أكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني أمس، أن مبلغ مليون دولار دفع كفدية لاطلاق سراح الرهينتين الايطاليتين اللتين اختطفتا في العراق قبل ثلاثة أسابيع.. ونقلت صحيفة إلميساجيرو ولا ريبيليكا عن بيرلسكوني قوله لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك جدل حول(دفع) فدية.. ليرد بذلك على تقارير نشرت في صحيفة الرأي العام الكويتية تفيد بانه تم دفع فدية مقدارها مليون دولار لضمان اطلاق سراح الرهينتين سيمونا توريتا وسيمونا باري. وكانت الصحيفة نقلت عن مصادر مطلعة أن الخاطفين طلبوا في بادىء الامر خمسة ملايين دولار كفدية ولكن الوسطاء الايطاليين رفضوا ذلك. ومما يؤكد الرأي القائل بأنه تم دفع فدية ما كشفه بيرلسكوني من أنه تم تحديد مكان الرهينتين وانه تم التفكير في اللجوء إلى خيار عسكري لاطلاق سراحهما ولكن تم استبعاده لخطورته البالغة، ولم ينف أي طرف آخر شارك في تأمين اطلاق سراح الرهينتين حتى الان الانباء التي تفيد بأنه تم دفع فدية كما أن هذه الانباء لم تكن مفاجأة بالنسبة لزعماء المعارضة أوالصحفيين. وقال بيرو فاسينو من الحزب الديمقراطي اليساري المعارض لا أعرف إن كان قد تم دفع فدية. كل ما أعرفه هو أنه لاغبار على أي شيء يطلب لانقاذ حياة شخصين.. وكتب جيوسيبي دافانزو الصحفي المعروف الذي قام بتغطية حادث الاختطاف لحساب صحيفة لا ربيبليكا لقد تم دفع فدية. وليس هناك ما يثير الخجل في ذلك. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة إن وفدا إيطاليا بدأ المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الرهينتين يوم 19 من الشهر الجاري عقب وصوله إلى بغداد مباشرة وبدأت في اليوم التالي مباشرة المحادثات مع زعماء القبائل ورجال الدين والطلاب الاسلاميين سعيا وراء الافراج عن الرهينتين وهي المحادثات التي أعقبتها اتصالات بالخاطفين. واستهدفت المفاوضات إلى جانب الافراج عن الرهينتين الايطاليتين الافراج عن رجلين عراقيين خطفا معهما وكانا يعملان في نفس مؤسسة الاغاثة التي يعملان بها وقد أفرج عنهما بالفعل. وأضافت الصحيفة اختير وفد التفاوض مع الخاطفين في 21 سبتمبر وحدد الخاطفون مطالبهم بوجوب انسحاب القوات الايطالية من العراق للقبول ببدء مفاوضات قد تسفر عن الافراج عن الرهينتين وهو ما اعتذر الوفد الايطالي الذي رعى المفاوضات عن عدم تمكن حكومته من تنفيذ مطلب كهذا معتبرا الأمر أقرب ما يكون الى المستحيل بعد ذلك توقفت المفاوضات نحو ثلاثة أيام أعلنت خلالها جهتان مجهولتان اعدام الرهينتين وهو ما اشاع جوا من القتامة على المفاوضات التي اعلن المفاوضون الايطاليون استعدادهم لاستئنافها إذا تأكد عدم اعدامهما. وأضافت طلب الخاطفون فدية خمسة ملايين دولار للافراج عن الرهينتين وعاد الوفد ليعتذر عن عدم تمكنه من تدبير أكثر من مليون دولار وبعد مفاوضات عسيرة وشاقة وتدخل شيوخ عشائر ورجال دين على خط التهدئة وافق الخاطفون على مبلغ المليون دولار وتسلمه الخاطفون على دفعتين.. وبعد دفع المبلغ بالكامل أطلق الخاطفون سراح الرهينتين بحضور أحد زعماء القبائل وأحد رجال الدين اللذين سلماهما إلى اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بغداد. ووصفت الصحيفة الخاطفين بأنهم جماعة محلية وقالت إن هذه هي عملية الخطف الاولى بالنسبة لهم.