأن الرعب الذي يولده الإرهاب أينما كان يجب أن يهز ضمائر الجميع، ولا سيما النساء. الإرهاب هو جريمة ضد الإنسانية والأديان ومنها الإسلام". وفي لندن، ناشدت "المنظمة الانكليزية العربية" خاطفي الرهينتين الايطاليتين اطلاقهما. واشارت في بيان الى ان "منظمة جسر الى بغداد" عملت طوال سنوات الحصار الطويلة على العراق للمساعدة في رفع الحظر الاقتصادي عن كاهل الشعب العراقي.