جددت اسرائيل تهديداتها بابعاد الرئيس ياسر عرفات عن "المنطقة"، هذه المرة على لسان وزير خارجيتها سلفان شالوم الذي ارفق هذه التهديدات بهجوم على رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء، في خطوة رأى فيها مراقبون تأكيداً اسرائيلياً على نفي الطرف الفلسطيني من أي معادلة سياسية محتملة، ورفضاً واضحاً للمبادرة المصرية، ورغبة من الحكومة الاسرائيلية في حرف انظار الفلسطينيين والمجتمع الدولي عما تنفذه على الارض من سياسة "الامر الواقع". قال وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم ان "اليوم الذي سيطرد فيه الرئيس ياسر عرفات بات اقرب من اي وقت مضى"، مضيفا انه في الوقت الحالي سيبقى عرفات محاصرا في "المقاطعة" في رام الله. جاءت تصريحات شالوم مساء اول من امس خلال حفلة اقامها ناشطون في حزب "ليكود" الذي ينتمي اليه "لاحتساء كأس السنة العبرية الجديدة"، وبعد يومين فقط من اطلاق وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز تهديدات مشابهة ضد الرئيس الفلسطيني. وكان موفاز لمح الى ان السبب وراء عدم تنفيذ الحكومة الاسرائيلية قرارها قبل نحو عام ب"ازالة عرفات" رغبتها في الانتهاء اولا من تنفيذ "خطة الانفصال" عن قطاع غزة. وقال شالوم: "لا يوجد مكان لعرفات بيننا، سيأتي الوقت الذي نطرده من هذه المنطقة. عرفات ارهابي يجب عدم التحدث اليه". وشن شالوم في المناسبة ذاتها هجوما لاذعا على رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع واتهمه ب"التحريض على الارهاب". ووصف العام الاول لتولي قريع مهمات منصبه بأنه "عام من دون فعل وتهرب من المسؤولية". وفي الوقت ذاته، دعا شالوم الى التسريع في بناء الجدار الذي تقيمه اسرائيل في قلب الضفة الغربية واستكماله في أقرب وقت ممكن. ورأى مسؤولون فلسطينيون ان تصريحات شالوم تحمل "خطورة جدية"، اذ قال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات ان السلطة اجرت اتصالات مع اعضاء اللجنة الرباعية للتدخل ومنع اسرائيل من تنفيذ تهديداتها "التي نحملها على محمل الجد". واضاف في تصريحات ان اسرائيل تتحمل مسؤولية أي أذى قد يلحق بالرئيس الفلسطيني. واعتبر مدير مكتب رئيس الوزراء حسن ابو لبدة تصريحات كل من شالوم وموفاز "تمهيداً لتنفيذ عدوان ضد الرئيس". ويرى المراقبون ان حكومة أرييل شارون لن تقدم على خطوة من هذا النوع في المرحلة القريبة، خصوصا قبل الانتخابات الاميركية التي باتت على الابواب، وان كانت تتحين الفرص لطرده. ويأتي التلويح الاسرائيلي مجددا بطرد عرفات في وقت يحاول شارون وبأقصى سرعة ممكنة تنفيذ خطته ل"فك الارتباط" عن قطاع غزة، بينما يواصل احكام سيطرته على الضفة الغربية عبر توسيع المستوطنات واقامة الجدار الذي يحاصر التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة. ورأت مصادر فلسطينية ان "التهديدات الاسرائيلية تهدف الى ضرب المبادرة المصرية، خصوصا الجهد المصري لاعادة الاعتبار لدور عرفات في عملية مفاوضات محتملة بوصفه شريكا، اذ تؤكد اسرائيل موقفها القديم بأنها لا ترى في السلطة الفلسطينية، سواء في شخص الرئيس او رئيس وزرائه شريكا ذا صلة بأي عملية سياسية محتملة". واضافت المصادر: "حكومة شارون اتخذت قرارها بإلغاء العملية التفاوضية السلمية منذ فترة طويلة وبدأت بتنفيذ هذا القرار عمليا من خلال خطة فك الارتباط" الاحادية الجانب. وفي هذا الصدد، نفى مكتب شارون ما تردد عن نيته اجراء "استفتاء عام" على هذه الخطة، مؤكدا في المقابل انها ستنفذ وفقا لقرارات الحكومة. وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية ان اول من طرح اجراء هذا الاستفتاء الوزير من حزب الاتحاد القومي زفيلون اورليف خلال جلسة الحكومة الاسبوع الماضي. واوضحت ان اورليف قال ان تنفيذ خطة الانفصال "قد يقود الى حرب اهلية، ويجب عدم الاكتفاء بقرار من الحكومة او الكنيست بل وضع الامر امام الجمهور".