أصدر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح توجيهات الى وزارة الدفاع بوقف العمليات العسكرية في محافظة صعدة شمال ضد الداعية المتطرف حسين بدرالدين الحوثي واتباعه في منطقة جبال مران، بعدما أوقعت المواجهات مئات من القتلى والجرحى من الطرفين. في الوقت ذاته، أدى انفجار في "معمل" بارود في محافظة عمران الى سقوط 18 قتيلاً، وواصلت فرق الانقاذ أمس البحث عن ضحايا بين الأنقاض. وجاء في نبأ بثته المواقع الحكومية على الانترنت، ونشرته صحف الحكومة ان الرئيس علي صالح استجاب مساعي العلامة محمد محمد المنصور وعدد من العلماء والنواب في محافظة صعدة، لإتاحة الفرصة أمام وساطات جديدة لاقناع الحوثي بتسليم نفسه الى اللواء الركن محمد علي القاسمي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة على ان يتولى الأخير تسليمه الى القضاء. وبدا ان عجز القوات الحكومية عن حسم المعركة مع الحوثي واتباعه، وعدم اقحام القوات الخاصة المكلفة مكافحة الارهاب والتي يشرف على تدريبها خبراء اميركيون، كانا وراء قرار وقف العمليات العسكرية ضد الداعية، واللجوء الى خيار التفاوض معه، علماً ان مصادر في صعدة أكدت ل"الحياة" ان القاسمي يقود المفاوضات منذ أيام، لافتة الى ان الحوثي واجه القوات الحكومية بضراوة، وأجبرها في أكثر من معركة على التراجع، موقعاً في صفوفها وفي صفوف القبائل المتعاونة معها خسائر فادحة. وأفاد بيان للحكومة ان الرئيس اليمني "شعر بالألم والحزن ازاء الضحايا من أبناء الوطن الذين سقطوا نتيجة فتنة الحوثي وأعماله العنصرية المقيتة، الضارة بأمن الوطن والمواطنين وبالوحدة الوطنية والمخالفة للدستور والقانون، وكل القيم والمبادئ الدينية والوطنية". وقال ل"الحياة" مصدر حكومي طلب عدم ذكر اسمه ان وقف العمليات العسكرية خطوة "تكتيكية" لن تستمر أكثر من 48 ساعة في حال رفض الحوثي تسليم نفسه لرئيس الأركان، معرباً عن اعتقاده بأن القوات الحكومية "تمكنت من القضاء على تنظيم الحوثي عسكرياً، وتشتيت ميليشياه المسلحة، خلال أربعة أسابيع من المواجهات". وكانت معلومات صحافية ومصادر قبلية أشارت أول من أمس إلى احتمال جرح الحوثي بالقصف الذي طاول تحصيناته في جبل الحكمي، أحد جبال مران، لكن القوات الحكومية لم تنفِ النبأ أو تؤكده. وزادت أن أحد مشايخ القبائل المتعاونة مع الجيش قتل و8 من مرافقيه في مكمن نصبه "الحوثيون" قبل يومين في منطقة حيدان. وأوضحت أن السلطات كانت تتفاوض مع أهم مساعدي زعيم التمرد واسمه محسن الحمزي الذي يتبعه مئات من المسلحين في منطقة الحمزات بمحافظة صعدة، لكنه تمكن من الفرار بعد فشل المفاوضات. في غضون ذلك، ارتفع عدد ضحايا انفجار معمل لصنع البارود في منطقة حبابة التابعة لمحافظة عمران 50 كيلومتراً شمال صنعاء إلى 18 قتيلاً. وعلمت "الحياة" ان المعمل يملكه يحيى علي عبدالله سهيل، وهو في أسفل مبنى من 4 طوابق تقطنها أسر، وأفيد أن تماساً كهربائياً إثر هطول أمطار أدى إلى انفجار مواد يستخرج منها البارود لاستخدامه في تفجير صخور وشق طرق في الجبال. ووقع الحادث ليل الأربعاء، وتواصل فرق الانقاذ البحث عن ضحايا تحت الانقاض.